- بقلم : حكم طالب *
ان جمهورية الصين الشعبية منذ استقلالها وتأسيسها وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني الحكيمة والمستندة الى رؤيا وبرنامج ، خطت خطوات في غاية الأهمية في اطار تعزيز دورها ومكانتها داخليا من خلال تحقيق الاهداف الاستراتيجية التي وضعها الحزب والمتمثلة بسياسة الاصلاح بكل المجالات والانفتاح المنظم والمدروس والمبني على أسس اتجاه العالم التي وضعها للنهوض بالشعب الصيني في كل مجالات الحياة ، وهذا في ضوء ما نلمسه من النهوض والتطور الحاصل والانجازات العظيمة التي تحققت خلال المئوية الأولى للحزب ، ووصولها الى ثاني أكبر قوة اقتصادية في هذا العالم ، وهذا مكنها من أن تلعب دوراً محورياً ورئيسياً على الصعيد الدولي كدولة دائمة في مجلس الدولي وفي اسهامها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ، ونضالها المتواصل والدؤوب في كسر الهيمنة وسياسة القطب الواحد وصولاً الى عالم العدالة والمنفعة المشتركة .
تشهد الصين في هذا العام حدثاً سياسياً كبيراً له أهمية خاصة وكبرى على المستوى الحزبي والجمهورية والذي يتجسد بدعوة اللجنة المركزية التاسعة عشر بدورتها السادسة الكاملة لعقد المؤتمر العام العشرين للحزب في النصف الثاني من هذا العام ، باعتباره محطة مهمة لتكريس النهج والممارسة الديمقراطية ولتعزيزها في اطار الحزب والدولة للتجديد في مفاصل الحزب ولضخ دماء جديدة في شرايينه وعلى مستوى الجمهورية ايضا ، وهذا يتضح من خلال انتخاب المندوبين للمؤتمر ضمن معايير محددة وبطريقة منظمة وبحيث تشمل كل القطاعات وعلى قاعدة أوسع مشاركة شعبية في اطار قواعد النظام والانضباط والرقابة ، وفي اطار عالي من الشفافية والنزاهة وصولاً الى ممارسة ديمقراطية تسهم في تعزيز المجتمع وبناءه وتطوره متبعين نهج ونموذج الديمقراطية الشعبية والعمل على تطويرها .
ان التزام القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وحرصها على الاستمرار في عقد المؤتمرات والحفاظ على دوريتها يصب في اطار التقييم والمراجعة الدائمة الشاملة للأداء ولمختلف السياسات ووضع الخطط والبرامج المستقبلية وصولاً الى الاهداف الموضوعة والتي تحقق الكثير منها خلال المئوية للحزب والانجازات التنموية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ، وكذلك الاستقرار المجتمعي والذي انعكس ايجابيا ، والذي تجسد في الوصول الي مجتمع متطور خالي من العديد الأمراض الاجتماعية من فقر وبطالة --- والخ ، مجتمع رغيد الحياة على مستوى شامل والذي سيشكل نقطة ارتكاز لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة والمتطورة من خلال التعمق في عملية الاصلاح والانفتاح المنظم والمسؤول من أجل سعادة الشعب الصيني ورفاهيته ونهضته وتحقيق الحلم بنهضة الأمة الصينية والتي عاشت سنوات طويلة من المعاناة والفقر والبطالة وبداية عهد جديد للصين في مختلف مجالات التنمية .
من خلال تتبعنا للشأن الصيني ومدى التطور الحاصل في هذا البلد في مختلف المجالات ، يقف الانسان بكل احترام وتقدير لإرادة الشعب الصيني وصموده وتضحياته الجسيمة التي قدمها على مدار الالاف السنين في سبيل تحقيق أهدافه التي وضعها ، وها هو اليوم يواصل النجاح تلوه النجاح رافعا شعار الشعب الصيني على رأس الالويات ، متمنين للحزب الشيوعي الصيني التوفيق والنجاح في انعقاد هذا المؤتمر ، وأن تسهم مخرجاته في تحقيق الأهداف في سبيل رفعة الصين وشعبها على كافة المستويات.
- عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت