- رامز مصطفى
- كاتب فلسطيني
الصهيوني المتطرف "إيتمار بن غفير"، وعضو ما يسمى ب"الكنيست" من تحالف "الصهيونية الدينية"، بطل الاقتحامات في مدينة القدس المحتلة وحي الشيخ جراح في أيار من العام الماضي 2021، والتي على أثرها تحركت المقاومة في قطاع غزة وبدأت معركة " سيف القدس".
اليوم الإرهابي "بن غفير" يُعيد إلى الأذهان مشهد تلك الاقتحامات من جديد من خلال اقتحامه حي الشيخ جراح، وسط مخاوف صهيونية من أن تؤدي تلك الاقتحامات والاستفززات إلى إشعال فتيل مواجهة عسكرية كما حصل العام الماضي.
وهذه المرة قد لا تكون كسابقتها من حيث رقعة المواجهات، أو إلى أين قد تمتد وتتوسع تلك المواجهات؟. ما أقدم عليه "بن غفير"، دفعت الأمم المتحدة إلى إبداء قلقها، حيث صرّح "ستيفان دوجاريك"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، من أنّ المنسق الأممي الخاص لما تسمى ب"عملية السلام" في الشرق الأوسط "تور وينسلاند"، يراقب الوضع عن كثب في الشيخ جراح.
"بن غفير" ومعه "بتسلئيل سموتريتش"، في اقتحامهم على رأس مجموعة من المتطرفين الصهاينة لحي الشيخ جراح ، إنما هم انعكاس حقيقي لسياسة استيطانية تهويدية تنتهجها حكومة كيان الاحتلال الصهيوني، بهدف الدفع باتجاه طرد الفلسطينيين من الحي بل من سائر مدينة القدس، التي بات الاحتلال وقطعان مستوطنيه يسيطرون على 86 بالمائة من المدينة.
وهذه السياسة هي جزء من سياسات تعمل على فرضها على الفلسطينييين كوقائع ميدانية. وعليه فإنّ كل ما تسربه وسائل الإعلام العبرية من تصريحات ومواقف لمسؤولين صهاينة، وفي مقدمتهم "نفتالي بينت"، على شجبهم واستنكارهم لما يقوم به "بن غفير" في رأس العامود والشيخ جراح، على أنه يصب الزيت على النار، إنما هي محاولات ذر الرمال في عيون الرأي العام، في خطوة بائسة للقول أنّ حكومة العدو بريئة من تصرفاته، وهي التي سمحت له الدخول إلى حي الشيخ جراح.
تاريخ "بن غفير" حافل بالارتكابات ضد الشعب الفلسطيني، فهو لم يترك مناسبة إلاّ ويعبر عن حقده بأشكال ووسائل متعددة. فمن مسيرات الاستفزاز والتحريض على الفلسطينيين في العديد من المدن والقرى المحتلة في أم الفحم وكفر قاسم والناصرة ووادي عارة والخليل، طالب خلالها إلى طرد الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، بسبب ما يعتبره أنهم قنبلة موقوتة في قلب الكيان ويهوديته.
وكذلك قيامه بالدفاع عن قتلة عائلة الدوابشة حرقاً في تموز 2015 "ايتمار بن غفير" وغيره من المتطرفين الصهاينة الذين يناصبون الفلسطينيين العداء والكراهية والعنصرية، من المؤكد أنهم نتاج لمجتمعٍ قام على القتلِ والحديدِ والنار، وارتكاب أبشع المجازر ولا زال بحق أبناء شعبنا، بفضل ايدلوجيا دينية مشوهة، بُنيت على الأضاليل والأكاذيب وتزوير الوقائع، علهم يثبتون ما دحضته حقائق التاريخ البعيد منه والقريب، بأنّ فلسطين بأرضها هي وطن الشعب الفلسطيني كانت وستبقى، والقدس والمقدسات في القلب منها، والصراع باقٍ ما بقي مستوطن على أرضها، وترجماته في صمود أهلنا في القدس الذين سيهزمون "ايتمار بن غفير" الوجه الصهيوني القبيح لكيان الاحتلال وقطعان المستوطنين.
رامز مصطفى كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت