أطلق صندوق الاستثمار الفلسطيني والاتحاد الأوروبي برنامج منح القدس للطاقة الخضراء والاستدامة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والهادف إلى تقديم منح للمشاريع العاملة في مختلف القطاعات، والتي تثبت قدرتها على استخدام التمويل بطريقة تخدم مصالحها التجارية من ناحية، وتركّز على استخدام معدات وآلات صديقة للبيئة، أو التوسع في إنتاج طاقة متجددة.
وقال الدكتور محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني: " إننا فخورون بإطلاق هذا البرنامج الذي يُعتبر استكمالاً للتعاون المشترك بين الصندوق والاتحاد الأوروبي لدعم اقتصاد القدس، ويهدف إلى تعزيز قطاع المشاريع الصديقة للبيئة في القدس، وتشجيع المشاريع البيئية والعاملة في مجال الطاقة. ويأتي بعد النجاح الذي حققه برنامج منح القدس لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمرحلتيه الأولى والثانية والذي استفاد منه 75 منشأةٍ ومشروع في المدينة وأدى إلى ضخ مبلغٍ إجمالي وصل إلى 7 ملايين يورو ساهمت في خلق والحفاظ على أكثر من 650 فرصة عمل. ".
ويطلق برنامج منح القدس للطاقة الخضراء والاستدامة بتمويل مشترَك بين صندوق الاستثمار والاتحاد الأوروبي بحجم يبلغ 2.4 مليون يورو، وسيؤدي إلى ضخ مبلغٍ مماثل من المستفيدين في الاقتصاد المقدسي حيث تم تصميمه على نموذج برامج التعاون السابقة بين الطرفين والقائمة على مبدأ "المنح المماثلة" أي أن المستفيدين يقومون باستثمار مبالغ إضافية من طرفهم. ويصل الحدّ الأعلى للمنحة التمويلية إلى 100 ألف دولار لكل مشروع، ومن المُتوقّع دعم حوالي 30-35 مشروعاً، وتوفير ما يقارب من 110 فرص عمل مباشرة خلال فترة التنفيذ والبالغة 3 سنوات".
وأكّد الدكتور مصطفى على أن البرنامج يندرج ضمن استراتيجية الصندوق الهادفة إلى دعم مدينة القدس، وذلك من خلال محفظةٍ استثمارية متميزة في المدينة المقدسة تغطي قطاعات السياحة والعقار والمشاريع الصغيرة، من خلال مجموعة متنوعة من المشاريع تساهم في تمكين أهلها وتفعيل القطاعات الاقتصادية الحيوية فيها، وتوفير فرص العمل، وتعزيز الأهمية السياحية والاقتصادية والوطنية لها.
يذكر أن المنشآت والمؤسسات العاملة في مدينة القدس تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، خاصة في ظل التعقيدات والتحديات التي تفرضها إجراءات الاحتلال الإسرائيلي. ويقدم هذا البرنامج حلولاً ستساعد هذه المنشآت والمؤسسات من ناحية الترشيد في استهلاك الطاقة ما سينعكس إيجاباً على أوضاعها المالية، ومن ناحيةٍ أخرى يساهم في تحقيق الأثر البيئي الإيجابي.
من جهته، صرح ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس، سفن كون فون برغسدورف: "لقد مرت ثماني سنوات على بدء هذه الشراكة الناجحة مع مؤسسة فلسطين للتنمية. غيّرت هذه الشراكة وبشكل إيجابي حياة العديد من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية، وقد شهدنا خلال هذه الأعوام نمو الأعمال التجارية للمستفيدين، وتزايد فرص العمل لجيل الشباب في المدينة، ورأينا النساء تأخذن زمام المبادرة في سوق العمل، والكثير من قصص النجاح. ما نريد أن نستمر بدعم الفلسطينيين لتحقيقه في القدس الشرقية هو بناء الصمود والحفاظ على الهوية الفلسطينية في المدينة. نحن ملتزمون اتجاه دعم الفلسطينيين للعيش في ازدهار وأمن وسلام في القدس الشرقية وفي جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأشار فادوي الدويك، مدير عام صندوق الاستثمار الفلسطيني إلى "أن البرنامج يستهدف كذلك المؤسسات غير الربحية في القدس، والمستعدة للاستثمار في حلول فعّالة للطاقة والتي من شأنها أن تخلق استدامة للعمل، وتقلّل من تكاليف الطاقة المستهلَكة، ويكون لدعمها أثر واضح على المجتمع المحلي الذي تعمل به. بالإضافة إلى ذلك، فإنه بالإمكان توسيع البرنامج في المستقبَل وتطبيقه في محافظات أخرى نظراً للأثر المُتوقّع له في مدينة القدس، وبعد النجاح الذي حققته برامج تمويل المشاريع الصغيرة التي ينفذها الصندوق في المدينة".