احيت فعاليات فلسطينية، يوم السبت، الذكرى 46 ليوم الأرض في كل من قطاع غزة والنقب داخل الخط الأخضر، بمشاركة جماهيرية واسعة، ضمن مهرجانات خطابية دعت إليها "الهيئة الوطنية لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني في الداخل" و"لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية".
وشاركت جماهير غفيرة بمهرجان نظمته "الهيئة الوطنية" على أرض مخيم ملكة شرق محافظة غزة، فيما افتتح المئات ، صباح اليوم ، باكورة فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض بزراعة الأشجار في قرية العراقيب "مسلوبة الاعتراف" داخل الخط الأخضر، والتي هدمتها القوات الإسرائيلية للمرة 199 على التوالي وفي قرية سعوة في النقب.
أبو رمضان: "نقف اليوم موحدين في وجه محاولات الاحتلال تهويد أراضنا"
في غزة، قال رئيس "الهيئة الوطنية الشعب الفلسطيني في الداخل" محسن أبو رمضان في كلمة خلال المهرجان:" نطلق اليوم فعاليات إحياء يوم الأرض في غزة"، مشيرا إلى أن "قطاع غزة يؤكد اليوم وقوفه في مواجهة التطهير العرقي والعنصرية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا."
واضاف "نقف اليوم موحدين في وجه محاولات الاحتلال تهويد أراضي النقب، لنرفض التمييز العرقي الصهيوني في القدس والداخل المحتل، ونؤكد استمرارنا في الكفاح المسلح والتمسك بالأرض والصمود في وجه الاحتلال.. وحدتنا الميدانية وإنهاء الانقسام رسالة واضحة في مواجهة الاحتلال".
البطش: لن يغلق هذا الملف دون استعادة حقنا المشروع
بدوره، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية خالد البطش: "نحيي شعبنا في الداخل المحتل في ذكرى يوم الأرض، ونؤكد أن سيف القدس لن يغمد وسيبقى مشرعا لحماية أهلنا في النقب والشيخ جراح وكل أماكن تواجده".
وأكد البطش مجددا على أن" قضيتنا والصراع مع المحتل مفتوح، ولن يغلق هذا الملف دون استعادة حقنا المشروع"، مشيرا إلى أن" الموازين الدولية اليوم بدأت بالتغيّر لصالح قضيتنا باستمرار مقاومتنا."
وشدد على "أننا مستمرون في مشروعنا لنيل الحرية والكرامة وتحرير الوطن وعودة اللاجئين"، مبينا أن "شعبنا في النقب يمثل قلب الصراع في هذا المشروع، ونحن في غزة سنواصل الدعم والاسناد بكل الأدوات، والمقاومة جاهزة مجددا لأن تقول كلمتها إذا ما اعتدى الاحتلال على الشيخ جراح."
وفي كلمة الوجهاء والعشائر الفلسطينية في قطاع غزة قال متحدث : "نقول لشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل إن بقاءكم متجذرين هو انتصار لكم ولنا فاصمدوا، ووقوفنا إلى جانبكم ليس منة أو ديّن إنما هو واجب وطني وفريضة شرعية".
وأضاف "نقول للشعوب العربية والإسلامية إن أرض فلسطين أرض وقف عربي وإسلامي للمسلمين وأمانة في أعناقكم".
وتابع "نقول للعدو الصهيوني، إننا أعلنا التحدي والمقاومة عندي وسنعلمك أيهم جدير بالتحدي، ونحن الذين سيقف أمامكم في كل منعطف".
وقال " لن نرحل عن السبع ولا اسدود ولا روابي النقب مهما طال عذابنا".
وفي العراقيب بالنقب، بدأت الفعاليات بمشاركة من أهالي الداخل الفلسطيني، في زراعة الأشجار دعمًا لصمود أهالي القرية على أرضهم التي تتعرض للهدم والتهجير المتكرر من قبل السلطات الإسرائيلية.
ووصلت حشود غفيرة من أهالي الداخل إلى قرية العراقيب، حيث هتف المشاركون بشعارات مناصرة للقضية الفلسطينية وتدعو لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه والدفاع عنها بكافة الوسائل والصمود أمام الاحتلال ا.
وقال الشيخ أسامة العقبي إن "هذه الفعالية هي إحدى الفعاليات الرئيسية والمركزية التي أعلنت عنها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والتي جاءت دعوة لكل الفلسطينيين في النقب وأراضي48 للمشاركة في فعاليات يوم الأرض على أرض العراقيب."
وتابع العقبي، "كل الأهالي في النقب والداخل توجهوا إلى أرض العراقيب لزرع الزيتون على مقبرة بني عقبى.. هذه الأرض هي عبارة عن طابو يوم هجرت العائلة.. اليوم عدنا إلى أرضنا لنزرع الزيتون ونرمم هذه المقبرة"
وانطلق المشاركون في الفعاليات في مسيرة مشيًا على الأقدام جابت أرض العراقيب، وتوجهوا لاحقًا إلى المقبرة وباشروا بنبش الأرض تمهيدًا لزراعتها بأشجار الزيتون.
وشاركت جماهير غفيرة في مراسيم إحياء ذكرى الـ46 ليوم والأرض التي أقيمت في قرية سعوة في النقب.
وتضمنت مراسيم إحياء الذكرى التي شاركت بها مختلف القيادات والفعاليات السياسية والحزبية والشعبية والقوى الوطنية في الداخل، زرع أشتال الزيتون في أراضي سعوة والأطرش التي تم تجريفها وحرثها قبل عدة أشهر من قبل السلطات الإسرائيلية.
وشملت فعاليات المهرجان الذي دعت إليه "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" تحت عنوان "صامدون في النقب"، فقرات فنية وأناشيد وطنية وكلمات لعدد من قيادات الأحزاب والفعاليات الجماهيرية.
بركة: جئنا إلى هنا تأكيدا على أهمية تواجدنا في النقب والدفاع عنه
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل محمد بركة في كملة بثت عبر الفيديو في غزة:" جئنا إلى هنا تأكيدا على أهمية تواجدنا في النقب والدفاع عنه."
وأضاف :" نحذر الاحتلال من أي عدوان على شعبنا في شهر رمضان (..) الاحتلال يريد كسر إرادة أهل النقب لكنهم لن يفلحوا في ذلك."
وتابع :" قادرون على التصدي لكل محاولات الاحتلال المساس بأرضنا ومقدساتنا(..) شعبنا سيبقى موحدا في مواجهة الاحتلال."
وقال بركة :" العدوان الصهيوني ضد القدس يطال الإنسان والمقدسات و الاحتلال يخطط لاقتحامات الأقصى ما يؤدي لإشعال المنطقة."
وحذر بركة الاحتلال من تنفيذ مخططاته في رمضان تجاه المسجد الأقصى وقال " نؤكد على وحدة شعبنا وكفاحه في وجه مخططات الاحتلال في القدس."
وشدد " الاحتلال يهدم مبنى في النقب كل 6 ساعات ما يدلل على إجرامه."
إلى ذلك، أكد بركة على أنه "لا يوجد أي مبرر لإبقاء الانقسام الفلسطيني (..) الوحدة الفلسطينية هي المدخل الأساسي لمواجهة المحتل."
وقال :" النقب سينتصر دفاعا عن الأرض والهوية".
وأكدت القيادات والجماهير رفضها لمخططات مصادرة الأراضي والمشاريع الاستيطانية التي تحركها الحكومة الإسرائيلية، وشددت على ضرورة مواصلة النضال الشعبي للتصدي للمخططات السلطوية التي تستهدف الوجود العربي في النقب ومصادرة نحو 800 ألف دونم التي تعتبر آخر ما تبقى من أرض لعرب النقب.
وأجمع المتحدثون على أن ذكرى يوم الأرض تحل هذا العام وسط تصعيد وهجمة سلطوية شرسة على الأراضي العربية في النقب، لتفرض حصارا أشد على البلدات العربية غير المعترف بها، في حين تقرر الحكومة إقامة 12 مستوطنة على الأراضي العربية، ومن بينها مدينة للمتدينين الحريديم، قادرة على استيعاب 120 ألف شخص، إضافة إلى مراكز تجارية ومرافق عمل.
وحذروا من تمادي الحكومة الإسرائيلية من مخططات التهويد والاستيطان على حساب الوجود العربي في النقب، مشددين على استمرار مسيرة النضال وعدم التراجع رغم محاولات الترويع والترهيب التي تعتمدها المؤسسة الإسرائيلية من خلال مواصلة الاعتقالات للشبان والناشطين من النقب إلى جانب إخضاع العديد من السكان والأهالي وأصحاب الأراضي.
وحذرت القيادات والجماهير من تمادي السلطات الإسرائيلية من مخطط التهجير والاقتلاع وفرض مخطط اعتراف وهمي لبعض القرى، لتهجير السكان وتجميعهم على أقل مساحة من الأرض.
وشدد المشاركون على أن قضية الأرض والمسكن، تقف على رأس أولويات قضايا المجتمع العربي وتعتبر أبرز القضايا الحارقة التي تعكس معركة الوجود إلى جانب القضايا الملحة الأخرى.
ويصادف الثلاثين من آذار كل عام، ذكرى يوم الأرض، الذي جاء بعد الهبة الجماهيرية بأراضي داخل الخط الخضر ، ضد جرائم الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء السلطات الإسرائيلية على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
"صامدون في #النقب": جماهير غفيرة تشارك في إحياء الذكرى الـ46 لـ #يوم_الأرض https://t.co/7hJH6bWqlx pic.twitter.com/A6odiUqMyM
— موقع عرب 48 (@arab48website) March 26, 2022