أصدرت اللجنة الوطنية لنصرة فلسطين ، بيانا جاء فيه : أصابت الفاجعة والمرارة كل من علم بإقامة مؤتمر تنظمه السفارة الأمريكية في ذكرى ما يدعونه “الهولوكوست” أو الإبادة الجماعية التي قامت بها النازية وعانى منها ملايين البشر على أرضية عرقية أو دينية أو سياسية ، وشملت الروس والبولنديين واليهود والغجر وذوى الإعاقة والمختلفين سياسيا ، وليس فقط اليهود وحدهم كما تروج رواية الصهاينة وحلفائهم للمسألة ، في محاولة لكسب عطف الرأي العام العالمي وأن يخلصوا أنفسهم بدور الضحية ، في استخدام وتوظيف سياسي لممارسات الهولوكوست النازي .
وأضافت اللجنة في بيانها، أن هذا كله مفهوم من الصهاينة ومن يناصرهم في اغتصاب الأرض العربية وتدنيس المسجد الأقصى وتخريبه بحثاً عن هيكلهم المزعوم ، وكذلك تدنيس كنيسة القيامة وباقي المقدسات المسيحية ، لكن غير مفهوم أن تقوم به السفارة الأمريكية على أرض قاهرة المعز وفي أحد فنادقها ، وليس داخل مقر السفارة لتخليد ذكري ضحايا رواية وحيدة الجانب ومشوهة عن الهولوكوست.
وتابعت : أن الحفل الذي أقامته السفارة الأمريكية يوم 24 يناير 2022 في قلب القاهرة وبحضور شخصيات يهودية ، إنما يمثل طعنة وجرحاً غائراً في كرامة كل شريف على ارض مصر ، بل في الأمة العربية كلها.
واستطردت قائلة : ولا يخفى على أحد أن “الهولوكوست” في الماضي قد شمل كما أوضحنا أعراقا وفئات متعددة ، كما أن إسرائيل الحالية ليست وطريقة يهود العالم ولاحق لها في المطالبة بتعويضات عن ضحايا الهولوكوست من اليهود لكى تغطى على مشهد الإبادة الحالي الذى تقوم به ضد الشعب الفلسطيني وسط شبه صمت عالمي ، بينما تواصل جرائم القتل والإبادة الجماعية وسرقة الأرض وتشريد أهالي فلسطين والتي يرتكبها العدو الصهيوني كل يوم ضد شعبنا العربي في فلسطين أمام مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ساكناً .
وأضافت : لم يكتفِ منظمو الفعالية بترديد الأكاذيب حول المحرقة المزعومة ، وإنما راحوا يروجون لأكذوبة أخرى بمسؤولية ثورة يوليو وجمال عبد الناصر عن طرد اليهود المصريين ومصادرة ممتلكاتهم ، وهو تزييف واضح للتاريخ يحاولون من خلاله التعتيم على الدور التخريبي الذي قامت به المنظمات الصهيونية في مصر ، والذي تصدت له الدولة المصرية بكل حزم مما أدى لهروب هؤلاء المخربين خارج البلاد وليس طردهم كما يزعمون.
وقالت : يهمنا في هذا المجال أن نؤكد أن اليهود عاشوا تاريخيا بين ظهراني الشعب المصري لمئات السنين وحصلوا على كل حقوقهم حتى آخر وقت ، بل كثيرا ما كانت لهم أوضاع المعيشية تتفوق على المواطنين المصريين الآخرين ، ولكن العقيدة الصهيونية هي المتسببة في الترويج لنظرية فصل اليهود عن الأمم التي يعيشون بين ظهرانيها ، بالدعوة لفصلهم وانشاء دولة خاصة بيهود العالم من مختلف البلدان وعلى أساس ديني يميز بينهم وبين كافة المواطنين الآخرين وعلى حساب تشريد شعب كامل موجود هو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه ، وهذا هو أساس وصم الصهيونية بالعنصرية الذى عبر عنه القرار القديم للجمعية العامة للأمم المتحدة الذى تم إلغائه في لحظة حدث بها خلل في تركيب المنظمة الدولية استغلها إسرائيل والولايات المتحدة ، بينما نحن نطالب بإعادة الاعتبار له ، و رغم كل التحريض الصهيوني لليهود على الهجرة من بلدانهم الأصلية ومنها مصر ، فقد رفض العديد من اليهود المصريين الاستجابة لتلك الإغراءات والضغوط وتمسكوا بالبقاء في وطنهم وبلدهم مصر حتى الموت ، بينما كانت إسرائيل تحاول زرع العملاء واستخدامهم ضد مصر ولإفساد علاقاتها بالدول الصديقة وما فضيحة لافون للتفجيرات ضد المصالح الأمريكية في مصر والتي تم احباطها سوى مثال على ذلك .
واختتمت : وما يزيد من تلك المرارة التي تملأ قلوبنا أنه في الوقت الذي يتم فيه التضييق ومنع أي تعبير عن التضامن مع قضيتنا المركزية وفضح ممارسات العدو الصهيوني في حق الأسري واللاجئين وتوسيع المستوطنات وضم مزيد من الأراضي العربية فضلاً عن التعدي المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأرض المحتلة، يتم السماح بإقامة حفل لإحياء ذكرى “الهولوكوست” في قلب العاصمة المصرية للترويج لروايات مشوهة عفا عليها الزمان ، مضيفة : أن السماح بإقامة مثل تلك الفعاليات يمثل سقطة كبيرة تستوجب محاسبة المسؤول عنها خاصة أنها جاءت بعد أربع سنوات من السماح لسفارة العدو بإقامة حفل بمناسبة ذكرى “النكبة” في قلب القاهرة ، وهو ما لا يمكن أن يقبله الشعب المصري الذي يرفض أي صورة من صور التطبيع وان التاريخ لن يتهاون مع كل من يسمح بالترويج للدعاية الصهيونية على أرض مصر.
جدير بالذكر ، أنه قد وقع على البيان كل من :
حزب الكرامة – حزب التحالف الشعبي الاشتراكي – الحزب الاشتراكي المصري – الحزب العربي الديمقراطي الناصري – حزب الوفاق القومي – حزب السلام الديمقراطي – الحزب الشيوعي المصري – حزب المحافظين – المؤتمر الناصري العام – الحركة الشعبية المصرية لمقاطعة اسرائيل BDS EGYPT – الحركة الشعبية المصرية لمقاومة الصهيونية – نقابة العاملين بالقطاع الخاص – نقابة المعلمين المستقلة – اتحاد الفلاحين – الجبهة الوطنية لنساء مصر – مصريات مع التغيير.