أعلن الداعية الشيخ الدكتور علي الغفري رئيس مجلس ادارة جمعية رابطة عائلات الدرج والتفاح عن تدشين كتاب العائلات الغزية في سجلات النفوس العثمانية في احياء غزة الخمسة القديمة وهي احياء الدرج والتفاح والتركمان واجديدة والزيتون وذلك خلال الاحتفال الذي أقامته رابطة عائلات الدرج والتفاح وجمعية النسابين والمؤرخين الفلسطينيين تحت رعاية عائلة الغفري في فندق رويال بلازا.
ورحب الغفري في كلمته التعريفية بالضيوف وفي مقدمتهم نائب رئيس المجلس التشريعي الدكتور احمد بحر وعدد من المسؤولين وممثلي العائلات ووجهاء ومخاتير ورجال اصلاح ولفيف من اهالي الاحياء الخمسة، مؤكدا ان الكتاب استمد معلوماته وفق إحصاء الدولة العثمانية لأهالي فلسطين في الفترة من عام 1905 الى عام 1917م.
وأوضح الغفري ان عدد السجلات العثمانية الاثني عشر الخاصة بفلسطين بلغ 463 والخاصة بقضاء غزة بلغ 47 والخاصة بمدينة غزة بلغ 16 فيما بلغ عدد العائلات آنذاك 1417 عائلة، مشيرا الى ان سجلات العائلات في كتاب العائلات الغزية في سجلات النفوس العثمانية في احياء غزة القديمة اصبحت متاحة الكترونيا للمواطنين.
وتابع "في هذه الموسوعة تمّ تصنيف العائلات وترتيبها بشكل أبجدي؛ لتكون مرجعًا يسهل لكل فلسطيني الاطّلاع عليه والبحث في سجل عائلته وتاريخها منذ القدم".
وبحسب الوثائق العثمانية التي حصل عليها الباحث الغفري، فإنّه خلال الحكم العثماني لفلسطين في الفترة الواقعة ما بين 1903-1915 كان يسكن مدينة غزة نحو 31 ألف نسمة موزّعين على الأحياء الخمسة القديمة "الدرج، التفاح، الزيتون، التركمان، اجديدة" بمجموع 1417عائلة، و4118 أسرة.
وتطرق الغفري في كلمته الى أهمية الكتاب الذي استغرق جهدا دام نحو 4 أعوام حيث يعتبر أول موسوعة تاريخية لعائلات مدينة غزة في السجلات العثمانية، خلال الحكم العثماني في الفترة الواقعة بين عامي 1903و1915.
واكد الغفري انه منذ نحو 10 أعوام قد دفعه الفضول للبحث عن جذور عائلته في مدينة غزة؛ مشيرا الى انه توسع في البحث الى حيي الدرج والتفاح ثم الى حيي التركمان واجديدة في الشجاعية بالإضافة الى حي الزيتون ضمن نطاق غزة القديمة، حيث جاءت الموسوعة التاريخية الأولى من نوعها في فلسطين، في 9 مجلدات، تتضمن العائلات التي سكنت الأحياء الرئيسية الخمسة المكوّنة لمدينة غزة وهي أحياء "الدرج، التفاح، الزيتون، التركمان، اجديدة".
وأضاف: سافرت عدّة رحلات إلى تركيا وتقدّمت بطلب رسمي للسفارة الفلسطينية هناك لطلب تلك السجلات؛ بغرض التوثيق والبحث عن أصول تلك العائلات، فقامت السفارة بإرسال السجلات باللغة العثمانية إلى هيئة التراث والبحوث الفلسطينية في بلدة "أبو ديس" التي سلّمتها إليه.
وتابع: بعد 6 أعوام من البحث والتقصي تمكّنت من الحصول على وثائق عثمانية عن العائلات الفلسطينية في حي الدرج، أقدم الأحياء التاريخية في مدينة غزة؛ قبل ان اضمّ 4 أحياء رئيسية قديمة تكونت منها مدينة غزة القديمة.
وأوضح أنَّه قام بالتواصل مع القائمين في دولة تركيا، ومع شخصيات عديدة في قطاع غزة أمثال د. ناهض الوحيدي الذي لم يدخر جهداً في توفير جزء منها، وفي القدس بلدة ابو ديس مع د. خليل كراجة، رئيس هيئة التراث والبحوث الفلسطينية، بهدف الحصول على المعلومات الدقيقة، حيث تمّ الوصول إلى عائلات أحياء غزة الخمسة، وهي: الدرج، والتفاح، والشجاعية بقسميها التركمان والجديدة، والزيتون، والتي بلغت نحو 4 آلاف عائلة، موضحاً أنّ البحث أثبت العثور على 42 سجلاً في لواء غزة، منها 16 سجلاً لأحياء غزة الخمسة.
وعبّر الغفري عن فخره باعتباره سببًا في تأصيل وذكر العائلات التي تسكن غزة من القدم، مضيفًا أنّ هذه الموسوعة "تؤكّد أنّ هذه البلد لأهلها الذين كانوا يسكنوها قديمًا بخلاف المزاعم الإسرائيلية مؤكّد أنّ أحدًا لم يسبقه إلى إنجاز هذه الموسوعة التي باتت بها السجلات العثمانية مترجمة بشكل متكامل.
بدوره، أشاد د. بحر، ضيف الاحتفال بجهود الشيخ علي القائم على إعداد الكتاب، توثيق وحصر العائلات الغزيّة في سجلات النفوس العثمانية، والذي يؤكد على أنّ أهل غزة متشبثون فوق أرضهم التي رووها بالتضحيات والفداء، ولم يستطع الغزاة على مرّ العصور كسر إرادتها أو النيل من أهلها.
وأكد د. أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، أن مدينة غزة تتألق على مختلف الأصعدة والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وذلك نتاجاً لرجالاتها وعائلاتها المجيدة التي حملت ورفعت اسم غزة على مدار التاريخ، وقهرت أعدائها بسر صمودها وفيض عطاءاتها ودماء أبنائها.
وقال د. بحر إن "الحديث عن غزة وعائلاتها العريقة، هو حديث عن التاريخ والتراث، وسردية للبطولة والتضحية والفداء لهذه المدينة الشماء التي تمتاز بتاريخها العريق الذي يمتد منذ ما يزيد عن أربعة آلاف سنة".
وأوضح أن اسم غزة يشير في معناه إلى العزة والمنعة والشدة، فغزة كانت على مدى تاريخها الحافل قاهرة المحتلين الذين تواتروا للسيطرة عليها، إلا أنها كانت سرعان ما تلفظهم وتلقي بهم خارج أسوارها المباركة، مؤكدا أن غزة مدينة صنعت التاريخ، وسطّر الزمان بطولاتها الخالدة، ومثّلت حكاية مفتوحة لا تنطوي أبدا، وجسدت حالة متفردة في الذاكرة الإنسانية، فهي بكينونتها الحالية تعد أسطورة بلا أدنى شك، حيث تواجه حصارا غاشما منذ ما يزيد عن 15 عاما.
وبين أن غزة تصدت لأبشع احتلال عنصري عرفه التاريخ، وهو الاحتلال الصهيوني الذي شن أربعة حروب عليها لكسر شوكتها والقضاء على المقاومة ولم يفلح بذلك.
وأوضح أن تاريخ مدينة غزة كما كل مدن فلسطين هو تاريخ مجيد حفظته الأجيال الفلسطينية المتلاحقة التي حافظت على فلسطين، وها هي تضرب أروع أمثلة التضحية، وتقدم أعظم نماذج الصمود، وتتعالى على الجراح، وتدشّن أروع صور ومعاني الوحدة والتكافل والتلاحم.
وأشار إلى أن هذا الكتاب يؤكد للعالم على تاريخنا المشرق الذي حملته عوائل غزة الأبية المجاهدة الأصيلة التي تؤكد بصمودها الأسطوري أنها تستحق الحياة الآمنة الكريمة أسوة بكل شعوب الأرض، وأن غزة ستبقى دائما وأبدا عصية على كل معاني الهزيمة والانكسار.
من جانبه أوضح رياض الزيتونية مدير عام العشائر بوزارة الداخلية بغزة أن ّ الكتاب جاء مفصلاً ودقيقاً بمعلومات وسهل التعرف على عائلاته ، حيث استمد معلوماته وفق إحصاء الدولة العثمانية لأهالي فلسطين، مما يدلل على الدور الكبير الذي بذله الشيخ عليّ الغري، والجهود المضنية من وقت ومال وتضحية، ليصل إلينا بهذه الصورة الجميلة، معبراً عن تقديره به.
من جانبه اشاد المختار أبو سلمان المغني منسق شؤون العشائر في قطاع غزة على قيمته العلمية من النواحي التراثية والتاريخية والاجتماعية، واعرب عن أمله بإنجاز موسوعة كاملة لكل المدن والقرى والاحياء في قطاع غزة.
وأكد أنّ اجتماع ممثلي المؤسسات الرسمية والاعتبارية والوجهاء والمخاتير ورجال الإصلاح، جاءوا ليشهدوا هذه الإنجاز الكبير والإبداع المميز في الحفاظ على الحقّ الفلسطيني شاكراً كل من ساهم في إعداده.
أمّا الحاج بدر صبره، نائب رئيس رابطة عائلات الدرج والتفاح، فتطرق إلى أهم انجازات الرابطة بالإضافة الى (كتاب النفوس العثمانية لعائلات حي الدرج والتفاح) وهي الجهود الاغاثية التي تبذلها تًّجاه عائلات حيي الدرج والتفاح، مقدماً الشكر الكبير للشيخ عليّ الغفري على جهوده الكبير في تجميع العائلات في هذا الكتاب.
وفي كلمته أكد محمد أبو ناصر في كلمة جمعية النسابين والمؤرخين الفلسطينيين أنّ موسوعة "العائلات الغزية في سجلات النفوس العثمانية" تشكّل مرجعًا وطنيًا مُهمًّا يُمكن الاعتماد عليه في البحث عن جذور العائلات الفلسطينية، مشيرا الى ان الموسوعة تمّت ترجمتها وتصميمها وتدقيقها من باحثين على أعلى المستويات وقد أًنجزت على مستوى عالٍ جدًا من الإتقان بعيدا عن الأخطاء.
وفي نهاية اللقاء تم تكريم اللجنة المشاركة في انجاز الكتاب.