قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن تصريحاته بأنه لا يمكن للرئيس الروسي فلاديمر بوتين "البقاء في السلطة"، كانت تعبر عن "غضب شخصي"، وليس عن السياسة الأميركية.
وأضاف بايدن خلال تصريحات للصحافيين في البيت الابيض، أن الحديث الذي أدلى به خلال زيارته للعاصمة البولندية وارسو بشأن بضرورة عزل الرئيس بوتين من السلطة يعكس "غضبه الأخلاقي، وليس تحولاً في سياسة الإدارة الأميركية".
وتابع : "لن أتراجع عن أي شيء.. أريد أن أوضح أنني لم أكن حينها ولا الآن أتحدث عن تغيير في السياسة.. كنت أعبّر عن غضب أشعر به من الناحية الأخلاقية.. ولم أقدم اعتذارات عن مشاعري الشخصية".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان التعليق سيثير رداً سلبياً من بوتين، قال بايدن: "لا يهمني ما يفكر فيه.. سوف يفعل ما سيفعله".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه زار للتو عائلات نزحت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت أصداء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن ترددت في كافة أنحاء العالم، ما دفع إدارته للإسراع إلى توضيح أنه لم يكن يقصد ذلك، من أجل تجنب إرباك جهود واشنطن لحشد جبهة موحدة بشأن النزاع في أوكرانيا.
ولم يتأخر البيت الأبيض في التدخل، وأوضح بعد دقائق من انتهاء الخطاب أن بايدن لم يدع إلى "تغيير النظام" في روسيا. وعندما سأله صحافيون، الأحد، عما إذا كان ذلك قصده، أجاب الرئيس "لا".
لكن تعليقات بايدن التي سبقها بساعات وصفه لبوتين بأنه "جزّار"، أثارت غضباً متوقعاً من موسكو، وخلّفت دهشة في الدول الحليفة، وجعلت مستشاريه في حال تأهب قصوى لتهدئة الانتقادات.
وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن عبارات كهذه يمكن أن "تُصعّد" النزاع الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي لاحتوائه، وأن تقوّض الجهود الغربية لمساعدة الأوكرانيين المنكوبين.
وانضم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور القدس، إلى المسؤولين الذين نفوا بشدة أن يكون بايدن قد دعا إلى الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بلينكن إن ما قصده بايدن هو أنه "لا يمكن السماح لبوتين بشن حرب أو الانخراط في عدوان على أوكرانيا أو أية جهة أخرى".
ويعرف بايدن منذ عقود بارتكابه كثيراً من زلات اللسان، وقد تسابقت صحف سابقاً على وضع قوائم بـ"أهم 10 زلات لسان له على الإطلاق"، واعتبر السيناتور جيم ريش الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن الرئيس أطلق مرة أخرى النار على قدمه.