- المحامي علي أبوحبله
مخرجات اجتماع المجلس المركزي لمنظمة* التحرير الفلسطينية ترك تداعيات على الجسم الفتحاوي لجهة ملء الشواغر للجنة التنفيذية، وهناك متطلبات تتطلبها دقة المرحلة وخاصة لترتيب عملية انتقال السلطة بشكل سلس دون أن يؤثر ذلك على البيت الفتحاوي ، وان استقالة الأخ سليم الزعنون وهو من الرواد الأوائل لحركة فتح وكان من المؤسسين،وأن الرئيس محمود عباس هو اليوم آخر عمالقة الجيل المؤسس لحركة فتح ونتمنى له العمر المديد ومقتضيات المرحلة تتطلب من الرئيس محمود عباس اتخاذ قرارات حاسمة تضمن وحدة حركة فتح وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وتحفظ الوحدة الوطنية من خلال الانتقال السلس للسلطه الفلسطينية وفق ما نص عليه القانون الأساس الفلسطيني والنظام الداخلي للمجلس الوطني الفلسطيني التي تستمد شرعيتها وشرعية تمثيلها من الاختيار الحر والديمقراطي للشعب الفلسطيني عبر صندوق الانتخاب المؤتمر الثامن لحركة فتح هو مدخل هام لاستعادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح لوحدتها على اعتبار أن حركة فتح مكون أساس في النظام السياسي الفلسطيني ، ونجاحها في الخروج من مأزق ما تعاني منه هو الطريق لإعادة البناء للبيت الفلسطيني عامة ، خاصة وان الرئيس محمود عباس هو آخر عمالقة الجيل المؤسس لهذه الحركة بعد استقالة الأخ سليم الزعنون، وابتعاد كل من الاخ أبوماهر غنيم وأبواللطف لأسباب صحية، وهذا يزيد العبء على الرئيس محمود عباس لضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وفق متطلبات ما يبتغيه الشعب الفلسطيني مستندا في ذلك للاحتكام لصندوق الانتخابات لم يعد يفصلنا عن عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح سوى أسابيع ربما، وحتى لو تم تاجيله فهو قد يتم لفترة قصيرة كما يتردد،وهذا يتطلب من المؤتمرين وخاصة المكلفين بإعداد الخطه الوطنية والاستراتجيه التي يجب أن تحكم حركة فتح للسنوات القادمة سرعة الانجاز. حركة فتح تمثل ثقل سياسي في المجتمع الفلسطيني وهي تحمل العبء والهم الفلسطيني تاريخيًا والآن ولفترة قد تطول، وهي صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني ويقع عليها عبء تحمل المسؤوليات في أدق وأحلك الظروف التي تمر فيها القضية الفلسطينية .
أبجديات حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح أنها وعاء جماهيري يضم الجميع المتنوع، وتقع عليها واجبات ومسؤوليات تتعدى النظرة الضيقه للبعض، ففتح ليست شغل مقعد أو تبوء مركز متقدم/قيادي ما. لعلمكم فإن فتح التي نعرفها حقًا هي ليست شركه لتوزيع الأرباح أو توزيع المقاعد ، فهي اكبر من ذلك بكثير، فلا تصدموا لأن فتح كما عهدناها وتشربنا مبادئها وقيمها تمثل المشروع الوطني التحرري، وعليها واجبات ومسؤوليات جسام فهي تحمل عبء البرنامج التحرري للتحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، وتحقيق حق تقرير المصير لفلسطين والفلسطينيين. لذا نقول بكل صوت مسموع ما يجب قوله وفعله وفق المبادئ التالية:
1-مؤتمر حركة فتح الثامن 2022م يجب أن يُحدث نقلة نوعية في نمط التفكير والوعي والفهم وفي الإستراتجية التي يجب الاحتكام إليها لمواجهة المخططات الاسرائيليه وترقى لمستوى التحديات الكبرى.
2-وعلى المؤتمرين أن يأخذوا في حسبانهم في تبني استراتجيه وطنية شاملة-وليست عصبوية ضيقة- للسنوات القادمة تأخذ فيها بعين الاعتبار التغيرات في موازين القوى، بحيث تكون التغيرات في التحالفات الإقليمية والدولية ضمن سراطية (=استراتيجية) وطنية فتحاوية تعيد القضية الفلسطينية وتضعها ثانية على أجندة الأولويات الملحة العربية و الدولية.
3-يجب أن تشمل الإستراتجية والبرنامج السياسي للحركة كيفية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بشكل محدد وواضح، وإنهاء الانقسام والانقلاب البغيض كأولوية وطنية تقتضيها وتتطلبها دقة ومفصلية المرحلة التاريخية التي تمر فيها القضية الفلسطينية .
4- ان الحركة التي علمتنا التعددية والرحابة والديمقراطية في ظل ظلمة التنظيمات الفكرانية (=الايديولوجية)يجب أن يكون فيها الحوار الداخلي مقدمًا على كل خلاف أو تحالف فئوي.
5-إن عنوان المرحلة يا رجال الفتح هو التصدي للتحديات الصهيونية والانعزالية العربية الكثيرة، والداخلية وتصويب أولوية التوجهات والانفتاح على الجميع بما يحقق الأهداف الوطنية وعنوانها التحرير والتحرر من الاحتلال والحفاظ على الثوابت الوطنية محكومه ببرنامج وطني مقاوم.
6-إن المؤتمر الثامن لحركة فتح لا ينظر له من الزاوية الفتحاويه الحركية المحدودة بأبناء التنظيم داخل فتح أو ضمن ترتيب أوراق حركة فتح فقط ، بل ينظر للمؤتمر الثامن من منظار البوابة الوطنية وجمع الشمل الفلسطيني وترتيب أوضاع البيت الفلسطيني ، بعيدا عن لغة الأنا والفئوية والمحاصصه التنظيمية وتقسيم المصالح والمكاسب على حساب القضية الوطنية الفلسطينية أولا وعلى حساب حركة فتح ووحدتها
7-لعلمكم، لمن يعجبه أو لا يعجبه فإن مستقبل حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح مرتبط بمستقبل القضية الوطنية الفلسطينية، والعكس بالعكس حتى الآن. من منطلق ومفهوم أن حركة فتح ليست ملكًا للفتحاويين (ضمن الإطار التنظيمي الداخلي) فحسب بل هي حركة جماهيرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمختلف شرائح الشعب العربي الفلسطيني (وبل لشرائح نضالية عربية وعالمية فهمت الحركة بالمنطق التحرري النضالي المقاوم) وهي بأشد الحاجة لروافع وطنيه متماسكة موحده لإنجاح المشروع الوطني التحرري وما بذاك الا بها وبجماهيرها معًا وسويًا ويدًا بيد كما كان يردد الراحل القائد ياسر عرفات.
ودعونا نختم بالقول: إن نجاح المؤتمر الثامن للحركة العملاقة بفكرها ورؤيتها ومستقبل بشبابها الأشداء والتفاف الشعب حولها كونها تشبهه ويشبهها هو بالتركيز على الوضع الداخلي الفلسطيني ومرتبط بوضع آليات الخروج بصيغه تقود لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام كما نؤكد تكرارًا، والأخذ بعين الاعتبار للتغيرات العربية و الدولية والاقليميه والتي تتطلب إعادة تصويب التحرك السياسي وفق ما يخدم أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني .
أهمية الشراكة الوطنية عنصرٌ لا غنى عنه مهما كبر التنظيم-أي تنظيم أو فصيل- ومهما علا وتفرد أو هيمن لمرحلة، فهي مدخل للتغلب على معيقات الانقسام، والى ذلك فإن قوة أي تنظيم أو فصيل فلسطيني تكمن في التكامل والتناغم مع الآخر على الساحة الفلسطينية، فالتناقض والتنافر يضعف الجميع ويخدم الاحتلال ويضر بالقضية الفلسطينية ، ويشجع الدول والقوى المناهضة للاستقلال والتحرر الفلسطيني على التمادي في الانحياز لإسرائيل ودعم مخططها ومشروعها الاستيطاني وال تهويدي .
وهنا نتساءل هل يكون المؤتمر الثامن مدخلاً لإعادة توحيد الحركة وإعادة توحيد الساحة الفلسطينية؟ ويمهد الطريق أمام خلافة آمنة للرئيس محمود عباس- أطال الله في عمره. الخلافة الآمنة في إطار السلطة (مدخل الدولة) تتم حقًا من خلال الاحتكام لصندوق الانتخابات بعيدًا عن سياسة الفرض والوصاية لأحد وبعيدا عن التحكم والهيمنة، والأمر مرهون بالقرارات ثم بعد ذلك بالخطوات العملية. نأمل أن يكون المؤتمرين وقد تحملوا مسؤولياتهم التاريخية للتوصل لاستراتجيه وطنية قبل أن تكون الاولويه للصراعات الجانبية والقبلية والمنافسة الشخصانية الفردانية لإشغال مقعد بالثوري أو شغل مقعد عضو لجنة مركزية هذه مرحلة الإرادات الصلبة والقرارات الصارمة، فالمرحلة تتطلب الترفع لمستوى المسؤولية والأحداث التي تعصف بالمنطقة كما تتطلب الركون لمرجعية وطنية يحتكم فيها لإستراتجية وطنية جامعة بدلا من المناكفات والمنافسات والحزازيات وسيلا لاتهامات والشتائم التي نتيجتها معروفه بالضعف والوهن والتفكك بمعنى واضح أنه لا بد من وحدة الموقف والقرار ووصول الرجل المناسب في مكانه المناسب وبالزمن المناسب، وفق مقتضيات ومتطلبات المرحلة وهي من أخطر المراحل التي عليها القضية العربية الفلسطينية في مواجهة الخطر الصهيوني الداهم.
واعلموا أن التاريخ لن يرحم لان التاريخ سيسجل ودعونا ان لا نستنسخ التاريخ حتى لا نقع في حبال الدسائس والمؤامرات ونتيجتها محسومة وبلا شك لصالح الاحتلال الصهيوني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت