الزنبقة والورد الجوري

بقلم: علي بدوان

اثناء الحصار.jfif
  • بقلم علي بدوان

بدأت عملية الإزدلاف من بيروت الى خارج المدينة المحاصرة أثناء حصار صيف العام 1982. وفق الاتفاق مع المبعوث الدولي الأمريكي (فيليب حبيب) اللبناني الأصل.

كنّا أول من صعد الى سيارات الجيش اللبناني العسكرية باتجاه الميناء، للصعود للسفن المغادرة. وعندها كنّا أيضاً من الذين وضعوا اقدامهم بلباسنا العسكري والـ (الغيتر)، في مقدمة سيارات (هانوماك) العسكرية اللبنانية، وتركنا (الزنبق والورد الجوري الأحمر) يخرج من فوهات تلك البنادق الفلسطينية المُعدّلة، والمسماة بـــ بنادق (بي كا سي). فكان (الورد الجورية الحمراء واسياخ الزنبق) تَخرُجُ من فوهات بنادق الـــ (بي كا سي).

توجهت السفن، وعلى متنها مئات، بل آلاف المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وغيرهم، الى : اليمن الشمالي بقياد الشهيد اللواء عارف خطاب (أبو العبد). اليمن الجنوبي بقيادة العقيد الركن الشهيد أحمد مفرج (أبو حميد). السودان. معسكر (تبسة) بالجزائر بقيادة اللواء محمد حموري. مصر (قوات عين جالوت الموجودة أصلاً) بقيادة اللواء عبد الحي عبد الواحد. سورية. العراق والتي تم نقلها الى قبرص ومن هناك الى معسكر (بعقوبة) قرب بغداد بواسطة القوة الجوية العراقية بقيادة الفريق (حميّد شعبان). تونس عبر ميناء بنزرت. الخ..

أما باقي القوات الضخمة، فكانت، وبقيت في سهل البقاع اللبناني، ومعها القوات البرية، كجيش التحرير الفلسطيني بقيادة اللواء طارق الخضراء، والعميد الركن جمال أبو زايد، والعميد الركن محمد نجيب زهران، وجورج حبش، ون ح، واحمد ج، وأبو العباس، وطلعت يعقوب، واخرين ... ومجموعات من اللواء السوري (85) ومجموعة من سرايا الدفاع.

كانت محلة صعبة، ولكنها مؤقتة، لأن كل القوات عادت الى سهل البقاع، والى بيروت، وانتهى المشروع "الإسرائيلي"، وبقيد اقدام المقاتلين من كل المقاتلين وعموم الفصائل، راسخة في بيروت.

لقد كانت تجربة بيروت، وقد انتهت في مرحلة معنية، لتليها التجارب الأوسع، تجربة غنية، زاخمة، اسطورة، صنعها الشعب الفلسطيني ومن معه.

(في الصورة، تحت الأرض في منطقة (مستديرة الكولا) في بيروت على الأرجح أثناء الحصار، وتجمّع لعددٍ من القيادات التاريخية الفلسطينية اللبنانية، وعلى رأسها الراحل ياسر عرفاـت جورج حاوي، صلاح خلف، محسن إبراهيم ...).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت