بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الآونة الأخيرة، وقد أثر ذلك بشكل فوري وسريع للغاية على إرتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث تجاوز سعر البرميل أكثر من 104 دولار في الفترة الحالية مع تزايد المخاوف من تأثير هذه الأزمة على الإمدادات في كافة أنحاء العالم، مما جعل الكثير يتساءلون حول مدى تأثير هذه الأزمة على استمرار ارتفاع أسعار النفط وهل تنخفض أما لا خلال الفترات القادمة، ولذلك نقدم لكم هذا المقال الشامل لعرض حجم تأثير أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا على ارتفاع أسعار النفط.
تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على أرتفاع أسعار النفط
قفزت أسعار النفط خلال هذه الأزمة بدرجة عالية، كما شهدت الأسهم العالمية موجة بيعية لم تسبق من قبل، ومن أهم التأثيرات التي باتت ظاهرة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا على أرتفاع أسعار النفط ما يلي:-
-
وصل سعر خام برنت إلى أعلى مستوى له، حيث تجاوز 97.76 دولارا للبرميل الواحد، ومن المحتمل أن فرض العقوبات على موسكو ينتج عنها الكثير من الأضرار في إمدادات الطاقة التي تتسبب في تعثر النمو الاقتصادي.
- تم إغلاق أسواق الأسهم الآسيوية بشكل منخفض للغاية، كما أن أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية استعدت لحدوث المزيد من الخسائر، وخاصة بعد إرسال روسيا بعض القوات الخاصة بها إلى شرق أوكرانيا والسيطرة عليها.
- قامت بريطانيا وبعض دول الحلفاء الغربيين بتهديد روسيا بفرض العقوبات الشديدة عليها لأنها تعتبر أكبر مصدر للنفط من بعد المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى أنها أكبر منتج للغاز الطبيعي على مستوى العالم.
- دفع روسيا إلى إمداد كميات قليلة سواء كان من الغاز الطبيعي أو من النفط الخام مما سيعود بالآثار السلبية على الاقتصاد العالمي، ونقص الاستثمارات في النفط.
- تم إغلاق مؤشر نيكاي الياباني 225 بشكل منخفض حيث وصل إلى نسبة 1.7%، كما أنخفض مؤشر شنغهاي المركب أيضاً بقيمة 1%.
وعلى الرغم من إرتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وتحسباً لمخاطر انخفاض الإمدادات، فقد لا يوجد حتى وقتنا هذا أي إنخفاض أو أنقطاع في صادرات النفط الروسي، ولكن فرض الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعض العقوبات والتي كان من ضمنها طرد معظم البنوك المحلية من نظام سويفت الذي أثر بشكل غير مباشر على النفط وأرتفاع أسعاره، كما أن النفط الروسي إذا إنخفض معدل صادراته لأي سبب من الأسباب سترتفع أسعار النفط بشكل كبير للغاية حتى تعمل كافة دول الخليج على زيادة إنتاجها بشكل يتناسب مع هذه الزيادة خلال الفترة القادمة.
أسعار النفط والركود الاقتصادي
يؤثر ارتفاع أسعار النفط في حدوث الكثير من المشكلات لكلاً من الدول الفقيرة والدول الغنية، حيث أنه في الحقيقة لا تستفيد بعض الدول النفطية من الارتفاع الذي حدث في إيرادات النفط خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب أن أغلب هذه الإيرادات ستخرج كنوع من أنواع الإعانات لمساعدة المواطنين لمقاومة آثار التضخم الناتج من هذه الأزمة، فإذا قامت روسيا باحتلال أوكرانيا بشكل كامل سيزداد الوضوء سوء في كافة المجالات، كما يوجد تخوف شديد من هبوط الإنفاق الاستثماري العالمي وانخفاض الإنفاق الحكومي نتيجة وجود الحرب بأوكرانيا بالإضافة إلى زيادة أسعار الفائدة وارتفاع سعر الدولار، كل هذه الأمور قد تتسبب في حدوث ركود اقتصادي وهو أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الاقتصاد، حيث سيقل الطلب على النفط ويتأثر النمو المتوقع للطلب العالمي على النفط نتيجة للانفتاح الاقتصادي.
وعلى حسب ما أثبتت التحليلات الأولية أن الطلب على النفط سينمو بمقدار 1.5 مليون برميل بشكل يومي بدلاً من وصوله إلى 3.5 مليون برميل يومياً في عام 2022، وقد يؤدي ذلك الإنخفاض في طلب النفط إلى انخفاض سعره، ولا يمكن توقع أن دول "أوبك+" تعمل على تخفيض إنتاجها إلا إذا تبين وجود إرتفاع في نسبة المخزون لديها بشكل كبير، أما في حالة تدهور كلاً من الوضع الاقتصادي والسياسي عالمياً فأنه من الوارد أن يستعيد الجمهوريين التحكم على مجلس الشيوخ الأمريكي مما ينهي مرحلة الركود الأقتصادي ويزيد من فرصة طلب النفط ويعود ذلك إلى أن الحكومة الأمريكية قد تكون مربطة لأن مجلس الشيوخ سيعمل بكل قوة لوقف ما يرغب به بايدن، كما أن بايدن سيقوم بإستخدام الفيتو لأى قانون يصدره مجلس الشيوخ، وقد أثبتت الحقائق التاريخية السابقة أنه في كل مرة تقاسم الديمقراطيون والجمهوريون السلطة انتعش الاقتصاد بشكل كبير.