- تقديرات إسرائيلية: تصاعد التوتر بالشيخ جراح سيؤثر على غزة
اقتحم عضو الكنيست الاسرائيلي اليميني المتطرف ورئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، صباح الإثنين، حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، فيما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، المُمارسات الاستفزازية التصعيدية التي يقوم بها المستوطنون في حيّ الشيخ جراح.
وكان بن غفير ادعى أنه تعرض للإغماء بعد أن تعرض للضرب من قبل الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية، خلال تفكيكها للخيمة التي نصبتها مجموعة من المستوطنين فوق أرض عائلة سالم في الشيخ جراح والقريبة من البؤرة الاستيطانية "شمعوت هتصديق".
وقال بن غفير "إنه سيبقي مكتبه" الذي تضاربت الأنباء بشأن تفكيكه الليلة الماضية في حي الشيخ جراح" حتى يعود “الأمن” للمستوطنين"حسب قوله
وجاء في بيان مقتصب صادر عن مكتب بن غفير البرلماني :"لن يساعدهم، حتى يعود الأمن والأمان لمستوطنة شمعون هتصديق، سيواصل مكتبي البرلماني العمل هناك".
وذكرت صحيفة "معاريف" أن بن غفير سيبقي على مكتبه البرلماني في حي الشيخ جراح حتى يعود "الأمن" للمستوطنين الذين يقطنون في الحي، كما قال.
وأفاد موقع " القسطل" في وقت لاحق بأن عضو كنيست بن غفير غادر حي الشيخ جراح بزعم وجود جلسة للكنيست
وفي السياق، تجتمع لجنتي الكنيست والأمن الداخلي لمناقشة طلبات تقدم بها بن غفير وموسى راز، "حول انتهاك حرية تنقل أعضاء الكنيست".
وعقب ذلك، وجهت دعوات لإسناد ودعم أهالي الشيخ جراح مع استمرار اعتداءات المستوطنين، فيما استنفرت شرطة الاحتلال قواتها للحي.
وأكّد الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير هيثم أبو الفول، في بيان، أن "أوامر الإخلاء والتهجير لأهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة تُعد خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مُشدداً بأن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، مُلزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم.
وذكر بأن استمرار المُمارسات الإسرائيلية الأحادية من مُصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم مُمارساتٌ لاشرعية ولاقانونية تُكرس الاحتلال وتُقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل.
وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" إلى أن تصاعد التوتر في الشيخ جراح في القدس المحتلة سيؤثر على الوضع الأمني في قطاع غزة أيضا، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف".
وتستند هذه التقديرات الإسرائيلية إلى أن التوتر في الحي المقدسي نفسه، العام الماضي، كان بين أسباب جولة القتال والعدوان الإسرائيلي على غزة، في أيار/مايو الماضي. ومنذ انتهاء هذه الجولة القتالية، تم الحفاظ على هدوء أمني بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.
وحذرت حركة حماس من عواقب عدوان المستوطنين والشرطة الإسرائيلية في الشيخ جراح، أمس، في أعقاب طرد عائلة فلسطينية من بيتها ودخول مستوطنين إليها، واستفزازات عضو الكنيست الفاشي إيتمار بن غفير، الذي جاء إلى الحي وأعلن عن فتح "مكتب برلماني" له فيه.
وبحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه من السابق لأوانه النظر إلى تحذير حماس على أنه مؤشر للتصعيد في الأيام القريبة المقبلة.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، أن "هجوم قطعان المستوطنين يسوقهم المدعو بن غفير على أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح في جنح الليل هو عدوان سافر ولعب بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك". وحذّر حمادة الاحتلال من "مغبة الاستمرار في هذا التغول، الذي هو بمثابة عبث في صواعق التفجير التي لن تنفجر إلا في وجهه".
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس بذلت جهودا خلال الأشهر الماضية من أجل تحسين قدراتها العسكرية، "من خلال ضلوع متزايد من جانب إيران"، وأن الاعتقاد في إسرائيل هو أن حماس تفضل في هذه المرحلة التركيز على ترميم قطاع غزة وتحسين قدراتها العسكرية.
وبحسب الصحيفة، فإن حماس تعمل على تحسين قدرات قذائفها الصاروخية وأسلحة أخرى بحوزتها "من أجل الوصول إلى مستوى دقة، سيغير بشكل جوهري قدراتها في توجيه واستهداف أهداف، إلى جانب ترميم شبكة الأنفاق الدفاعية والهجومية. وتدل الأشهر الأخير على أن حماس تحافظ على هدوء لأسباب خاصة بها".
إلا أن الصحيفة لفتت إلى أن "دروس الماضي التي تلزم حماس بقيادة خط متشدد ضد إسرائيل، مدعومة من الجهاد الإسلامي، مثلما حدث في حارس الأسوار (العدوان الأخير على غزة)، تدل على أنه توترا في القدس قد يقود إلى توتر في قطاع غزة".
وأضافت أن "هذا يعني أنه في جهاز الأمن ينظرون بجدية إلى تهديدات حماس ويدركون أنه ينبغي أن يكونوا مستعدين لإمكانية كهذه أيضا. ووفقا لهذه التقديرات، فإن مقاتلي حماس الذين عززوا مكانتهم كـ’حُماة القدس’ في حارس الأسوار، لا يمكنهم السماح لأنفسهم بالوقوف جانبا في حال تصاعد المواجهات بين اليهود والعرب في الشيخ جراح".
وأمس الأحد، هب مئات الفلسطينيين لحي الشيخ جراح، حماية للحي من اعتداءات المستوطنين على الأهالي والممتلكات، وتصديا لفتح بن غفير مكتبه وسط الحي، بحماية قوات الاحتلال.
عند الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد، اقتحم بن غفير الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، وتوجه إلى البؤرة الاستيطانية، ثم إلى طاولة وسط أرض عائلة سالم " المهدد بالاخلاء"، معلنا البدء بمتابعة أعماله البرلمانية من الحي، في ظل ما وصفه "تقاعس الشرطة عن حماية المستوطنين في الحي، مع تكرار إحراق النار في مركبتهم، ومؤخرا اشتعال النيران في المنزل"، كما قال.
وتواجد داخل خيمة بن غفير المتطرف باروخ مارزل، كما تواجد نائب رئيس البلدية أريه كينج، وعشرات المستوطنين الذين أدوا الصلوات والرقصات وعلقوا اليافطات والاعلام.
وخلال ذلك اعتدى المستوطنون على المقدسيين وعلى أفراد عائلة سالم، بالضرب بالكراسي والأيدي وغاز الفلفل، فاقتحم القوات المنطقة وأجبرت أفراد عائلة سالم الدخول الى منازلهم، ثم اعتقلت نجلها خليل، رغم اصابته باختناق من غاز الفلفل.
ونفذت قوات الاحتلال اعتقالات متفرقة من حي الشيخ جراح، وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة فراس الجبريني، أن القوات اعتقلت: أحمد عمران عكة، عبد الله دبش، محمد عاطف مرزوق، عهد شويكي، قصي جعافرة، سيف هلسة، عرفات برقان، مالك الطويل.
إلى ذلك، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 31 إصابة في الحي ومن بينها 6 إصابات اعتداء، 4 بجروح بالرأس، إصابة بشظايا قنبلة صوتية بالرأس، وإصابة رضوض في الجسم، 4 مطاطا، إصابة طفل بقنبلة صوتية، 3 إصابات غاز الفلفل.