لا يكاد الفلسطيني علاء الدالي من مدينة رفح يترك دراجته الهوائية، يجوب بها المدينة ذهابًا وإيابًا يؤدي احتياجاته دون أن يُرافقه أحد، وهذا يُشعره بأنه تمامًا كالأسوياء بعد أن بُترت ساقه جراء إصابته برصاص الاحتلال خلال مسيرات العودة عام 2018.
يقول الدالي في مقابلة مع (APA) :" إنّه يحترف ركوب الدراجة منذ الصغر وخضع لعدة تدريبات من أجل المشاركة في المسابقات الدولية لبطولات الدراجات الهوائية إلا أن الاحتلال حرمه من ذلك".
وقادت حالة الشغف برياضة ركوب الدراجات الهوائية والطموح بالمشاركة في المسابقات الدولية الفلسطيني الدالي إلى تكوين فريق من الشباب ذوي البتر وتدريبهم وسط العديد من الصعوبات لتحقيق حلمه بتمثيل فلسطين في البطولات الآسيوية أو الأوروبية لهذه الفئة.
وأكد الدالي أن الفريق يتكون من 6 لاعبين من ذوي البتر في الساق بعضهم أسفل الركبة وآخرين من الأعلى، وكانوا قد فقدوا أطرافهم كذلك جراء اعتداءات الاحتلال في مسيرات العودة والحروب المتكررة على القطاع.
وأضاف أن عملية اقناع اللاعبين بالانضمام معه كانت صعبة، غير أن ما شجعهم "إمكانية العودة إلى حياتهم الطبيعية قبل البتر" والتمكن من قضاء احتياجاتهم دون مساعدة أحد، فضلًا عن التخلص من عبء الانتظار على جنبات الطريق لعدم وجود مواصلات آمنة تلاءم احتياجاتهم.
ويجوب الفلسطيني الدالي ورفاقه الستة الدراجات الهوائية في ظل مخاطر كثيرة وصعوبات جمة بعدم توفر المرافق الخاصة برياضة الدراجات الهوائية لتمكينهم من القيام بالتدريبات اللازمة لافتًا أن الطرق التي يمارسون فيها رياضتهم هي ذاتها التر تمر بها المركبات والشاحنات وأنها غير صالحة لقيادة الدراجات.
واستكمل :" ارتفاع تكلفة الأطراف الصناعية في غزة بالتوازي مع الحالة الاقتصادية التي يُعاني اللاعب تُعجزه عن امتلاك طرف صناعي يُمكنه من تحقيق التوازن أثناء قيادة الدراجة".
ونبّه إلى صعوبات أخرى تتمثل في عدم وجود قطع غيار للدراجات الهوائية، وعدم وجود أماكن خاصة للطرف الصناعي في الدراجة الأمر الذي يتطلب جهدًا من الدّراج ليتمكن من فرض توازنه.
وذكر الدالي أن هذه الرياضة تمكنه وفريقه من تحدي النظرة السلبية والاندماج في المجتمع، لافتًا أن مشاعرهم أثناء ركوب الدراجة الهوائية وتأدية احتياجاتهم دون مساعدة أحد لا توصف.
ويطمح الدالي وفريقه بتمثيل اسم فلسطين وتحقيق الاندماج في المجتمع وأن يثبتوا للاحتلال أن الفلسطيني قادرًا على صنع الإنجاز ما دام يمتلك الإرادة وأن البتر ليس عائقًا بل حافزًا.