مسؤولون أمنيون إسرائيليون: عمليتا بئر السبع والخضيرة تؤكدان إخفاق الشاباك
مددت محكمة الصلح الإسرائيلية في عكا، يوم الثلاثاء، اعتقال 12 شخصا من أم الفحم ومنطقة وادي عارة وسخنين والناصرة، بشبهة تأييد تنظيم "داعش".
وذكر موقع "عرب 48"، بأن المحكمة مددت اعتقال المشتبه بهم لغاية يوم 6 آذار/مارس المقبل، كما منعتهم من لقاء طاقم الدفاع.
ونسبت النيابة العامة إلى المعتقلين عدة شبهات بينها الانتماء إلى منظمات غير قانونية والتآمر للقيام بعملية إرهابية والانضمام إلى تنظيمات معادية.
وأفاد الموقع المتابع لشؤون فلسطينيي الداخل، أن طاقم الدفاع سيقدم استئنافا على قرار المحكمة بمنع المعتقلين من لقاء محاميهم.
يذكر أن الاعتقالات جاءت عقب عملية الخضيرة التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة 10 من عناصر الأمن، واستمرارا لحملة الاعتقالات التي شرعت بها أجهزة الأمنية الإسرائيلية، فجر الإثنين، في أم الفحم وطالت 5 أشخاص تم تمديد اعتقالهم بعدة أيام، وكذلك، اعتقال شاب من النقب بشبهة تأييد "داعش".
وتركزت حملة الاعتقالات في منطقة المثلث الشمالي، كما شملت مداهمات واقتحامات في العديد من البلدات العربية في النقب والمثلث والجليل، حيث تم مداهمة العديد من المنازل وتفتيشها، وإخضاع شبان وأفراد عائلات لتحقيقات ميدانية واستجوابات.
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، يوجد 80 إلى 100 شخص من العرب في إسرائيل، تزعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنهم اعتقلوا وجرى إدانتهم بتأييد تنظيم "داعش"، أو خططوا للسفر إلى سورية بغية الانضمام للتنظيم.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى حاليون وسابقون إن عمليتي الخضيرة، أول من أمس، وبئر السبع، الأسبوع الماضي، سببهما إخفاق مخابراتي وعملياتي في جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي فشل في رصد مواطنين عرب يتماثلون مع "منظمات إرهابية"، وأن المستوى السياسي لا يلزم الشاباك بالضلوع في تتبع "الجريمة القومية" في المجتمع العربي، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" اليوم .
وادعى المسؤولون الأمنيون أن الشاباك يمتنع عن مراقبة وملاحقة ناشطين وطنيين عربا، ولا يحقق بشكل لائق في إخفاقاته. وتابعوا أنه "في الشاباك يخشون من الدخول ومعالجة الإرهاب الذي ينفذه مواطنون إسرائيليون، ومن بين أسباب ذلك أنهم يدركون أن هذا سيكون صعب جدا وقد يضعف سمعتهم".
وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن "بحوزة الشاباك أدوات تكنولوجية من الأكثر تقدما في العالم وأدوات شديدة العدوانية التي يستخدمها ضد الفلسطينيين، ويمتلك المصادقة القانونية أيضا لاستخدامها. ولا يمكنه استخدام هذه الأدوات ضد مواطنين إسرائيليين". واعتبر أنه "يكفي رؤية كيف صمت ثلاثة أولاد اشتبهوا بالقتل في قرية دوما خلال تحقيقات الشاباك، وبعد أن منحوا المحققين تصريحا بالضرب والتعذيب نجحوا باستخراج رواية منهم".
وأشار مسؤول أمني آخر إلى أن الشاباك لم يتوقع الهبة الشعبية، في أيار/مايو الماضي، التي جاءت في أعقاب قمع الشرطة الإسرائيلية بشكل وحشي لاحتجاجات في القدس ضد استفزازات المستوطنين والعدوان على غزة. وزعم أنه "كيف لم يعرف جهاز هذه غايته القول إن 20% من الجمهور العربي سيخرج إلى الشوارع، وأنه يعتزم تنفيذ هجمات على اليهود في اللد، ويطلقون النار على بيوت يهود في الرملة، وأنهم سينفذون اعتداءات في بات يام وعكا".
وتابع أنه "كنا قريبون جدا من حرب أهلية، لكن لم يتحدث أحد مع الشاباك ولم يطلب منه استعراض الإخفاقات ورؤية كيف حققوا في هذا الحدث. ولم يفسر الشاباك حتى اليوم في أي هيئة أمنية رفيعة كيف حدث أن عرب إسرائيل خرجوا إلى احتجاج عنيف. وبالنسبة للشاباك، فإن مسؤوليته عن نتائج الحملة انتهت عندما تم إحراق البرميل الأول في اللد".
وتطرق مسؤول أمني آخر إلى قيام عامل في منزل وزير الجيش، بيني غانتس، بعرض معلومات على قراصنة إنترنت إيرانيين. وقال إن "الجهاز المسؤول عن إحباط التجسس لا يعلم أنه في بيت وزير الجيش، الشخصية الأكثر حساسية بعد رئيس الحكومة، عامل مجرم أرسل صورا إلى المخابرات الإيرانية".
وادعى ضباط كبار في الشرطة الإسرائيلية أن لا توجد مراقبة على مواطنين ضالعين في أنشطة قومية. وأضاف أن "الشاباك يعرف كيف يعمل، وبمقدوره مواجهة مخربين يحملون مواطنة إسرائيلية، لكنه لم يتخذ قرارا بهذا الخصوص".
وقال مستشار سابق للشؤون العربية في أحد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن "الشاباك فشل في فهم مخربين من المجتمع البدوي، وذلك لعدة أسباب بينها أنه لا يفهم طبيعة هؤلاء السكان اليوم. فقسم كبير من البدو يتزوجون من رجل أو امرأة من غزة أو الضفة. ويتزوجون أحيانا من عدة نساء والأولاد يسكنون معهم في البلدات نفسها. وهذه مجموعة سكانية كبيرة جدا، وتشبعت بالكراهية لإسرائيل في المدارس والشارع والقتال مقابل الجيش الإسرائيلي، وما يهمهم هو الانتقام".
وحسب الصحيفة، فإن الشاباك يجري تغييرات في بنيته وفي المسؤوليات الملقاة على أقسامه "المسؤولة عن إحباط تهديدات إرهابية في جميع أنحاء الخط الأخضر". وقرر هذه التغييرات رئيس الشاباك الجديد، رونين بار.
وبموجب هذه التغييرات، يجري تشكيل شعبة "حلبة إسرائيل"، التي ستحل مكان "لواء الشمال" في الشاباك، وسيكون المجتمع العربي كله ضمن مسؤولية الشعبة ومسؤولية إحباط الإرهاب اليهودي. وستتحول شعبة "إسرائيل والأجانب" إلى شعبة أمن وقائي لإحباط التجسس.