كيف أسلموا الحلقة الخامسة والعشرون: " سهيل بن عمرو"

بقلم: أسامة نجاتي سدر

أسامة نجاتي سدر
  • أسامة نجاتي سدر

خجل سهيل بن عمرو أن يعذّب المسلمين وأخويه حاطب والسكران وابنتيه سهلة وأم كلثوم هربوا بدينهم إلى الحبشة مع أزواجهم، ثم مات أخوه السكران في الحبشة فتزوج محمدٌ عليه السلام زوجته سودة بنت زمعة، فنَقَمَ عليهم أن أسلموا دون أن يأذن لهم وهو سيد بني عامر وخطيب قريش الذي تشهد له العرب بالبلاغة ورجاحة العقل والكرم وحسن الجوار ففيه قال أمية بن أبي الصلت:
أأبــا يـزيــدُ رأيــتُ سـيـبـَكَ واسِــعــاً               وســجـــال كـفـــك تـسـتــهــل وتـمــطــرُ
ونـمـــى بـبـيـتـك فــي المكارم والعلا              يـــا بــن الـكــرام فــروع مـجـدٍ تــزخــرُ
وجــحـاجـح بـيــــض الـوجـوه أعـزّة               غُـــــــرٌّ كــأنّـــــهـــم نــجــــــوم تــزهــرُ
فقد كان سهيل وأبناؤه عبد الله والعاص (أبو جندل) وعُتبَةَ شمعة في مكة ترنو إليهم كل الناس سادة وموالي.

وكانت قريش تصدّر سهيلاً للتصدي لدعوة محمدٍ في أسواق مكة ومواسم الحج خطيباً، ليرد الناس عنها، ويستخرج من بستان ورود الإسلام غرقداً وأنّى له ذلك!!! وتتفتّأ الأيام عن إسلام ابنه عبد الله بن سهيل وهو بين يديه وفي حماه، فيسري الخبر في قريش سريان النار في الهشيم، ويتهامس الناس كيف يدافع سهيل عن دين آبائهم ومعظم أهل بيته مسلمون، فيسجن ابنه ويقيده بالحديد، وبدلاً من أن يرتد عبد الله يُسلم (أبو جندل)         فيقيده مع أخيه ويعاهد الآلهة  أن يردهم عن دينهم ولو فقدهم  أو مات دون ذلك، ويعود عبد الله عن اسلامه بعد طول جهد، أما أبو جندل فيبقى على دينه في محبسه ويستجمع سهيل قوته وبلاغته وشرفه بين أهل مكة بل قوة آلهته جميعا لثنيه عن هذا الدين، ولكن هيهات يصبر ويحتسب رغم مرور الزمن وقسوة الأغلال، وحتى عبد الله ما عاد ابنه الذي نشأ بين يديه، فبالرغم من عودته إلى دين آبائه إلا أنه لا زال تحت تأثير محمد، فلا الأفعال نفسها ولا الأخلاق ولا الكلمات، كل شيء ينبئ أن عبد الله لا زال على الإسلام، ولكن سهيلاً تقبل هذا الوضع حتى لا يفتضح أمره بين الناس.

وخرج محمد عليه السلام إلى الطائف مع ابنه زيد يطلب النصرة، فثار سادة مكة وقرروا أن لا يسمحوا له بالرجوع وقد خرج يستنصر عليها أهل قرية أخرى، وكان أهل الطائف أكثر كفرا وجحوداً، وقد قيل لولا أنزل على رجل من القريتين عظيم، أهل مكة والطائف، فبعث محمد عليه السلام إلى سهيل بن عمرو يستجير به ليدخل مكة في حمايته، والعقل والمروءة أن يقبل لولا أن إسلام كل فرد من أهله خنجر في خاصرته ينزف، وما كان له أن يعادي سادة مكة لأجل محمد، أي شرف فاته وأي فضل!!!، بعث يقول: "إن بني عامر لا تجير على بني كعب".

ويفر ابنه عبد الله بدينه إلى محمد بعد أن وعده أن يحفظ ماء وجهه حتى لو لم يقاتل معهم في بدر، فيحاول سهيل أن يبيض وجهه أمام سادة مكة ببسالته في المعركة، لكنه يلمح بالأفق رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض معلمين يقتلون ويأسرون، فيتجمد مكانه ويقع أسيرا، أسره مالك بن الدخشم وعاد إلى أصحابه مفتخرا:

أســـرتُ ســهــيــلا فــــلا أبـتــغي        أسـيـــرا بــــه مـــن جـمـــيع الأمـــمْ

ولكنه أفلت منه بحيلة ذكية في وضح النهار، واستنصر مالك النبي والصحابة فأمر عليه السلام بالبحث عنه وقتله، وكان من نصيب النبي عليه السلام أن يجده فلم يقتله وإنما قيد يديه وسحبه خلف حصانه حتى وصل المدينة، وفي الطريق مر به أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو يركب القصواء دابة النبي عليه السلام فاستغرب أن يراه بهذا الوضع، فسأل مستغرباً: "أبو يزيد!!!" فنظر سهيل إليهم فقال عليه السلام: "هذا الذي كان يطعم بمكة الخبز"، وكأن النبي ما أنكر فضل الرجل الذي سمع عنه أسامة من أهل مكة، وأراد أن يذل سهيلا ويشعره بعزة الإسلام، ولما وصل إلى المدينة أدخله إلى بيت سودة بنت زمعة أرملة أخيه السكران فقالت:" أبا يزيد، أعطيتم بأيديكم ألا متم كراماً"، فخرج النبي يصيح:" أيا سودة، أعلى الله وعلى رسوله؟" فقالت: "يا نبي الله، والذي بعثك بالحق إن ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت"، وكان قولها صفعة في كبرياءه.

وجاء عمر بن الخطاب يود أن يحمي الإسلام من لسان سهيلٍ القذر ويعزّز هيبة الإسلام بين أهل مكة فقال للنبي عليه السلام: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَنْزِعْ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَيَدْلَعُ لِسَانَهُ، فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا فِي مَوْطِنٍ أَبَدًا"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا أُمَثِّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي، وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا"، فأدار عمر وجهه فقال عليه السلام: "إنَّهُ عَسَى أَنْ يَقُومَ مَقَامًا لَا تَذُمُّهُ"، أدرك عمر أن رسول الله موحى إليه في أمره، فما كان له أن يأمر بقتله ثم يأسره إلا تعظيما لأمر الله، وهو من قام يخطب في مكة قبل المعركة يحرض الناس: "يا أهل غالب، أتاركون أنتم محمدٌ والصباة من أهل يثرب، يأخذون عيراتكم وأموالكم، من أراد مالا فهذا مال، ومن أراد قوة فهذه قوة" وما كان يمنعه أن يكف أذاه إلا بما أخبره الله تعالى من خيرٍ يأتي على لسانه مستقبلا، ويفتديه مكرز بن حفص ويرسله بدلا منه إلى مكة إيثارا له لشرفه ومكانته ليرسل الفدية.

وتمر السنين وهو يحرض على المسلمين واقعة بعد أخرى، وفي تفس سهيل جذوة أشعلها النبي يوم بدر بطيب خلقه وعظمة قيادته يخفيها، وابنه أبو جندل لا زال في محبسه يحلم بيوم تحلق روح والده في سماء الإسلام، وخرج النبي يريد العمرة في السنة السادسة للهجرة، فانتفضت قريش تريد منعه من الدخول عليها ودماء سادتها لم تجف بعد في أحد والخندق، فأرسلت إليه سرية بقيادة خالد بن الوليد فكان النبي وصحبه في ثياب الإحرام والسيوف في أغمادها، فرجعت السرية دون قتال لأن العرب لن تغفر لهم صد حجاج يحملون السيوف في أغمادها، فباتت ترسل إليهم الرسول بعد الرسول لتثنيه عن دخول مكة، و لَمَّا جَاءَ دور سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو، قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِن أمْرِكُمْ"، وبعد أن تفاوض مع النبي في بنود الصلح َقالَ سهيل: "هَاتِ اكْتُبْ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ كِتَابًا"، فَدَعَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يريد أن يضع مفاهيم الإسلام ونصوصه ويعممها بين الناس، فقالَ سُهَيْلٌ: أمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللَّهِ ما أدْرِي ما هو، ولَكِنِ اكْتُبْ «باسْمِكَ اللَّهُمَّ» كما كُنْتَ تَكْتُبُ، فَقالَ المُسْلِمُونَ: "واللَّهِ لا نَكْتُبُهَا إلَّا «بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»"، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكْتُبْ "باسْمِكَ اللَّهُمَّ"، ثُمَّ قالَ: "هذا ما قَاضَى عليه مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ"، فَقالَ سُهَيْلٌ: "واللَّهِ لو كُنَّا نَعْلَمُ أنَّكَ رَسولُ اللَّهِ ما صَدَدْنَاكَ عَنِ البَيْتِ، ولَا قَاتَلْنَاكَ، ولَكِنِ اكْتُبْ «مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ»"، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واللَّهِ إنِّي لَرَسولُ اللَّهِ، وإنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ «مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ»" وذلكَ لِقَوْلِهِ سابقاً: "لا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إلَّا أعْطَيْتُهُمْ إيَّاهَا"- فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "علَى أنْ تُخَلُّوا بيْنَنَا وبيْنَ البَيْتِ، فَنَطُوفَ به"، فَقالَ سُهَيْلٌ: "واللَّهِ لا تَتَحَدَّثُ العَرَبُ أنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً، ولَكِنْ ذلكَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ"، فَكَتَبَ، فَقالَ سُهَيْلٌ: "وعلَى أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا"، قالَ المُسْلِمُونَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! كيفَ يُرَدُّ إلى المُشْرِكِينَ وقدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟!" فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إذْ دَخَلَ أبو جَنْدَلِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ في قُيُودِهِ، وقدْ خَرَجَ مِن أسْفَلِ مَكَّةَ حتَّى رَمَى بنَفْسِهِ بيْنَ أظْهُرِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ سُهَيْلٌ: "هذا -يا مُحَمَّدُ- أوَّلُ ما أُقَاضِيكَ عليه أنْ تَرُدَّهُ إلَيَّ"، فَقالَ النَّبيكُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّا لَمْ نَقْضِ الكِتَابَ بَعْدُ"، قالَ: "فَوَاللَّهِ إذًا لَمْ أُصَالِحْكَ علَى شَيءٍ أبَدًا"، قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فأَجِزْهُ لِي"، قالَ: "ما أنَا بمُجِيزِهِ لَكَ"، قالَ: "بَلَى فَافْعَلْ"، قالَ: "ما أنَا بفَاعِلٍ"، قالَ مِكْرَزٌ:" بَلْ قدْ أجَزْنَاهُ لَكَ"، وما قبل سهيل بل اصطحب ابنه مكبلا بين الصحابة وعيونهم بين الدموع والغيظ، حتى عرض عمر السيف على أبي جندل ليقتل والده فلم يقبل طاعة لله ورسوله وهو يرَدّ إلى الأسر والعذاب، فوقعت هيبة النبي عليه السلام في نفس سهيل ووقع حبه في قلبه، وبدأ سهيل في تتبع أخباره ولو لم يتّبعه، ولما قَتَلَ أبو بصير رضي الله عنه رسولُ قريش وهرب صاحبه بعد أن سلّمه إليهما النبي عليه السلام، تجادلت قريش في دية الرجل وكان هو وليُّ دمه فأراد البعض أن يغرّموه للنبي قال:" قد والله عرفت أن محمداً قد أوفى، وما أوتينا إلا من قبل الرسولين".

ويصل سهيلاً من رسول الله كتاب ما كان بالحسبان: "إن وصل كتابي ليلا فلا تصبحن، أو نهارا: فلا تمسين، حتى تبعث إلي بماء زمزم" وكأن رسول الله قد علم لين قلب سهيل فبعث إليه دون عمه العباس وكل أهل مكة بهذا الطلب ليصل خيطا من ود يقويه الله أو يقطعه، فبعث له مزادتين (قربتين أو إناءين) كما طلب، وجاء يوم فتح مكة، أغارت بنو بكر على خزاعة وساندتها قريشٌ بالمال والرجال، وخرج بنو خزاعة يستنصرون النبي، فقال عليه السلام: نُصِرْتَ يَا عَمْرَو بْنُ سَالِمٍ، وفي مكة اجتمع سهيل بأبي سفيان وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم يتباحثون وكأني بسهيل بعقله وحسن رأيه يصف قوة محمد ويخذّل الناس عن حربه، وكان الرأي أن يبعثوا أبا سفيان إلى المدينة ليطيل الصلح ويمنع الحرب، ويدخل عليه السلام مكة فيحطم الأصنام وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ولا تجد هذه الأصنام بين الناس مشفقا ولا نصيرا، ويفر سادة مكة ، أسلم أبو سفيان وفر عكرمة وصفوان، أما سهيل فيعتكف في بيته ويسلّم أمره لله، ويجمع النبي أهل مكة في الكعبة فيقول: "ماذا تقولون؟" فيقوم سهيل من بين الناس وهو خطيبهم والمقدم فيهم فيقول: " نقول خيرا ونظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت"، فيقول عليه السلام: "أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم اليوم) ويعود سهيل لبيته ويرسل لابنه عبد الله يطلب الأمان من النبي عليه السلام.

      يدخل عبد الله بن سهيل على النبي وهو لا يستطيع أن يرفع عينه، ويستجمع شجاعته ليقول كلمة واحدة تخرج من صميم قلبه: "أتؤمنه" ولم يتردد عليه السلام أو يجهل عنه بل قال: نعم هو آمن بأمان الله فليظهر"، ويوصي الرسول عليه السلام من حوله: "من لقي سهيل بن عمرو فلا يشد النظر إليه، فليخرج فلعمري إن سهيلاً له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه أنه لم يكن له بنافع" ويركض عبد الله يبشر والده بالخبر، فيتجرد سهيل من حمية الجاهلية وعناده ويقول:" قد كان والله براً صغيراً وكبيراً"، وما كان لسهيل أن يُسلم بعد الفتح فيقال أنه أسلم رهبة أو رغبة  وهو سيد بني عامر، ولكنه علم أن الإسلام قد رفع شأن مكة وأهلها بل قد يجعل من العرب أمة لها وزنها بين الفرس والروم.

ولم يطل الانتظار بسهيل حتى جاءت غزوة حنين وخرج النبي بكل صحابته من المدينة ومن صحِبه من القبائل لفتح مكة، ومن تطوع من مشركي مكة ولما حمي الوطيس بالمعركة وتكاثر المشركين حول النبي وأصحابه وصاح عليه السلام:

أنا النبي لا كذب                    أنا ابن عبد المطلب

صمد سهيل وأبلى بلاء حسنا إلى نهاية المعركة وتحقيق النصر لله ورسوله وحين وزع النبي الغنائم جاءه سهيل معلنا إسلامه ففرح به النبي فرحا عظيماً، فها هو قد انتزع من جهنم فرعونا أشبه بفرعون موسى، ما كان له أن يسلم من بعد رحمة الله وتوفيقه إلا بحنكة النبي وصبره، وها هو يكسب للإسلام حارسا ومدافعا شرسا يقف يوم وفاة الرسول خطيبا في مرتدّي مكة فيردهم عن الردة:

"يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله ليتمّنّ الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيته قائماً مقامي هذا وحده وهو يقول: قولوا معي لا إله إلا الله تَدِن لكم العرب وتؤد إليكم العَجَم الجزية، والله لتنفقُنّ كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله، فمِن بين مستهزىء ومصدق فكان ما رأيتم، والله ليكونن الباقي"، ويفرح فيه عمر بن الخطاب ويصدق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقى الله من بعدها شهيدا محتسبا في فتوحات الشام.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت