أعلنت عضو الكنيست عن حزب "يمينا، عيديت سيلمان، يوم الأربعاء، الانسحاب من الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت، ما يعني عدم وجود أغلبية للائتلاف في الكنيست.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية، بأن عيديت قررت الاستقالة من منصبها من رئاسة وعضوية الائتلاف، وذلك بسبب خلافات وصفتها بـ"الأيديولوجية" مع شركاء بالحكومة من أحزاب اليسار الصهيوني، حيث تقدم استقالتها رسميا في وقت لاحق اليوم.
ويرجح أن ما سرع قرارها الاستقالة من الائتلاف، هو توجه وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، نحو السماح بإدخال المأكولات الـ"حاميتس" إلى المستشفيات في البلاد خلال عيد "الفصح العبري".
ونقلت وسائل إعلام عبري عن سيلمان قولها "حاولت الوحدة وعملت من أجل الائتلاف الحالي، لكنني لن أتمكن من تقديم يد المساعدة في الإضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعب إسرائيل".
وأضفت "الهوية اليهودية لدول إسرائيل، هي جوهر وجودنا هنا، المساس بذلك دون أي اعتبار للجمهور الذي أمثله، والقيم التي أومن بها، بمثابة خط أحمر بالنسبة لي".
وتابعت "أنتم لا تعرفون كل شي، كوني حاولت بهدوء. سأجمد عضويتي في الائتلاف وسأواصل محاولة إقناع أصدقائي بالعودة إلى معسكر اليمين وتشكيل حكومة يمينية. أعرف أنني لست الوحيدة على هذا النحو. يمكن تشكيل حكومة أخرى في هذا الكنيست".
يأتي قرار سيلمان الاستقالة من الائتلاف على خلفية أزمة الـ"حاميتس" مع وزير الصحة هوروفيتس، حيث حذرت من أنه لن يكون بمقدورها الاستمرار في الائتلاف الحكومي إذا شجع وسمح وزير الصحة إدخال المأكولات الـ"حاميتس" إلى المستشفيات الإسرائيليّة خلال أسبوع عيد "الفصح العبري ".
وذكرت وسائل الإعلام أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن على دراية بقرار سيلمان الاستقالة من منصبها، وعرف عن ذلك من خلال ما نشرته وسائل الإعلام التي نقلت عن مصدر مطلع في الائتلاف قولها إنه "على الرغم من عدم وجود أغلبية للائتلاف، فإن الحكومة قد تستمر حتى آذار/مارس 2023".
وحاول بينيت الاتصال بعضو الكنيست سيلمان والتواصل معها، لكن دون أن يتمكن من ذلك، حيث قرر إلغاء برنامج ومواعيده المقررة مسبقا من أجل المشاورات بشأن تداعيات قرار سيلمان على مستقبل الائتلاف الحكومي، ومن المتوقع أن يجتمع بشريكه وزير الخارجية، يائير لبيد.
ووجهت من داخل الائتلاف الحكومي، وخاصة من أحزاب اليسار الصهيوني انتقادات شديدة اللهجة لقرار سيلمان، وقال عضو الكنيست عن "ميرتس"، يائير غولان "قمة الانتهازية السياسية، ومن النوع الأدنى، لكن ليس بالضرورة تفكك الحكومة".
وقال وزير الرفاه مئير كوهين من حزب "يش عتيد" تعليقا على قرار سيلمان "يمكن أن يكون الأمر قد انتهى-بالإشارة إلى الائتلاف الحكومي-. لكن الوقت مبكر، نحتاج أن نرى. بلا شك أن الوضع أكثر تعقيدا. أقترح ألا نبدأ بنعي الحكومة. إعلان سيلمان هو دراماتيكي للغاية، ولم أكن أتوقعه".
وفي المقابل، رحب أعضاء كنيست من اليمين ومن أحزاب المعارضة بقرار سيلمان، وتوجهوا للمزيد من أعضاء الكنيست من معسكر اليمين وخاصة من حزب "يمينا" للانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بينيت.
ورحب رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو ووجه التحية إلى سيلمان، قائلا "أهلا بك في البيت، في المعسكر الوطني. وأدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للانضمام إلى عيديت والعودة إلى بيتنا، سيتم استقبالكم بكل الاحترام وبذراعين مفتوحين".
وقالت القناة 12 العبرية، بعد 10 أشهر من تشكيل حكومة بينيت، فإنها تخسر الأغلبية في الكنيست، ويبدو أنها تقترب من نهاية مسارها وانهيارها.
وأشارت إلى أن الأهمية الدراماتيكية أنه بمجرد أن يصبح لدى الائتلاف الحكومي 60 مقعدًا في الكنيست بدلًا من 61 بوجود سيلمان، فإنه لم يعد لديه أغلبية لتمرير أي قانون في الكنيست، وقد يحاول السعي يائسًا للحصول على دعم القائمة المشتركة، لكن هذا قد يدفع بمزيد من أعضاء أحزب اليمين في الحكومة لاتباع سيلمان.