أبومازن: "إلى متى سيبقى العالم صامتا"

الرئيس محمود عباس.jpg
  • لا يمكن السكوت عن النهب الإسرائيلي شبه الكامل لمصادرنا المائية
  •  على العالم أن يعي خطورة معركة المياه التي يخوضها الاحتلال ضدنا منذ عقود
  •  سنواصل دعم المزيد من المشاريع لبناء نظام مائي مستقل وصولا لإقامة دولتنا

 
 قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، يوم الثلاثاء، إنه " لا يمكن السكوت عن النهب الإسرائيلي الخفي والخطير شبه الكامل لمصادرنا المائية."

وأكد أبومازن في كلمة لمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف، 22 آذار، أن المجتمع الدولي مطالب بتكريس شعار هذا العام" المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان"، من خلال العمل على دعمنا لاستعادة حقوقنا المائية.

وشدد أبومازن على أنه "رغم كل الظروف الصعبة والمعيقات الإسرائيلية فلن تمنعنا من تنفيذ خططنا، وسنواصل مسيرة التطوير ودعم المزيد من المشاريع لبناء نظام مائي مستقل، كأساس للحياة والتنمية، وصولا الى اقامة دولتنا بعاصمتها القدس."

وتساءل أبومازن "إلى متى سيبقى العالم صامتا على بقاء مصير وحياة شعبنا الفلسطيني رهينة بيد الاحتلال من خلال ممارساته العنصرية وسيطرته على مقدراتنا وحقوقنا الشرعية".

وأشار إلى أن هذه المناسبة تعتبر فرصة مهمة جدا ليتشارك الجميع الاهتمام بهذا المورد الثمين، والتفكير الجدي بحلول للقضايا الجسيمة التي باتت تهدد وفرة المياه العذبة على الأرض، وتهدد الوجود الانساني لعشرات الملايين من البشر.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

"إلى متى سيبقى العالم صامتا على بقاء مصير وحياة شعبنا الفلسطيني رهينة بيد الاحتلال من خلال ممارساته العنصرية وسيطرته على مقدراتنا وحقوقنا الشرعية".

يُعتبر يوم المياه العالمي فرصة مهمة جدا ليتشارك الجميع الاهتمام بهذا المورد الثمين، والتفكير الجدي بحلول للقضايا الجسيمة التي باتت تهدد وفرة المياه العذبة على الأرض، وتهدد الوجود الانساني لعشرات الملايين من البشر، وعلى العالم وهو يُصنّف هذه القضايا ألا يغفل عن أهمية طرح وايجاد حلول عادلة لقضية احتلال المياه التي يعاني منها أبناء شعبنا والتي تتفاقم يومياً جراء إمعان الاحتلال في انتهاكاته ومواصلة نهبه لمصادرنا المائية، وعرقلته لجميع المساعي الرامية الى توفير المياه لمواطنينا كحق انساني أساس كفلته القوانين والمواثيق الدولية كافة.

وطرح شعار هذا العام "المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان"، كفيل بإظهار حجم الانتهاكات الاسرائيلية المخفية لحقوقنا المائية، فعلى العالم أن يعي خطورة معركة المياه التي يخوضها الاحتلال ضدنا منذ عقود، والتي وصلت إلى مستوى جرائم حرب، من خلال استهدافه الممنهج للبنية التحتية والعدوان الغاشم المتكرر على غزة، والتي يعاني أهلها أصلاً من حصار خانق جعلهم يعانون يوميا من ظروف معيشية صعبة على جميع الصعد، وآخرها عدوان مايو الماضي، والذي ألحق أضرارا جسيمة بخدمات المياه والصرف الصحي، وأثر بشكل كبير على الانجازات الكبيرة التي حققتها سلطة المياه لتدارك الوضع المائي الكارثي هناك.

والوضع بالضفة ليس أفضل حالا، فالاحتلال يسيطر على مصادر المياه تحت وفوق الأرض، فإلى اليوم ما زالت أطماع الاحتلال في أرضنا ومياهنا الأساس للتوسع الاستيطاني غير الشرعي، وما زالت مشاهد الانتهاكات على الأرض تتكرر وتتزايد، لتدلل بما لا يترك مجالاً للشك على العنصرية الاسرائيلية، ففي الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بحفر الآبار الجوفية واقامة المشاريع في المستوطنات، وخطوط مياه ناقلة ضخمة تلتهم الأرض الفلسطينية ضاربة عرض الحائط كل قوانين وقرارت الشرعية الدولية، فإننا بالمقابل نجدها تهدم وتعرقل باستخدام القوة حفر آبار مياه بسيطة تخدم تجمعات فلسطينية تعاني من عدم توفر المياه. لتجبرنا أمام التزايد السكاني على شراء المياه منه؛ لتوفير متطلبات شعبنا بما يخدم اجنداتها السياسية.

والسؤال هنا، إلى متى سيبقى العالم صامتا أمام بقاء مصير وحياة شعبنا رهينة بيد الاحتلال؟ من خلال سيطرته على مقدراتنا وحقوقنا المائية بشكل خاص والوطنية بشكل عام، وإلى متى سيبقى الاحتلال يواصل انتهاكاته دون أدنى احترام للقوانين وقرارات الشرعية الدولية؟

 ونحن بهذه المناسبة، نؤكد أنه إذا ما استمر العالم بالاكتفاء بالتنديد للنهب الاسرائيلي شبه الكامل لمصادرنا المائية فسيكون مستقبل أطفالنا غدا العطش، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه.

وادراكاً منا أن حياة وتنمية أبناء شعبنا مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالمياه، ورغم تواصل الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية، بالتوازي مع ما نمر به اليوم من ظروف سياسية واقتصادية استثنائية، إلا أن الحكومة الفلسطينية ممثلة بسلطة المياه ضاعفت الجهود، ضمن استراتيجيات مبنية على أولويات مدروسة، استطاعت من خلالها تطوير هذا القطاع الحيوي ليشهد مشاريع استراتيجية باتت علامة فارقة في تطوير القطاع في جميع محافظات الوطن من رفح وحتى جنين.

وأنا هنا أعرب عن تقديري لجهود طواقم سلطة المياه على جميع هذه الإنجازات التي تصب في إرساء أحد أهم أُسس بناء دولتنا الفلسطينية، ومن المؤكد أنه ما كان لهذه الانجازات لترى النور دون دعم الدول الصديقة والمانحة، والذين نتقدم لهم بالشكر والتقدير، ونحثهم على مواصلة هذا الدعم لتوفير متطلبات الحياة الكريمة لأبناء شعبنا كباقي شعوب العالم.

وأخيرا واستنادا إلى شعار يوم المياه هذا العام، فعلى العالم أن يعي خطورة النهب الخفي والخطير لمياهنا الجوفية، والمجتمع الدولي مطالب اليوم بتكريس شعار هذا العام من خلال العمل على دعمنا لاستعادة حقوقنا المائية.

ونؤكد لشعبنا أن كل الظروف الصعبة والمعيقات الاسرائيلية لن تمنعنا من تنفيذ خططنا، وسنواصل مسيرة التطوير ودعم المزيد من المشاريع لبناء نظام مائي مستقل كأساس للحياة والتنمية، وصولا الى اقامة دولتنا بعاصمتها القدس.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله