- (حكاية وطن- تأليف: وهيب نديم وهبة)
شباك الحرية، وحشية الحرب مقابل عذوبة الصوت السارد للقصة (نهى الأسرج) قصف الطائرات وأزيز الرصاص فوضى الرحيل والنزوح، البقاء أو الزوالَ والاندِثار.
كل هذا الزخم المتراكم من العنفوان في مسح قرية بكاملها من الوجود... مقابل جمالية صوتها المتشابك كشبكة الصياد، كل حلقتها محكمة، لصيد السامع الكريم.
جمعية المنارة لدعم أصحاب التحديات؛ وعبر مشروعها الرائد مكتبة المنارة العالمية، شعلة الحرية للكتاب الصوتي، والتي تُحلق في وطن الكلمات وينبعث أثيرها عبر شباك الحرية إلى العالم.
يشار أن مكتبة المنارة العالميّة تُعدّ أوّل مكتبة عربيّة تمت ملاءمتها للمكفوفين ولأصحاب التحديات في القراءة في العالم العربيّ، وهي متخصّصة في إصدار الكتب الملاءَمة الصّوتيّة والرّقميّة وبطريقة برايل، وتوفيرها من خلال موقعها على الإنترنت "www.arabcast.org"، وتطبيق الهواتف الذكيّة المجانيّ على الأندرويد وأبل تحت اسم "مكتبة المنارة".
تم اختيار المنارة للقارئة المتميزة، نهى الأسرج، لشباك الحرية، بجدارة ومقدرة ومعرفة بمكنونات الصوتيات القادمة من الشقيقة القاهرة/مصر.
يعود الفضل لثقافة ومهنية المنارة مع احترامنا الكبير لمدير المنارة المحامي عباس عباس والطاقم المكتبي والمهني في التعامل والمعاملة وحسن تنفيذ المهام.
نهى الأسرج تملك عذوبة الصوت والإتقان في الأداء والتلاعب بنغمات الصوت وفق المشهد. تأخذك إلى داخل غابات النص وتندمج في تفاصيل القصة، كأنكَ أنتَ الكاتب وليس المستمع... تلك القدرة الفائقة في التعبير والانسيابية ورهافة الاحساس والنغم الصوتي ينساب داخل عروقك بشفافية الروح.
من نص القصة:
بَعْدَ الْاصْطِفافِ طابورًا بَشَرِيًّا مِنَ الْأَسْرى وَالْمَخْطوفينَ وَالسُّجَنَاء، يَأْتي صَوْتُ الْقائِدِ مِنْ جَوْفِ كَهْفِ الظُّلُماتِ: "أُحْصُدوهُمْ، أُحْصُدوهُمْ" بَعْدَها يُغادِرُ الْعَسْكَرُ الْمَكانَ، غَافلينَ أَنَّ الْجُذورَ الْمُمْتَدَّةَ تَحْتَ جَسَدِ الْأَرْضِ، سَتُبْعَثُ مَرَّةً أُخْرَى إِلى الْحَياةِ، رَغْمَ أَيَادي الْفَتْكِ وَالْقَسْوَةِ.
وَهُنَاكَ، فِي غُرْبَتِها، لا تَزالُ سُهادُ عَلى أَمَلٍ...
ألرَّجُلُ: "أَيْنَ سُهادُ؟ "
ألزَّوْجَةُ: "كَالْعادَةِ، هِيَ هُنالِكَ في الْكَرْمِ، لَقَدْ مَرَّتْ الْأَيَّامُ سَريعًا. إعْتَدْنَا عَلَيْها وَعَلى قَلَقِها الْمُتَواصِلِ، هِيَ ابْنَتُنا الْآنَ."
ألرَّجُلُ: "عِنْدي بَعْضُ الْأَخْبارِ، وَأَخافُ أَنْ أُخْبِرَها، ماذا تَقْتَرِحينَ؟"
ألزَّوْجَةُ: "هَلْ ماتَ جَدُّها؟!"
ألرَّجُل: "قَتَلوهُ... كَما قَتَلوا جَميعَ الَّذِينَ كانوا مَعَهُ."
ألزَّوْجَةُ: "كُلُّهُمْ مِنْ نَفْسِ الْقَرْيَةِ؟"
ألرَّجُلُ: "مِنْ نَفْسِ الْقَرْيَةِ وَغَيْرِها، قَتَلوا الْجَميعَ حَتَّى لا يَتَكَفَّلوا بِرِعايَتِهِمْ! "
ألزَّوْجَةُ: "يَجِبُ أَنْ تَخْبِرَها، حَتَّى تَفْقِدَ الْأَمَلَ بِرُجوعِ جِدِّها الْمُقْعَدِ."
ألرَّجُلُ: "لِماذا لا تَعيشُ عَلى أَمَلِ الرُّجوعِ، وَتَحْمِلُ مَعَ الْأَيَّامِ حِكايَةً تَرْويها لِأَوْلادِها، عَنْ بُطُولةِ جِدِّهِمِ الَّذي أَخَذَهُ الْعَسْكَرُ وَلَمْ يَعُدْ؟"
ألزَّوْجَةُ: "وَهَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الَّذينَ غابوا، سَيَعودونَ؟!"
"الرَّجُلُ" يَنْظُرُ الْآنَ إِلى السَّماءِ... ألْغَيْمُ الْأَبْيَضُ فُسْتانُ عَروسٍ، وَزُرْقَةُ السَّماءِ جَدُّها الْقادِمُ.
مَا بَيْنَ الواقِعِ وخَيالاتِ الْوَصْفِ، قالَتْ لي "سُهاد": عاشَ جَدّي حياتَهُ صَلْبًا كَحَديدِ شُبَّاكِنا الْمَنْقوشِ بالْحُرِّيَّةِ!"
وَرَوَتْ لي ما كانَ يَقولُه جَدُّها: "نَحْنُ يا "سُهادُ" كُنّا الْوَطَنَ، وَكانَ الْوَطَنُ رَغيفَ خُبْزِنا وَحَياتِنا، حَتّى جاءَ إِلَيْنا مَنْ يَأْكُلُ خُبْزَنا وَيَحْرِقُ زَرْعَنا وَيَقْتُلُ وَطَنَنا، وَبَقَيْنا لا مَعَ الْقَريبِ وَلا مَعَ الْغَريبِ".
الرابط لموقع القصة في المنارة.
https://arabcast.org/?mod=book&ID=5013
شباك الحرية: صدر بالعربية والإنجليزية
المترجم – الشاعر: حسن حجازي - مصر
الإصدار: دار الهدى للطباعة والنشر 2020.
كما ويمكنكم الاستماع إلى شباك الحرية من خلال تحميل تطبيق مكتبة المنارة العالمية:
أندرويد: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.arabcast.almanarah
آبل: https://apps.apple.com/us/app/mktbt-almnart/id597383899
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت