بأناملهن الناعمة، يمسكن عدد من السيدات قطع القماش والخيط والإبرة، للبدء بنثر الفن على تلك القطعة التي سرعان ما تتحول إلى لوحة فنية متزينة بالتطريز الفلسطيني التراثي.
يتجمعن السيدات في مركز البرامج النسائية، الذي ينظم العديد من الدورات لتساعد النساء على تعلم مهارات تمكنهن من اقتحام سوق العمل، في دير البلح وسط غزة.
تقول دعاء شريحي، إحدى المتدربات في مركز البرامج النسائية، إن المركز يُتيح فرص عديدة للسيدات المهمشات في المجتمع، من خلال تعليمهم فنون التطريز وصناعة الدمي، ليتمكنوا من خلق فرص عمل لهن.
وأضافت في لقاء مع وكالة (APA) أن أغلب السيدات الذين يقبلن على الدورات، هن بحاجة لمصدر دخل مادي، لسوء الأوضاع الاقتصادية.
وأشارت شريحي إلى أهمية تعلم التطريز واتقانه والابداع به، للحفاظ على التراث الفلسطيني وابقائه قائم بالأسواق المحلية والمجتمع الغزي.
وترى أن المرأة الفلسطينية مثابرة، تسعى دائماً لتحسين وضعها المعيشي وتخطي العقبات التي تواجهها في المجتمع.
ولفتت شريحي إلى أهمية اعتماد المرأة على ذاتها، لتحقق أهدافها وطموحاتها في الطريق الذي تجد ذاتها فيه.
ووجهت رسالة للمرأة باليوم العالمي لها "أنتِ قوية، وتستطيعين تعلم العديد من المهارات التي تفتح أفق للعمل، بمختلف مجالات الحياة".
ودعت شريحي المراكز الداعمة بالالتفات للمشاريع التي تخص تمكين المرأة في العمل، لمساعدتها على تخطي العقبات المادية في البداية.
ومن جهتها تقول وفاء أبو خصيوان، إحدى المشاركات في دورة التطريز بمركز البرامج النسائية "بعد انتهاء دراستي الجامعية تخصص صحافة وإعلام، ولم أحظى بفرصة عمل، اتجهت لتنمية مهارات أخرى لدي مثل التطريز".
وأضافت، إن أغلب الفتيات المتواجدات في الدورة هن خريجات جامعة، جاءوا لتعلم بعض المهارات على أمل إيجاد فرصة عمل.
وعبرت خصيوان عن طموحها في انشاء مشروع خاص بها، لتوفير مصدر دخل لها وتحسين وضعها المادي.
وختمت حديثها "في يوم المرأة العالمي يجب على المرأة الفلسطينية أن تتذكر واجبها الدائم بالسعي حول التميز والتطور في كافة مجالات الحياة، بالرغم من الظروف والعقبات المحيطة".
ويصادف الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، اليوم العالمي للمرأة، هو احتفال عالمي يحدث للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.