القريوتي:اتفاقيات التطبيع وهرولة بعض الدول نحو الاحتلال " شجعته لزيادة وتيرة الاستيطان"

حماس تنظم مؤتمرًا وطنيًا شعبيًا لمواجهة الاستيطان 2
  • اتفاق أوسلو ونهج التنسيق الأمني كان له التأثير الكبير في تسارع وتيرة الاستيطان

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية- القيادة العامة- لؤي القريوتي، إن "الاحتلال يحاول تكثيف الاستيطان واستغلال الظروف الداخلية والإقليمية للسيطرة على أرض فلسطين الداخلية، وفي القلب منها مدينة القدس من خلال أساليبه لتهجير أصحاب الأرض الأصليين، والنيل من الثقافة والعادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني، والعمل على سرقتها بشكل كامل."

جاء ذلك خلال مؤتمرًا وطنيًا شعبيًا ضد الاستيطان نظّمته حركة " حماس " في غزة، يوم الثلاثاء، بعنوان "الاستيطان إلى زوال" بحضور فصائلي وشعبي.

وأكد القريوتي أن "اتفاقيات التطبيع وهرولة بعض الدول نحو الاحتلال، شجعته لزيادة وتيرة الاستيطان، وسرقة مزيد من أراضي الفلسطينيين، وتدنيس المقدسات، والاعتداء على شعبنا الفلسطيني، ما يستدعي من شرفاء أمتنا العربية والإسلامية التصدي لهذه الاتفاقيات، والعمل على إسقاطها وتجريمها."

وبيّن أن "اتفاق أوسلو ونهج التنسيق الأمني كان له التأثير الكبير في تسارع وتيرة الاستيطان للوصول إلى هذا الواقع الكارثي بإعطائه الغطاء لاستمرار الاحتلال في برامجه الاستيطانية التوسعية." كما قال

وفيما يلي نص كلمته :

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوةُ قيادةُ حركةِ المقاومةِ الإسلامية حماس
الأخوةُ والرفاق قادة العمل الوطني والإسلامي
الأخوةُ الوجهاء والمخاتير
الأخوةُ ممثلي وسائل الاعلام
الحضور الكريم
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

نجتمعُ اليومَ في المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهةِ الاستيطان استشعاراً منا بخطورة الهجمة الصهيونية الاستيطانية والتي يحاولُ الاحتلال من خلالِها فرِضَ سيطرتَهُ على الأرضِ والإنسان، ويعملُ بكل الطرقِ والسبل لتكثيف الاستيطان واستغلال الظروف والأحداثِ الداخلية والإقليمية لمزيدٍ من السيطرةِ على أرضِ فلسطين التاريخية وفي القلبِ منها مدينة القدس، ويسعى من خلال أساليبه الصهيونية إلى تهجيرِ أصحابِ الأرضِ الأصلين والنيلِ من الثقافةِ والعاداتِ والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع الفلسطيني والعمل على تهويدِها وسرقتِها بشكلٍ كامل ضمن المنهج الصهيوني الذي يعتمدُ سياسةَ التدرج لإنجاز مشاريعه التهويدية. وبالتوازي مع خطط الاستيطان، تواصلُ سلطات الاحتلال سياسة تدمير مساكن وممتلكات المواطنين، وسلبِها، وتقطيع أوصالَ الضفة بالحواجز، والتضييق على المواطنين الفلسطينيين بكل السبل.
الأهل الكرام
 لقد شجعت اتفاقيات التطبيع وهرولةِ بعض الدول العربية نحو الاحتلال لزيادةِ وتيرةَ الاستيطان وسرقةِ المزيد من الأراضي الفلسطينية وتدنيس المقدسات، وزيادة الاعتداء على شعبنا في القدسِ والضفةِ وقطاع غزة ، وهو ما يستدعي من شرفاءِ أمتنا العربية والإسلامية التصدي لهذه الاتفاقيات والعمل على إسقاطها وتجريمها كما يحدث من بعض الرياضين الشرفاء في مقاطعة أي نشاط تطبيعي يتواجد به اسم الاحتلال.

والأمرُ الآخرُ الذي ساهم بشكل ملموس بتسارع وتيرة الاستيطان  للوصول إلى هذا الواقع الكارثي هو اتفاقُ أوسلو والتنسيقُ الأمني الذي أعطى الاحتلالَ الغطاءَ والظروف والمدد الزمنية المناسبة لاستمرار برامج ومشاريع الاستيطان.


أيها الإخوةُ والأخوات الأعزاء
 في ظل هذه الصورةِ الصعبة نؤكد على أن هذه المشاريعَ وجميعَ المخططاتِ الصهيونية العنصرية ستفشل على صخرةِ صمودِ شعبنا الفلسطيني، وستتحطم آمال المحتل في طردِ شعبنا وتهجيرِه وتكرار نكبتَه.

كما نؤكدُ على أن المقاومة بكافة أشكالِها قادرة على مواجهة الاحتلال ومستوطنيه والتصدي لمشاريعه الاستيطانية، وردعِ الاحتلال عن التوسعِ فيها، كما نجحت وأبدعت هذه المقاومةُ بطردِ الاحتلالَ والمستوطنين من قطاع غزة، وتكبيده ثمن وجودِهِ داخل القطاع، حتى قرر رأس الارهاب الصهيوني اريئيل شارون الانسحاب من قطاع غزة بفعلِ ضربات المقاومة من تحت الأرضِ وفوقِها فكان هناك وحدةُ موقفٍ للمقاومة الفلسطينية داخلَ القطاع، وهو ما تجلى اليوم في غرفةِ العمليات المشتركة

إن تصميمَ شعبِنا على حماية أرضه والدفاعِ عنها على طريق نيل الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال، لم يتراجع ولن يتراجع، وإن صلابةَ وإرادة أهالي بيتا، وقصرة، ومادما، وقريوت، ومسافر يطا، وسلوان، وشعفاط، و الشيخ جراح، كما أهالي بلعين ونعلين، وقفين، وسلفيت، وقلقيلية، ونحالين، وجبال الخليل ونابلس ورام الله لن تضعف ولن تستكين، وإن ثقةَ شعبنا في استرداد حقوقه، وبناء مستقبله ودولته المستقلة لا يمكن أن تزعزعها أصوات البلدوزرات، ولا همجية الاستيطان أو إرهاب المستوطنين، فما تقدمونَه من نموذج، يمثل في الواقعِ روايةَ شعبٍ تجذرَ في أرضه، واستخلص دروسٍ وعبرَ التجاربَ القاسية في الطريقِ نحو الحرية، مؤكدين للعالم بأسره أن هذا وطننا، ولا وطن لنا سواه، ومؤكدين أيضاً إلتزامنَا بكل ما يتطلبه ذلك من تضحيات وصمود ، واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أتوجهَ بالتحيةِ إلى أبطال المقاومةِ بكل أشكالها المسلحة والشعبية، وإلى شهداءها الذين سقطوا وهم يدافعون  عن أرضهم وحق شعبهم في البقاء والحياة والحرية والاستقلال وإلى أسرانا داخلَ سجون الاحتلال الذين يواجهون السجان بصدورهم العارية.

و من هنا من القطاع العزيز بأهله ومقاومته نوجهُ عدد من الرسائل:

أولاً: إن إعادةَ بناءِ منظمةُ التحرير الفلسطينية وعقدُ المجلس الوطني يقتضي الارتكاز على مخرجاتِ مؤتمر الأمناء العامون وضرورةِ التحضير الجيد والمسؤول له قبل عقده بالتوافقِ الوطني الشامل من خلال صيغةِ الإطار القيادي الذي يضم الأمناء العامون للفصائل كافة دون استثناء بما يضمن تحقيقَ الشراكة الوطنية من أجل بناءِ وتفعيلِ المنظمة على أساس برنامجٍ مقاومٍ والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال.

ثانياً: إن استمرارَ السلطة في الرهان على نهجِ المفاوضات في ظل هذا الواقعِ المعقد الذي تعيشُه قضيتُنا يمثل استهتاراً بخطورةِ الأوضاع لذا ندعو قيادة السلطة إلى مغادرةِ نهج التسوية ومفاوضاتها العبثية والتوقف الفوري عن اللقاءات مع قادة الاحتلال وأركان حكومته الارهابية، فمرورِ ربع قرن على توقيع اتفاق أوسلو و نتائجه الكارثية كافية لاختبار هذا الخيار الذي صب في خدمةِ المشروع الصهيوني وأهدافهِ الاستعمارية الاستيطانية التوسعية وفتحَ شهية العدو لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا و مقدساتنا.

ثالثاً: إلى جيلِ الشباب في الضفة الغربية وفلسطين أنتم الطاقةُ الكامنةُ للأمة أنتم القادرون على صنع الأحداث وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، فالمعركة في المسجدِ الأقصى والقدس والنقب والضفة الغربية وفلسطين مع الارهاب الصهيوني واضحةٌ وضوحُ الشمس بأنها معركةٌ بين الحق والباطل، بين الظالم والمظلوم فلتظهرَ امكاناتكم وطاقاتكم في هذه المعركة وتذكروا وصيةَ الشهيد الحي البطل عمر العبد منفذُ عمليةَ أبطال كوبر  ليكن كل شاب منكم صلاحَ الدين فلا تنتظروا التوجيهات ولا التعليمات كونوا أنتم صانعي القرار وفي المقدمة في مثل هكذا معارك وليكن لكم قدوة تسيروا عليها في صانعي البطولات والأمجاد من الشباب في تاريخنا العربي والإسلامي كونوا أعلاماً ترفرف في ساحات البطولة والجهاد.

رابعاً: إن الشعبَ الفلسطيني لا يمكن أن يُحكَم إلا بجهود وطاقات كل مكوناته، وإنّ القضيةَ الفلسطينية لا يمكن أن تدار إلا بمشاركةِ كل القوى والفصائل، وإن الأرض الفلسطينية ما زالت تحتَ الاحتلال ومقاومته واجب وطني و شرعي وإنساني فلا يحق لأحد ملاحقةَ واعتقال المقاومين الذين يوجهون طاقاتهم وجهودهم وبنادقهم إلى العدو الصهيوني
خامساً: إن تعزيزَ صمودَ وتكاثفَ الشعب وتصعيد المقاومة والتصدي للمستوطنين وقوات الاحتلال، هي خطوة أولى في سبيل التصدي لمشاريعِ الاستيطان، و إن الاحتلال لا يفهمُ سوى لغة القوة، والمقاومةُ وحدهَا هي الكفيلة بمنعه من تنفيذ أطماعِهِ التوسعية الاستيطانية، والقضاءُ على مشروعِهِ الصهيونية العدواني.
المجدُ والخلودُ لشهدائنا الأبرار
الشفاء العاجل للجرحى و الحرية للأسرى
و إنها لثورة حتى تحرير الأرض والإنسان
القوى الوطنية والإسلامية
عنهم
د.م. لؤي القريوتي
عضو المكتب السياسي
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في قطاع غزة

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة