كشفت مصادر مطلعة ، أن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن نصح الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما ، يوم الإثنين، عدم اتخاذ قرارات متشددة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في السادس من فبراير.
وقالت المصادر لتلفزيون "الشرق" إن بلينكن بادر للاتصال بالرئيس عباس مستفسرا عن طبيعية الاجتماع القادم للمجلس المركزي، والقرارات الجاري الاعداد لإصدارها في الاجتماع، ناصحا بعدم اتخاذ قرارات من شأنها إغلاق الباب أمام إمكانية استئناف العملية السياسية مستقبلاً.
وكان الرئيس عباس أشار في خطاب له في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، إلى أن الفلسطينيين سيعودون إلى قرار التقسيم عام 1947، وسيتوجهون إلى محكمة العدل الدولية، في حال عدم انسحاب إسرائيل من أراضي دولة فلسطين المحتلة بما فيها القدس الشرقية خلال عام.
وقالت المصادر إن الجانب الأميركي يخشى أن يتخذ المجلس المركزي قرارات من هذا النوع تغلق الطريق أمام فرص استئناف العملية السياسية مستقبلا.
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) التأكيد لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار، وعلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ووقف النشاطات الاستيطانية، ووقف اعتداءات وإرهاب المستوطنين، وأهمية احترام الوضع التاريخي في الحرم الشريف، ووقف طرد السكان الفلسطينيين من أحياء القدس، ووقف التنكيل بالأسرى واحتجاز الجثامين، ووقف اقتطاع الضرائب وخنق الاقتصاد الفلسطيني.
وشدد أبومازن خلال اتصال هاتفي مع بلينكن، على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تقوّض حل الدولتين، والانتقال لتطبيق الاتفاقيات الموقّعة بين الجانبين، وعقد اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري، من أجل البدء بعملية سياسية حقيقية وفق قرارات الشرعية الدولية، وأن المجلس المركزي القادم سيقوم بتقييم الأوضاع، واتخاذ القرارات اللازمة لحماية حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني.
وأشار أبومازن إلى أهمية مواصلة العمل لتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية، وتذليل العقبات التي تعترض طريق هذه العلاقات.
من جانبه، نقل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن تحيات الرئيس جو بايدن للرئيس عباس، وتأكيده على التزام الولايات المتحدة الأميركية بحل الدولتين وأهمية خلق أفق سياسي.
ومن ناحية أخرى، أشار الوزير الأميركي بلينكن إلى إدراك إدارة الرئيس بايدن للصعوبات السياسية والاقتصادية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، مؤكدا رفضها للاستيطان واعتداءات المستوطنين، والاجتياحات في مناطق السلطة الفلسطينية، ورفض طرد السكان وهدم البيوت، مؤكدا التزام الإدارة الأميركية بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية.
وأوضح الوزير بلينكن أنه سينقل إلى الرئيس بايدن والمسؤولين في إدارته عن التحديات والصعوبات التي تواجه الفلسطينيين، وأنه سيقوم بإجراء الاتصالات مع جميع الأطراف المعنية، والعمل المشترك مع الجميع للمضي قدما لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأوقفت الإدارة الأمريكية جهودها الرامية إلى إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات بعد أن اصطدمت برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت أي مفاوضات مع الفلسطينيين، واستعاضت عنها بجهود أطلقت عليها اسم " إجراءات بناء الثقة" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي و"تحسين شروط حياة الفلسطينيين" في انتظار حدوث تغيير في الجانب الإسرائيلي يسمح بالعودة إلى طاولة المفاوضات.