- بقلم علي بدوان
في حرب الإستنزاف الضروس، التي وقعت على الجبهة السورية مع الطرف المعادي، بعد حرب تشرين الأول/اكتوبر 1973، كانت تلك الحرب الطويلة، حرب الإستنزاف، التي بدت فيها البطولات والتطورات، كبيرة جداً، واستمرت 82 يوماَ على امتداد جبهة الجولان، حين شاركت معظم القوى الفلسطينية بتلك الحرب وفق المتاح من الإمكانيات (وفق المُتاح من قوة وعتاد) الى جانب القوة الرئيسية المتمثلة بالجيش العربي السوري، وصولاً للمشاركة اليومية بجبهة جديدة، شقت طريقها الفصائل والقوى الفلسطينية، شمال فلسطين انطلاقاً من لبنان. ومنها استهداف مطار (البصة) العسكري أكثر من مرة (طائرات ومروحيات شمال فلسطين ...الخ). واستهدف المستعمرات شمال فلسطين...الخ.
في اثناء ذلك، كانت التعبئة العسكرية عند مختلف القوى التي ضمت لصفوفها الشباب المندفع والمتحمس، وكان الشباب من مختلف الإنتماءات، حتى الأيديولوجية. وسقط عدد منهم شهداء في تلك الحرب. ومنهم ابن اليرموك الشهيد الصفدي (محمد صافي شما) الذي كان في حينها (في التعبئة بحرب الإستنزاف)، (سنة رابعة من كلية العلوم في جامعة دمشق) (مرفقة صورة الشهيد)...الخ...
في زمن الحرب اياها، وفي احدى الخنادق تحت الأرضية، والمموهة جيداً، وفي الخندق الطويل والمُتعرج والمؤقت والذي اقيم على عجل، في مسار الفعل اليومي، تصدّرت في احدى زوايا الخندق صورة ورقية، وعند السؤال عن صاحبها قيل : إنها صورة الرفيق (ماوتسي تونغ)، والتي كانت تُشبه صورة وشكل المفوض السياسي في الموقع واسمه الحركي (خالد نعمان)، والحقيقي (فضل الخالدي)، وهو خريج لغة انكليزية من جامعة الإسكندرية، ومن المنتمين لحركة القوميين العرب التي انجبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رحمه الله.
ومن حينها بتنا نطلق على التنظيم اياه مُسمى تنظيم ( كفاح تونغ) أو (كفاح ماو). قبل أن تتم استدارة التنظيم نفسه باتجاه موسكو منتصف العام 1974. واتخاذ مرجعية موسكو في رسم خطوط التنظيم، لعدد من القوى الفلسطينية. بينما بدأت منظمة التحرير الفلسطينية بتوطيد علاقاتها مع الإتحاد السوفييتي السابق، الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومكانتها كممثل شرعي وكياني وحيد للشعب العربي الفلسطيني، وهو ما دفع بالمنظمة من تحشيد امكانياتها بدعمٍ عربي وأممي، لإلقاء كلمة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهية العام 1974، وحينها خاطب قائد المنظمة الأسرة الدولية، بقوله : جئتكم ببندقية الثائر بيد وغصن الزيتون بيد، فلاتسقطوا الغصن الأخضر من يدي .... لاتسقطوا الغصن الأخضر من يدي... لاتسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت