- بقلم الصحفية اللبنانية: سنا كجك
رأي حر:
דעה חופשית
لعل الخبر الذي نشره موقع صحيفة "هآرتس" منذ أيام عدة ألا وهو:
"السفارة الأوكرانية في إسرائيل تطلب متطوعين للانضمام والدفاع عن أوكرانيا".
قد مر مرور الكرام لدى الأكثرية المتابعة....ولاحقا" تم حذفه عن الموقع.
ولكن في تقديرنا هكذا خبر يحمل بين طياته الكثير من الأبعاد وأهمها:
رسالة إلى "حكومة" بيني غانتس أنكم مهما قدمتم لنا من مغريات للإستيطان سوف نغادر عندما يتعرض بلدنا "الأم" إلى الخطر!
والملفت أيضا" أنه بعد إعلان السفارة أعلن أحد الجنود الصهاينة والذي بالتأكيد يحمل الجنسية الأوكرانية تطوعه تلبية لنداء سفارة وطنه الأم!
ومما لا شك فيه أنه أثار البلبة في الكيان الغاصب رغم تكتم الإعلام الإسرائيلي عن ذاك الإعلان والنداء وخصوصا" أن "إسرائيل" أعلنت مرارا" إستعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بعيدا" عن التدخل العسكري.
اليهود الصهاينة أتوا من مختلف أنحاء العالم وإستوطنوا في فلسطين المحتلة بعد تشجيع ووعود قادة "تل أبيب" بالهجرة إلى الأرض التي وعدهم بها الرب وفق معتقداتهم!
ظنا" منهم أن حياتهم ستكون مليئة "بالمن والسلوى والعسل".
ولنعود إلى موقف ذاك الجندي الإسرائيلي وبحسب ما نشر عنه أنه سيذهب للدفاع عن موطن أجداده فهذا مؤشر خطر على أن ولاء ضباط وجنود جيش الحرب الإسرائيلي لأوطانهم "الأم"!وليس "لإسرائيل".
ونكاد نجزم أنه في حال فتح جيش العدو باب الطلبات للإنضمام الى المعسكر الأوكراني فسوف تجد أن غالبية الجنود سيلبون النداء!
لذا يجب أن تأخذ القيادة العسكرية الإسرائيلية هذه المعطيات بعين الإعتبار إن نشبت أية حرب في دولة هاجر منها اليهود الى فلسطين المحتلة فهم على إستعداد تام للعودة والدفاع عن وطنهم الذي ولدوا بين أحضانه!
وهذا سيشكل معضلة كبيرة أمام قادة الجيش الإسرائيلي.
ناهيك بأن حالات فرار الجنود من الخدمة الإلزامية مرتفعة جدا" فهم يفضلون العودة إلى بلادهم على الموت.
ولربما لن نعلم إلا أخيرا" عن أعداد الضباط والجنود الصهاينة الذين سيفرون وينضمون إلى صفوف الجيش الأوكراني!!
ذلك أن القومية اليهودية فوق أي إعتبار وخصوصا" بعد أن وجه اليوم الرئيس الأوكراني زيلنسكي كلمة باللغة العبرية مخاطبا" فيها يهود العالم للتأثير على وتر مشاعر الشعب اليهودي.
وسنضيف أيضا" أن الخدمة في جيش الحرب الإسرائيلي لم تعد بالنزهة الجميلة!
ودعكم من البروباغندا الإعلامية الإسرائيلية التي تصورهم للعالم إنهم في غاية الفرح والسرور للدفاع عن "شرف تل أبيب"!!!
وسوف أستشهد بمقطع لرواية "السيدة من تل أبيب"
للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون... إذ يكتب أحد الجنود الصهاينة في مذكراته:
"وجدت نفسي مجندا" في جيش الدفاع ..إستسلمت لتلك الحقيقة التي ترافق المرء هنا ثلاثة أرباع حياته..لم تكن مخاوفي تتعلق بالخدمة نفسها بل بالمكان الذي سأخدم فيه...لا أريد أن أموت دفاعا" عن إحتلال غير شرعي"!
وهذا لسان حال أغلبية الضباط والجنود في جيش العدو الإسرائيلي صدقوني...
الخوف يتملكهم ويرغبون بالعودة الى موطنهم "الأم"...
ويا حبذا لو يفرون ويلتحقون بجيوش بلادهم وبهكذا تنخفض أعدادهم وننتهي من "معزوفة" المستوطنات والبناء الغير شرعي فهذا الكيان الغاصب لا يقوم إلا بجناحيه العسكري والعدواني!
وبعد...هل سيلبي يهود أوكرانيا في فلسطين المحتلة نداء رئيسهم الأصلي؟؟؟؟
#قلمي_بندقيتي_🖋️
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت