دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ في حدود الساعة السابعة من مساء السبت، وسط تفاؤل حذر من قبل اليمنيين وترحيب داخلي ودولي وإقليمي.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ "بدأت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم. بدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برا وجوا وبحرا".
وأكد المبعوث الأممي أن "نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة، بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة".
وبحسب البيان "تتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع".
وقالت وكالة الأناضول إن الهدوء ساد مختلف الجبهات خلال الساعات الماضية، حيث لم يتم الإعلان عن أي مواجهات أو غارات جوية.
وتكثفت الجهود في الأيام الأخيرة حيث التقى غروندبرغ الخميس ممثلين للحوثيين في سلطنة عمان، إضافة إلى سلسلة لقاءات أجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في الرياض.
وتزامن الإعلان عن الهدنة مع نقاشات بين بعض أطراف النزاع في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين.
ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات، قدّم الحوثيون الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى.
وإثر ذلك، أعلن التحالف -الذي بدأ تدخله باليمن في مارس/آذار 2015- أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان.
وقال غروندبرغ، في بيان الجمعة، "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقا".
وأضاف أن "الأطراف اتفقوا أيضا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وشكر غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه "بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق". واعتبر أن "الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل".
ترحيب دولي
وإضافة إلى بريطانيا وفرنسا، رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة بالهدنة ووصفها بأنها "متنفس انتظره الشعب اليمني طويلا"، لكنه اعتبرها "غير كافية".
وقال بايدن في بيان "هذه خطوات مهمة لكنها غير كافية، يجب التزام وقف إطلاق النار. وكما قلت سابقا، من الضروري إنهاء هذه الحرب".
كما رحب المجلس النرويجي للاجئين بالخطوة وقال "نأمل حقا أن تكون هذه بداية فصل جديد، يعطي اليمنيين فرصة للوقوف على أقدامهم مرة أخرى بسلام واستقرار".
ولقيت الهدنة أيضا ترحيبا من التحالف العسكري بقيادة السعودية. كما رحبت الحكومة اليمنية والحوثيون بإعلان الهدنة كذلك.
وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة "نرحب بإعلان هدنة إنسانية بموجبها تتوقف العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة".
كما غرد المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع "نعلن دخول الهدنة الإنسانية والعسكرية حيز التنفيذ والتزامنا بالوقف الشامل للعمليات العسكرية طالما التزم الطرف الآخر بذلك".
تفاؤل حذر
وبالنسبة لليمنيين، يمثل إعلان الهدنة بارقة أمل، لكنها لقيت ترحيبا حذرا من السكان في مدن مختلفة قبل بدء سريانها اليوم السبت.
وفي صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أكد علي يحيى أن هذه "بادرة خير" معربا عن أمله "في استمرار الهدنة من أجل وقف نزيف الدم وإيقاف المشاكل".
وفي مدينة الحديدة الساحلية (غرب) الخاضعة أيضا لسيطرة الحوثيين، قالت أسماء زيد (21 عاما)، طالبة جامعية تعمل في محل تجاري، "هذه المرة أنا متفائلة، إعلان الهدنة يختلف عن كل مرة وقدومه مع شهر رمضان يعطينا أملا كبيرا".