عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) عن إدانته لمقتل مدنيين إسرائيليين مساء أمس الخميس، في عملية إطلاق نار وسط مدينة تل أبيب.
وأكد أبومازن في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعا إلى تحقيق الاستقرار، خصوصًا خلال شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية المقبلة."
وشدد أبومازن على خطورة استمرار الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والأعمال الاستفزازية لمجموعات المستوطنين المتطرفين في كل مكان.
وحذّر أبومازن من استغلال هذا الحادث المدان للقيام باعتداءات وردات فعل على شعبنا الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم.
وأشار أبومازن إلى أن دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر والسليم لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة.
الشعبيّة تنعى الشهيد رعد فتحي حازم
ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الشهيد رعد فتحي حازم (28 عامًا) ابن مُخيّم جنين الذي نفّذ عملية تل أبيب التي أدّت لمقتل اثنين من الإسرائيليين وإصابة آخرين بجراحٍ متفاوتة.
وأشادت الشعبيّة في بيانٍ لها "بالفدائي رعد الذي خاض حتى أنفاسه الأخيرة اشتباكًا مسلحًا مع جنود الاحتلال رافضًا الاستسلام إلى أن ارتقى شهيدًا"، مُؤكدةً أنّ "هذه العملية ما هي إلا تعبير وجزء من مقاومة شعبنا الشاملة لوجود الكيان الصهيوني العنصري الاستعماري على أرضنا، وسياساتِه وجرائمه وعدوانه المتواصل على شعبنا".
وعاهدت الشعبيّة الشهيد حازم بأن "تبقى ممسكةً بنهج وثقافة المقاومة، والتي جسّدها الشهيد في عمليته البطوليّة، على طريق نضالنا الطويل من أجل تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة والاستقلال".
ونعت حركة حماس الشهيد رعد فتحي حازم (29 عاما) من مخيم جنين "الذي ارتقى مقبلاً غير مدبر بعد عملية نوعية في تل أبيب.حسب ما ذكرت في بيان لها.
وقالت الحركة في بيان " نهئ مدينة جنين ومخيمها وعائلة حازم بارتقاء الشهيد، الذي أبى إلا أن يؤكد للاحتلال أن القدس والأقصى خط أحمر، مؤكدة أن أبطال جنين على العهد مع الله بالمضي في طريق المقاومة والتحرير."
ودعت الحركة "شبابنا وأبناء شعبنا إلى مواصلة المقاومة والمواجهة الشاملة ضد الاحتلال في كل المواقع، ولنحيل حواجزه التي يخنق بها مدننا بالضفة إلى كتل نار ملتهبة."
هنية يشيد بالعملية
وهاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والد الشهيد رعد زيدان حازم، حيث "هنأه وقدم له آيات الفخر والبطولة لاستشهاد نجله، مشيدًا بالبطولة العظيمة التي قام بها انتصارًا للقدس وللأقصى ولشهداء فلسطين."حسب بيان للحركة
وقال رئيس الحركة إن "رعد رفع هامات الشعب والأمة، وهو يلقى الله مقبلًا غير مدبر صائمًا قائمًا بالقسط وبالحق الخالد في فلسطين، وارتقى إلى العلا بعزة ليحوز أجر المجاهدين والصائمين والشهداء وحب الملايين من أبناء هذا الشعب والأمة الذين كانوا طوال الليل يتابعونه بالابتهال لله والدعاء له."
وأكد أن "هذه الدماء ستزهر نصرًا عظيمًا، ولن تذهب سدى، وستحفظ أسماء رعد وإخوانه كأسماء منيرة في سماء القدس والأقصى."
وأكدت الحركة أن" المسجد الأقصى المبارك الذي يتهدده الاحتلال ومستوطنوه بالتدنيس، سيحميه المرابطون وشعبنا والمقاومة بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة وثبات.."
حزب الشعب: المجد للشهداء، والاحتلال العنصري وحده يتحمل مسؤولية انعدام السلام والأمن
أكد حزب الشعب الفلسطيني إن استمرار أعمال القتل والاعتقال والعدوان التي تقوم بها دولة الاحتلال من خلال جرائمها اليومية بحق شعبنا الفلسطيني، علاوة على استمرار اقتحاماتها للقدس والمسجد الاقصى واستفزاز أبناء شعبنا بانتهاك حرمات الاماكن المقدسة، بالإضافة لإغلاق الافق السياسي واستمرار محاولات استبدال الحل السياسي القائم على تنفيذ قرارات الامم المتحدة بما يسمى بـ"التحسينات المعيشية وما يسمى بالتفاهمات واجراءات بناء الثقة"، مشيراً الى ان الاحتلال يتحمل وحده مسؤولية التصعيد العنصري المتواصل، وما يستتبعه من رفض ومقاومة وردود فلسطينية متنوعة الاشكال.
واعتبر الحزب في بيان صحفي، يوم الجمعة، ان محاولات تهميش القضية الفلسطينية واصرار الاحتلال على تجاهل حلها، لا يمكن لها إلا ان تعزز تمسك شعبنا بحقوقه كما لا يمكنها ان تأتي بالأمن للاحتلال، حيث ان الطريق الوحيد والاقصر لذلك هو تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الامم المتحدة بما يحقق السلام والأمن لشعبنا الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة.
وفي الوقت الذي تقدم فيه حزب الشعب الفلسطيني بأحر التعازي لأسرة الشهيد رعد فتحي حازم زيدان ولكل شهداء شعبنا، دعا الى تعزيز التكاتف والتلاحم الوطني وجدد دعوته مطالبه بسرعة إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة الاحتلال.
لجان المقاومة في فلسطين نعت الشهيد رعد فتحي زيدان حازم منفذ "عملية ديزنغوف وسط تل ابيب وقالت في بيان :" ستبقى جنين ومخيمها وقراها عنوان و أيقونة ورمز للفعل المقاوم وخزان الثورة الذي لا ينضب وشوكة في حلق العدو الصهيوني حتى زواله ."
ودعت لجان المقاومة "شعبنا الفلسطيني المقاوم وثواره الأحرار إلى المزيد من العمليات البطولية القوية والنوعية ضد العدو الصهيوني المجرم حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا ."
وقالت "القدس ومسجدها الأقصى دونهما المهج والأرواح وأي مساس أو تدنيس لهما من قبل العدو سيجد الرد المناسب على ذلك من ثوارنا و أبطالنا ."
مشعل يهنئ والدي الشهيد رعد حازم
هاتف رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل والدي الشهيد رعد حازم، مشيدا "ببطولته وبسالته في تنفيذ العملية البطولية في "تل أبيب " ليلة أمس."
وقال مشعل خلال المحادثة الهاتفية " نهنئ ذوي الشهيد رعد من مخيم جنين بهذه البطولة التي رفعت رأس شعبنا الفلسطيني وأمتنا، وجعلت "تل أبيب" تقف على رجل واحدة في ليلة كاملة، وأعجزت قوات العدو." كما قال
وأضاف مشعل أن "كل شعبنا وأمتنا فخورة بكم وبما قدمه نجلكم الشهيد رعد، وهذا الأثر العظيم الذي تركه استشهاده وشجاعته في شعبنا وأمتنا، وهو ما يؤكد ويعزز ثقتنا بالنصر وهزيمة العدو، وأن هذا الاحتلال إلى زوال قريب".
من جهته قال والد الشهيد (أبو رعد) خلال حديثه مع مشعل أنه "فخور بابنه وما قدمه، وأنه فدا لله والإسلام وفلسطين، وأن الله تعالى أعطاه ثمانية من الأبناء والبنات وقد أخذ واحدا منهم، ولله ما أعطى وله ما أخذ، وأقدّم ابني بكل نفس راضية."
وأوضح والد الشهيد أن "عائلته لاجئة من قرية شفا عمرو في الجليل الغربي شمال فلسطين، وتسكن في مخيم جنين للاجئين، وأنه وعائلته وأبناءه مع المقاومة حتى النصر والتحرير بإذن الله."
وأكد والد الشهيد لمشعل أن "تهديدات قيادة الاحتلال باعتقالي لا تخيفني، وأنني كنت وما زلت ابن قضية فلسطين ولن أتخلى عنها."
وأشاد مشعل في ختام الاتصال الهاتفي بوالدي الشهيد وعائلته وكلماتهم المؤمنة الواثقة، وقال "إن الشهيد رعد استمد هذه البركة والشجاعة من والديه ومعدنهم الأصيل".
عزمي الشيوخي : الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن مسلسل العنف والتصعيد
وقال امين عام اللجان الشعبية الفلسطينية القيادي الفتحاوي عزمي الشيوخي "ان الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن مسلسل العنف والتصعيد الناتج عن ارتفاع وتيرة جرائم الاحتلال وقطعان عصابات المستوطنين بحق ارضنا وشعبنا وقدسنا ومقدساتنا ."
واوضح في تعقيبه على عملية شارع ديزنغوف بعد قيام الاحتلال بتصفية الشهيد رعد فتحي حازم فجر الجمعة في يافا "ان الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وعن الدماء التي تنزف وان الدم يجر الى الدم والقتل يجر الى القتل وان الضغط يولد الانفجارات والعنف يولد العنفوان وينعش روح التحدي والتصدي والفداء والمواجهة والبطولة عند شعبنا العظيم الاعزل المرابط ."
واكد الشيوخي ان "الشهيد رعد فرض نظام منع التجول على تل الربيع واربك الاحتلال ."
واضاف ان "جرائم الاحتلال والاستيطان المستمرة والمتصاعدة ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا هي سبب التصعيد وردود الفعل العربية عليها ."
ونعت حركة فتح - إقليم جنين وكتائب شهداء الأقصى في المخيم الشهيد رعد فتحي حازم ، مؤكدة أن "العملية الفدائية رد طبيعي على جرائم الاحتلال الذي يمعن في قتل شعبنا".
وشددت على أن "إجرام الاحتلال وازدواجية معايير المجتمع الدولي تضع شعبنا في مسار المواجهة الحتمية".
و أعلنت المقاومة في مخيم جنين حالة الاستنفار بعد الإعلان أن منفذ عملية تل أبيب هو رعد فتحي زيدان حازم من سكان المخيم.
وتوجه المئات من أهالي مخيم جنين إلى منزل عائلة حازم في مسيرة حاشدة، فيما نعت كتائب شهداء الأقصى، الشهيد رعد، وقالت إنه أحد عناصرها.
وجاب المئات من أبناء وأهالي المخيم، شوارعه، وهم يرددون الهتافات التي تمجد الشهيد وعمليته، معبرين عن اعتزازهم به، قبل أن تحتشد المسيرة أمام منزل والد الشهيد في شارع مهيوب بالمخيم، حيث قدموا التهاني لوالده.
وألقى عطا أبو ارميلة أمين سر حركة فتح في جنين كلمة، نعى خلالها رعد، وقال إنه "نفذ عملية ردًا على جرائم الاحتلال واعتداءاته وقطعان مستوطنيه في الأقصى وفي كل مكان من فلسطين."
فيما ألقى والد الشهيد كلمة مؤثرة احتسب فيها ابنه البكر" شهيدًا في سبيل الله، وأرض وشعب فلسطين."
وقال الوالد: "أشعر بفخر و اعتزاز بابني الذي هو ابنكم، والذي رفض الخنوع والاستسلام، واختار درب الشهداء من أجل زوال هذا الاحتلال ومستوطنيه".
وعبر عن "اعتزازه برعد الذي حمل الراية وضحى من أجل فلسطين التي تستحق كل التضحية، و سخر من تهديدات الاحتلال بفرض العقوبات بحق شعبنا وإلغاء التسهيلات المزعومة"، وقال: "ابني قدم نفسه شهيدًا ليس من أجل التسهيلات، فهو كشعبنا يبحث عن الحرية و الاستقلال .. شعبنا يبحث عن أقصاه والصلاة في رحابه، والحرية لأطفاله، ولقمة عيش كريمة، لا تصريح مغمس بالذل".
ودعا والد حازم إلى "الوحدة ورص الصفوف"، وقال للمتحشدين: "أبشركم بأنكم ستشهدون التحرير و ما أراه اليوم أن مخيم جنين رأس الحربة لفلسطين التي هي رأس الحربة للأمة كلها"، داعيًا للصبر والتأني والصمود في تحمل هذه الأمانة حتى يتحقق وعد الله الصادق الذي بشر المؤمنين بالجنة.
أما خال الشهيد الأسير المحرر محمود السعدي، قال في كلمته "نعبر عن الأعتزاز ببطولاته وما قدمه من تضحيات على درب أخواله وأبناء المخيم الذين يؤكدون في ذكرى معركة مخيم جنين اليوم، أن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء وأن المعركة مستمرة حتى دحر الاحتلال".
هذا و تلقى والد الشهيد اتصالاً من ضابط اسرائيلي أبلغه بضرورة أن يقوم و أبناءه بتسليم أنفسهم.
يشار إلى الشهيد حازم كان خبيرًا في تقنيات الحاسوب والبرمجة، و هو من مواليد مخيم جنين و باكورة أبناء أسرته المكونة من 8 أفراد، وتعرض والده للمطاردة خلال انتفاضة الحجارة لدوره في قيادة حركة فتح والقيادة الموحدة للانتفاضة، واعتقل وقاد حركة فتح في سجن النقب الصحراوي، وبعد إقامة السلطة الوطنية، انضم لصفوفها حتى تقاعد برتبة عقيد.
يتبع...