بالرغم أنه لم يكمل تعليمه الإعدادي إلا أن لديه موهبة وذكاء خارق مكنته من حفظ تواريخ واسماء أكثر من 4000 شهيد منذ عام الـ2000 بداية انتفاضة الأقصى.
المواطن طارق درويش 32 عاما من مخيم المغازي وسط قطاع غزة يسرد تفاصيل حفظ تواريخ الأكرم منا جميعا الشهداء قائلا :" كان عمري لا يتجاوز 12 عاما عندما بدأت المشاركة في تشييع جثامين الشهداء من أقصى شمال قطاع غزة وحتى جنوبه،حيث كنت بعض الأحيان أقطع مسافة طويلة سيرا على الاقدام واحيانا اركب بالسيارة مستغلا مصروفي الخاص.
ويضيف درويش أن سبب مشاركته في تشييع جثامين شهداء غزة للحصول على الأجر والثواب اولا وايضا لأخد صورهم وجمع تواريخ و تفاصيل استشهادهم".
وبنوع من الثقة بالنفس يسترسل قائلا " عندما بدأت في حفظ أسماء وتواريخ الشهداء، كانت غزة تعيش بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000 والتي وقتها استشهد الطفل محمد الدرة والذي اعطاني الدفعة القوية لثوثيق التواريخ ومواصلة عملي وبالفعل شاركت في جنازته وحصلت على صورته ومن وقتها قلت في قرارة نفسي "لن أفوت جنازة الا وأشارك فيها و أصبحت أعداد الشهداء يتزايد يوم تلو الأخر،
ومن يومها وأنا أشارك في تشييع جثماين الشهداء وأخذ صورهم وأجمع تفاصيل استشهادهم، لتبقى ذكراهم خالدة في ذاكرتي".
وأشار إلى أنه حفظ تفاصيل أكثر من 4000 آلاف شهيد استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى وحتى يومنا .
وللتأكد مما يقوله الشاب درويش اخدت مجموعة من صور الشهداء الذي يحتفظ بها بطريقة عشوائية وسألته عن الأسماء والتواريخ ومكان الاستشهاد وبالفعل لم يخطأ بأي صورة وكان بسردها بطريقة مذهلة .
وعن معاناة الشاب درويش في جمع تفاصيل الشهداء والمشاركة في تشييع جثامينهم، اوضح قاىلا "زمن الاحتلال وقبل انسحابهم و خلال فترة تنقله أثناء مشاركته في جنازة الشهداء عانى من الحواجز العسكرية على طول الطرقات والشوارع لساعات طويلة .
وتابع : " كنت أستيقظ من الصباح الباكر حتى لا تعيقني حواجز الاحتلال التي كانت منصوبة عند كل مدخل من مداخل المحافظات".
وبيّن أن موهبته هذه حظيت بانتشار واسع بين الناس والجميع كانوا من الداعمين له، حيث كان يتم استدعائه في احتفالات تأبين الشهداء ويتم تكريمه على عمله هذا.
و تمنى الشاب درويش من نشطاء مواقع التواصل زيارة موقعه على الفيس والبحث والتعليق على الصور التي ينشرها".