أدى نحو 30 ألف مصلٍ من الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.
وتوافد المصلون من كافة محافظات الضفة، وأراضي عام 1948، والبلدات المحيطة بالقدس المحتلة رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية المشددة، والمتمثلة في إيقاف الحافلات وتفتيشها والتدقيق في بطاقات المواطنين.
وأفادت مصادر محلية، بأن شرطة الاحتلال أوقفت 7 حافلات قادمة من مدينة قلقيلية، وأوقفت النسوة عند مدخل باب العمود، وفتشتهن، ومنعت من هم دون سن الـ55 من الدخول لأداء الصلاة.
وكان قد لبى آلاف الفلسطينيين نداء الفجر العظيم في المسجد الأقصى للجمعة الحادية عشرة على التوالي، والتي جاءت هذا الأسبوع تحت شعار "لن نرحل".
ورغم الأمطار وانخفاض درجة الحرارة التي بلغت ٥ درجات مئوية، أم المسجد الأقصى عدد كبير من المواطنين وخاصة النساء اللواتي ملأن المصلى الخاص بهن.
وتعمدت قوات الاحتلال عرقلة دخول المصلين من أبواب الأقصى لفترة طويلة واعتدت على المصلين عند باب حطة.
كما منعت قوات الاحتلال دخول عشرات المواطنين القادمين من الضفة الغربية، لكن تكبيرات المصلين ظلت تملأ المكان.
ومن الداخل سيرت قوافل الأقصى من مدينة كفر قاسم ضمن مبادرة بر الوالدين.
ويتطوع عدد من الشباب الفلسطيني في الداخل لحث المواطنين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وتحولت حملة "الفجر العظيم" إلى تظاهرة دينية سياسية أسبوعية في المسجد الأقصى المبارك، من خلال تسمية كل جمعة باسم معين يشير إلى إحدى القضايا التي يواجهها الشارع المقدسي.
وانطلقت الحملة لأول مرة من المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل في نوفمبر 2020، لمواجهة المخاطر المحدقة بالمسجد واقتحام قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين المتكرر له، ومحاولات تهويده، وأداء الطقوس التلمودية فيه، ومن ثم انتقلت إلى المسجد الأقصى المبارك، حتى عمت هذه الحملة بقية المدن الفلسطينية.
باحث مقدسي: حملة الفجر العظيم تعزّز صمود الفلسطيني وتمسكّه بمقدساته
وأكد الباحث في الشأن المقدسي بسام أبو سنينة على أن حملة الفجر العظيم تعزز صمود الفلسطينيين خصوصا في مدينة القدس المحتلة.
وقال أبو سنينة إن "حملة الفجر العظيم تنتشر وتتمدد في كل مناطق فلسطين وهذا يحمل رسالة أن مساجدنا رمز قوتنا."
مضيفا أن "الحملة تتجدد في كل مناطق فلسطين، تزامنًا مع اقترابنا من شهر رمضان المبارك، حاملة رسالة واضحة أن شعبنا متمسك بالمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي."
ولفت أبو سنينة إلى أن حملة الفجر غدا بعنوان "لن نرحل"، ليحمل دلالته مع الأحداث الجارية في القدس من تشريد للأهالي وتهجيرهم.
وأشار أبو سنينة إلى أن حملة الفجر العظيم سلمية لكن رسائلها قوية، وقوات الاحتلال تحاول منع المصلين من أداء صلاة الفجر في المساجد.
ودعا الباحث أبو سنينة الكل الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، مؤكدا على أن هذا جزء من واجبنا في مقاومة المحتل، وأنه مهما طغى وتجبر المحتل إلا أن الفلسطينيين والمقدسيين باقون صامدون ثابتون على أرضهم.
تخوف الاحتلال
وأوضح أبو سنينة أن الاحتلال متخوف من شهر رمضان المبارك ومواجهة الفلسطينيين، وأنه يدرك أنه قاب قوسين أو أدنى من معركة "سيف القدس 2" إذا استمر بجرائمه ضد أهالي القدس.
وبيّن أبو سنينة أن الاحتلال يريد أن يأخذ خطوة إلى الوراء بعد تخوفاته من المواجهات واشتعال الأوضاع في شهر رمضان.
وأكد على أن تخوف الاحتلال وتراجعه يعود إلى المقاومة الفلسطينية المسلحة والشعبية في غزة والضفة.
ولفت إلى أن "السلطة الفلسطينية تعيش مع المحتل في مسار واحد، وهم يتخوفون اليوم مما قد يحدث في شهر رمضان القادم".
وحيّا أهلنا في صور باهر وجبل المكبر الذين أخذوا عهدا بألا يكون هدم ذاتي في هذه المناطق، وأشار إلى أن الشيخ عكرمة صبري يقدم نموذجا مشرفا في كل المحطات الفلسطينية.