- أحمد إبراهيم
لاحظت أخيرا اشتعال جدال سياسي كبير وفصائلي واضح بين عدد من الأحزاب والقوى الفلسطينية من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، حيث انتقد عدد من كبار المسؤولين المظاهرات التي قامت بها حركة حماس دعما للحوثيين ، وأعلنت مصادر فلسطينية رسمية أن هذه التصريحات سببت تدهورا لافتا في العلاقات مع دول سنية مهمة مثل مصر والمملكة العربية السعودية.
اللافت هنا أن هذه القضية أخذت الكثير من الجدال ، وهو الجدال الذي لم يتوقف خاصة وأن الكثير من أتباع حركة حماس يرون أن ضرب الامارات هو أفضل رد على التطبيع بين الإمارات وإسرائيل ، الأمر الذي يفرض على أي فلسطيني ضرورة الحديث والإعلان صراحة عن رأيه ودعمه للحوثيين.
في نفس الإطار أعربت عدد من القوى السياسية والشعبية الفلسطينية عن تأييدها للتصريحات التي نسب وتداولتها بعض من وسائل الاعلام لرئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج ، وهي التصريحات التي أشار فيها فرج إلى ضرورة الحذر من السياسات التي تنتهجها إيران خاصة إزاء الاعتداءات التي قامت بها أخيرا ضد دولة الإمارات مع دعمها لجماعة الحوثي.
وقال فرج في كلمة مرتجلة أمام تجمع لقادة ومناصري حركة فتح “أنا ضد أي نفوذ إيراني في المنطقة العربية، المنطقة العربية للعرب ولن تكون إلا للعرب”. وتابع “إحنا مع السعودية ومع مصر… وأنا في هذ اليوم أتحدث كأمن قومي وليس من أجل تسجيل موقف سياسي. أنا لا أهتف إلا للعرب اللي حاضنيني، كفلسطيني، تاريخياً. لا أهتف لأحزاب ودول أخرى. أهتف فقط لقوميتي العربية وانتمائي العربي والإسلامي”.
على أي حال في كل أمة ولكل شعب دوما لحظات فارقة، وهي اللحظات التي يجب أن تغلب فيها المصلحة العامة دوما على المصلحة الفصائلية أو الحزبية.
ومع هذا الخلاف السياسي والفكري الفلسطيني بات السؤال المهم الأن ...من الذي يستعد للتضحية بمصالح الشعب الفلسطيني وقضية الوطن من أجل قضيته الفصائلية؟
وهل المهم الأن هو الانجرار وراء المصالح الفصائلية ونسيان مصالح الوطن وأبنائه في الخليج؟
صراحة أسئلة باتت مطروحة في ذروة كل ما يجري من أخبار الأن.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت