د.يوسف الحساينة يكتب :"عبق الشهادة والبطولة في بيت ليد"

كتب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د.يوسف الحساينة مستذكرا: "عبق الشهادة والبطولة" في بيت ليد
-صلاح شاكر، وأنور سكر.. سبعة وعشرون عاماً، وما زالت الذاكرة متّقدة، تحفظ صورهما، وتقتفي وصاياهما، كيف لا وهما من سطّرا بدمائهما وأشلائهما مشاهد العز والبطولة، هناك في "بيت ليد" المعجزة، ليجسّدا بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير بطولة شعب يأبى الاستسلام ويستعصي على الانكسار.
-ففي الثاني والعشرين من يناير عام 1995، تقدم فرسان الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري في ذلك الوقت القوى الإسلامية المجاهدة (قسم) لواء أسد الله الغالب؛ (صلاح شاكر وأنور سكر) ليحرقا قلب الكيان ويصيبا عقل قادته بالجنون في مشهدية بطولية فذّة جسّدت كبرياء المقاتل الفلسطيني وأخلاقياته وعقيدته القتالية الأصيلة، وبحدثان جرحاً ما زال ينزف في قلب الكيان المحتل حتى يومنا هذا، حيث أكدت عملية "بيت ليد" المعجزة، أنه كيان هشّ قابل للكسر والهزيمة، كيانٌ هجينٌ دون ملامح حقيقة، سوى ملامح الإرهاب والكراهية والعنصرية، وأيديولوجية مؤسّسة على العدم والموت.
-في مثل هذا اليوم خرج أبطال (القسم) من بين الأشلاء والآلام ليقولوا لهذا الكيان المدجج بالحقد والإرهاب، كيان زنيم طارئ غريب لا مستقبل له وإن امتلك كل أدوات القتل والتدمير والخداع، إن المستقبل على هذه الأرض تحدده قبضات المجاهدين المشرعة، ودماء الشهداء التي تُعبّد الطريق لزواله وكنسه من فلسطين والمنطقة، وأن سنن الله والتاريخ تؤكد أن الاحتلال أيّاً كان شكله وسمته، لن يوقف مسيرة الحق، وهو بكل يقين إلى اندثار وزوال، مهما طال الزمن أم قصر.
-ونحن نتنسّم ذكرى البطولة والشهداء المتدفّقة من أبطال (قسم)، نزداد يقيناً على يقين، أننا بتنا اليوم أقرب من أي وقت مضى بقرب زوال هذا الكيان، الذي يحاول ومعه بعض أنظمة الردّة إطالة عمره وأمده في قلب الأمة النابض بالجهاد والمقاومة.
-في هذه الذكرى التي تمنحنا مزيداً من العزّة والكرامة، ذكرى معراج العاشقين لفلسطين والسالكين نحو قباب الأقصى والقدس، في ذكرى البطولة والمعجزة في "بيت ليد" التي خطّ فارسيْها (صلاح وأنور) بدمائهما ألوان علم فلسطين وراية جهادها، نستذكر من كان لهم شرف التخطيط والمشاركة في صناعة هذا الإعجاز الرباني، عباقرة عصر المقاومة المؤمنة الواعية الشهداء القادة: محمود الخواجا، ورفيق دربه المهندس محمود الزطمة، وعمار الأعرج، وأيمن الرزاينة، وتلك الثلّة المؤمنة بقيّة الخير، الرابضين داخل سجون العدو، الأسير الصنديد نضال البرعي، وعبد الحليم البليسى، وإخوانهم ممن يواصلون مسيرة الجهاد والمقاومة حتى يومنا هذا في ميادين العز والشرف.
-تحلّ علينا هذه الذكرى، لنؤكد عبرها لكل العالم، أن شعبنا ما زال رابضاً في خنادق الجهاد والمقاومة، منذ أكثر من قرن من الزمان، مدافعاً عن شرف الأمة ومسرى رسولها الكريم، ومعراجه إلى السماء، يقارع بكل قوة وثبات وعناد أسطوري الصهيونية العالمية ومن خلفها الغرب الاستعماري.. غير آبه بعِظم التضحيات، وفداحة المؤامرات، عينه إلى القدس ترنو.. وقلبه بعشقها ينبض، زاده في الطريق.. عميقُ وعيٍ، وصدقُ إيمانٍ،  وثورةٌ لا تهدأ.