- المحامي علي ابوحبله
في تحدي غير مسبوق لكل الاجتماعات التي حدثت مؤخرا بين غانتس والرئيس محمود عباس وحسين الشيخ ولابيد ، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على تنفيذ عملية خاطفة في نابلس، بهدف توجيه ضربة قاصمة الى ما تدعيه سلطات الاحتلال تعرض أمن قواتها للخطر وذلك على اثر تصاعد المقاومه نتيجة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني وما يحدث في برقه وبيتا والشيخ جراح ومختلف احياء القدس كانت جميعها الدافع للتحرك ومواجهة الاعتداءات الصهيونية وعلى رغم الصخب والقسوة اللذين اتّسمت بها عملية اغتيال الشبان الثلاثة وهم الشهيد - إشرف المبسلط ، والشهيد - أدهم مبروكة ،الشهيد - محمد الدخيل ، إلا أن العملية كشفت ، في الوقت نفسه قلقاً إسرائيلياً متنامياً من المسار المتشكّل في الضفة - بمشاركة لافتة من عناصر «فتحاوية» مما اقلق سلطات الاحتلال والتخوف من تنامي وتعاظم عملية المقاومة ، وأن هدف الاغتيال هو أن يولّد الارتداعَ المطلوب لدى المقاومة ، بما يكفل إعادة ساحة الضفة إلى سابق هدوئها، إلّا أن مجمل المؤشرات التي أعقبت تصفية ثلاثة عناصر من " كتائب شهداء الأقصى" ، وقبْلها كلّ الأحداث التي شهدتها هذه الساحة في الأشهر الستّة الماضية، تُظهر أن الهدوء بات حلماً إسرائيلياً - فلسطينياً بعيد المنال، وأن نابلس وجنين وغيرهما من المدن فتحت حسابها مع الاحتلال ، ولا يبدو أنها تنوي إغلاقه قريباً هذا إذا توقفنا أمام تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "نفد صبرنا ولن نسمح بتكرار جريمة الاغتيال في نابلس"
وهذه تحمل دلالات وتفسيرات وتأويلات لدى المحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني عملية الاغتيال وضعت ألقياده الفلسطينية أمام المسائلة من قبل شعبها عما ستفعله والإجراءات التي ستتخذها أمام المجزرة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني وهل ستبقي على خيارات السلام والتنسيق الأمني وهل ستمرر عملية الاغتيال ببيان استنكار وتنديد كما جرت عليه العادة حكومة بينت لابيد تثبت يوما عن يوم ضربها بعرض الحائط بكل الاتفاقات والتفاهمات وان تصريحات بينت بان اوسلوا من الماضي وان السلطة الفلسطينية لا تحمل أي صفه سياسيه وان حكومة بينت تتعامل معها من منطلق إداري محض ، وأمام ما تقوم به حكومة الاحتلال من توسع استيطاني وتوسع في بناء الوحدات الاستيطانية ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وترحيل المقدسيين ما يؤكد أن الاجتماعات مع قادة الاحتلال ما هي إلا اجتماعات عبثيه وان التسهيلات التي تدعي بتقديمها ليست سوى غطاء عما ترتكبه من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني وان عملية اغتيال ثلاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني وضعت القيادة الفلسطينية أمام اختبار صعب دفع بالرئيس محمود عباس وفي كلمة العزاء بالشهداء " نفد صبرنا ولن نسمح بتكرار جريمة الاغتيال في نابلس" وهذا تأكيد على عدم الرضوخ أمام وقائع ما تفرضه حكومة الاحتلال وقد تقدم السلطة على وقف التنسيق الأمني مع مطالبة المجتمع الدولي تامين الحماية للشعب الفلسطيني بعد تقارير أمميه تدين حكومة الاحتلال واستباحتها للدم الفلسطيني وحرمة الأرض الفلسطينيه وممارسة سياسة الفصل العنصري والابرتهايد وهذا ما تتضمنه تقرير امنستي وهيومن ووتش رايس إن طريقة الاغتيال ألهبت الشارع الفلسطيني، بعدما أحدثت صدمة لديه كونها مفاجئة وقاسية، والأولى من نوعها منذ العام 2009 في نابلس، إذ إن آخر اغتيال مماثل وقع في البلدة القديمة في المدينة، واستهدف الشهداء: غسان أبو شرخ، عنان صبح، ورائد السركجي.
وعلى رغم أن هكذا عمليات تنفّذها إسرائيل عادةً بحق المقاومه وبحق الذين قتلوا أو أصابوا إسرائيليين، إلّا أن هذه "الخلية النابلسية" لم تسفر عملياتها عن قتلى أو إصابات، لكن هناك أسباباً أخرى جعلتها تتصدّر قائمة المستهدَفين والمطلوبين للاغتيال، وأبرز تلك الأسباب: تميُّزها بعمليات إطلاق النار المتتالية باتجاه حواجز جيش الاحتلال وآلياته، إضافة إلى تشكيلها حالة جديدة من "التنظيم المحلي المتميّز"، وإصرار المطارَدين فيها على عدم تسليم أنفسهم وتحدّي كلّ المكالمات الإسرائيلية المطالِبة إيّاهم وعائلاتهم بذلك.
وكانت أعلنت الخلية عن انطلاقتها بشكل غير رسمي، من خلال بيان عسكري وعرض مسلّح إبان معركة "سيف القدس" في شهر أيار الماضي، وتركّزت نشاطاتها في البداية على إطلاق النار تجاه نقاط وأبراج عسكرية محيطة بمدينة نابلس، من بينها نقطة عسكرية إسرائيلية على جبل جرزيم، ثمّ امتدّت لتصل إلى حاجز حوارة. ووثّقت الخلية بعض عملياتها بجرأة، حيث كان المقاومون يترجّلون من مركبة، ويطلقون النار باتجاه الهدف الإسرائيلي، ثمّ ينسحبون فوراً. وأن الخلية نفسها تتهمها قوات الاحتلال انهم أطلقوا النار تجاه جيش الاحتلال عدّة مرّات خلال اقتحامات مدينة نابلس، لتُسجَّل أبرز هذه الاشتباكات في محيط البلدة القديمة ليلاً، وفي شارع عصيرة عصراً عند اعتقال قوة خاصة إسرائيلية لقائد الخلية، الأسير عبد الحكيم شاهين، قبل أشهر. من جهتها، تَذكر "القناة 12" العبرية أن التحقيقات الإسرائيلية كشفت أن عدد عناصر الخلية ثمانية، وأنهم خطّطوا لتنفيذ عمليات جديدة، واحدة منها في يوم اغتيال الشهداء الثلاثة. وقد نجا من عملية الاغتيال المطارَد إبراهيم النابلسي، حيث لم يكن موجوداً في مركبة "سيات"، ليَظهر ممتشقاً بندقيته في تشييع رفاقه الثلاثة، وتهتف الجماهير الغاضبة تحيةً له بـ:"يا نابلسي إحنا معك"، وهو ما علّقت عليه "القناة 12" بأن "النابلسي تحدّى الجيش الذي يبحث عنه بمشاركته في جنازة أصدقائه الثلاثة".
في يوم الاغتيال، شهدت الضفة الغربية عشرات عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه مركبات المستوطنين، وارتفع عدد المواجهات على نقاط التماس، فيما شهد عدد من المناطق الفلسطينية مسيرات غاضبة مندّدة بالعملية. وامتدّ الغضب في اليوم التالي ليصل إلى حدود مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث اجتاز شبان السياج الحدودي، وأحرقوا شاحنة هندسية إسرائيلية خلف الحدود، وعادوا إلى القطاع بسلام. وشهدت ساعات ما بعد تشييع الشهداء 5 عمليات إطلاق نار على الأقلّ، استهدفت كلّاً من: حاجز الجلمة، قوّة إسرائيلية قرب قرية كفر قود، آلية إسرائيلية عند الجدار الفاصل قرب قرية العرقة. وفي اليوم التالي للاغتيال، أطلق مقاومون النار مرّتين باتجاه حاجز قلنديا العسكري ومستوطنة "كوخاف يعقوب" شمال القدس.
ومع نجاة النابلسي من الاغتيال، وظهور عدد من أفراد الخلية الآخرين إلى جانبه بشكل علني، يبدو أن "الحساب لم يغلق كاملاً"، وكل المؤشرات تشير الى استمرار عمليات إطلاق النار الخاطفة ضدّ الإسرائيليين في نابلس ومحيطها على الأقلّ خلال الأيام المقبلة، كما أن جنين هي الاخرى على خط نابلس مع القرار الإسرائيلي بهدم منازل منفّذي عملية "حومش" في بلدة السيلة الحارثية، حيث الساحه الفلسطينية باتت مهيئه للانفجار بسبب ممارسات الاحتلال وانغلاق الأفق السياسي والتداعيات قد تكون كبيره وكبيره جدا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت