وزيرة الخارجية الألمانية تؤكد موقف بلادها الرافض للتوسع الاستيطاني

  • المالكي: فلسطين تعول على الدور الألماني الفاعل والمؤثر
  • اشتية يدعو ألمانيا للاعتراف بدولة فلسطين

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على موقف بلادها الرافض للتوسع الاستيطاني وسياسة هدم المنازل وتشريد المواطنين، والتزام بلادها بدعم السلام وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومواصلة الدعم الاقتصادي لدعم الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي ، مساء الخميس، مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وشددت بيربوك على ضرورة تقوية وتعزيز المؤسسات الفلسطينية للوصول إلى هدف بناء الدولتين عن طريق المفاوضات، "هذا الحل ليس فقط أفضل خيار قائم بيننا لكن هو الخيار الأفضل كي يستطيع الفلسطينيون والإسرائيليون أن يعيشوا جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

وعبرت الوزيرة بيربوك عن سعادتها بتواجدها في رام الله، في زيارتها الأولى إلى الشرق الأوسط، ولقائها مع القيادة الفلسطينية، وقالت: "تحدثنا خلال اللقاء عن الطيف الواسع للعلاقات الثنائية بين البلدين، وعن عملية السلام في الشرق الأوسط".

وتابعت أن "هناك علاقات طويلة الأمد وودودة تربط بلدينا سواء في العلوم ومجال التعليم، والمجال الثقافي، ويعتبر منها أيضا برامج التبادل العلمي في العديد من الجامعات والمعاهد ومدرستين المانيتين خارجيتين و6 مؤسسات سياسية هنا".

وأضافت أن ألمانيا اليوم تعتبر أكبر مانح على المستوى الثنائي في الأراضي الفلسطينية، عبر المساعدات الإنمائية في التعامل الانمائي في بناء الشرطة المدنية، وفي مجال حقوق الإنسان.

وأكدت بيربوك أنه "دون أمل لا يمكن أن يكون هناك استقرار، والناس يحتاجون للأمل، ولكي يكون هناك أمل نحن لا نحتاج فقط إلى عملية اقتصادية، لكننا نحتاج إلى عملية سياسية ومجددا ما تحدثنا عنه بشكل مشترك".

وقال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي إن فلسطين تعول على الدور الألماني الفاعل والمؤثر، و"نأمل أن تستعمل ألمانيا الاتحادية علاقاتها مع إسرائيل لإقناعها بالعدول عن موقفها بخصوص الانتخابات والعودة للمفاوضات والالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة معها".

وأضاف المالكي أن الرئيس محمود عباس، قدم خلال استقباله الوزيرة بيربوك الشكر لألمانيا على مواقفها الداعمة السياسية والمالية لدولة فلسطين منذ سنوات، وأيضا التزامها المستمر بدعم وتقديم المساعدة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وتابع: "رحبنا بزيارتها إلى فلسطين وهنأناها بتبوئها منصبها الجديد كوزيرة للخارجية الألمانية، ولكونها أول امرأة تتبوأ هذا المنصب في جمهورية ألمانيا الاتحادية".

وأردف المالكي: "تحدث الرئيس بإسهاب عن الأوضاع الصعبة في الأرض الفلسطينية نتيجة الانتهاكات المستمرة لدولة الاحتلال، والتي تطال حقوق الشعب الفلسطيني على مدار سنوات الاحتلال الطويلة، بما فيها الاستيلاء على الأراضي والبناء الاستيطاني غير القانوني وغير الشرعي، وهدم المنازل وإحلال المواطنين بمستوطنين، وطرد المواطنين من منازلهم كما يحدث في الشيخ جراح وسلوان وبقية المناطق، وأيضا بما فيها القتل خارج القانون".

وأوضح أن اللقاء مع الوزيرة الألمانية تناول التقارير التي صدرت مؤخرا عن مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية، كـ"بتسيلم" و"هيومان رابتس ووتش" و"آمنسي"، بخصوص الانتهاكات التي تتم ضد الشعب الفلسطيني.

وبيّن أن "دولة فلسطين أكدت التزامها بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية، وأن ما نريده هو الوصول إلى سلام عبر الوسائل السلمية ومن خلال المفاوضات، ونرفض بشكل قاطع استعمال العنف، ونحن نأمل أن يكون للمجتمع الدولي دور فاعل في التأثير على إسرائيل لإقناعها بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وبالقانون الدولي".

وأضاف: "أكد الرئيس الالتزام بإجراء الانتخابات، وأننا كنا مضطرين لتأجيل الانتخابات التشريعية لأن إسرائيل رفضت السماح بعقدها في مدينة القدس كما هو الحال في بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدنا أننا على جاهزية وسنعمل على عقدها بشكل سريع في الوقت الذي توافق فيه إسرائيل على عقد الانتخابات في القدس الشرقية".

وأشار المالكي إلى "المشكلة القائمة حاليا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يترأسها نفتالي بينيت، الذي يرفض الجلوس مع الرئيس محمود عباس، ولأنها ترفض مبدأ حل الدولتين وترفض مبدأ التفاوض مع الجانب الفلسطيني، وتؤكد على حقها في المزيد من البناء الاستيطاني خارج القانون الدولي".

وقال "إن الاجتماعات مع وزيرة الخارجية الألمانية عرجت على دور مجموعة ميونخ، واعتبرنا أن هذه المجموعة خلال غياب دور الرباعية الدولية قد قامت بدور فاعل ومؤثر، ونحن نأمل أن يكون لمجموعة ميونخ مثل هذا الدور في حال لم تستأنف الرباعية الدولية عملها وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1515".

A93O5555

هذا ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد اشتية ألمانيا لتحريك المياه الراكدة في العملية السياسية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، من منطلق الإيمان بحل الدولتين والحفاظ عليه من التلاشي.

وجدد اشتية مطالبته بالضغط على إسرائيل لاحترام والالتزام بالاتفاقيات الموقعة معها، الأمر الذي قد يعيد العملية السياسية إلى مسارها الصحيح.

جاء ذلك خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، الخميس في مكتبه برام الله، بحضور وزير الخارجية رياض المالكي، وممثل ألمانيا لدى فلسطين أوليفر اوفتشا.

وثمن رئيس الوزراء علاقات الصداقة ما بين فلسطين وألمانيا، والدعم الألماني المستمر على صعيد العديد من القطاعات، والمساندة في بناء المؤسسات للوصول إلى الدولة المستقلة.

وأشار اشتية الى أن استمرار إجراءات الاحتلال من انتشار الحواجز والاقتحامات اليومية وحصار قطاع غزة وعزل القدس عن محيطها، يؤدي إلى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في فلسطين.

وشدد رئيس الوزراء على أن نجاح عملية السلام بحاجة إلى مرجعيات واضحة متفق عليها، وإجراءات لبناء الثقة بين كافة الأطراف، ووسيط نزيه لعملية السلام، بالإضافة إلى إطار زمني واضح متفق عليه.

وقال اشتية: "شعبنا الفلسطيني ضحية الاحتلال الإسرائيلي، والحق بنا الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وتعدى على ثقافة شعبنا وتاريخه وأرضه"، مضيفا: "نريد سلام مبني على الحق والعدل بما يضمن ديمومته".

وأكد رئيس الوزراء على دور ألمانيا الفاعل في الاتحاد الأوروبي، وأن أوروبا قادرة أن تسعى من خلال الرباعية لملء الفراغ السياسي الذي تعيشه المنطقة الآن.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله