كشف موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تفاصيل جديدة حول عملية تصفية منفذ هجوم "عملية اطلاق النار" في شارع ديزنغوف وسط تل أبيب والتي أدت لمقتل إسرائيليين وإصابة نحو 16 بجروح مختلفة.
وذكرت الموقع بأن 4 كيلو مترات تفصل بين مكان العملية في شارع ديزنغوف، والمكان الذي كان يتواجد فيه المنفذ رعد حازم من جنين، والذي تمكن من قطع هذه المسافة والانسحاب من مكان العملية سيرًا على الأقدام، وصولًا لساحة الساعة في مدينة يافا.
ووفقًا للموقع، فإن جهاز الشاباك تلقى خلال الليل مؤشرات إلى أن المنفذ كان يختبئ داخل أحد المساجد في يافا، وتوجهت قوة إلى وسط المدينة وبدأت عمليات البحث عنه.
وعند حوالي الساعة 5:30 فجرًا، رصد عنصران من وحدة العمليات التابعة للشاباك، حين دخولهما أحد المساجد، المنفذ على بعد 10 إلى 20 مترًا، وطلبوا منه التوقف وحين استدار نحوهما أدركا أنه المشتبه به، وطلبا منه الاستسلام، ورفع رعد حازم يديه، قبل أن يركض نحو سيارة متوقفة في المكان، ثم سحب مسدسه وأطلق 10 رصاصات قبل أن يرد عليه عناصر الشاباك بإطلاق النار بدقة ما أدى إلى قتله على الفور.كما ذكر الموقع
واي نت" يكشف تفاصيل عملية تصفية منفذ هجوم #ديزنغوف وسط #تل_ابيب #عاجل https://t.co/GjMftwqNm3 pic.twitter.com/ilVoMpqV7Z
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) April 8, 2022
وأشار الموقع إلى أن جهاز الشاباك وبمساعدة أجهزة الأمن لا زال يبحث عن مشتبه بهم قد يكونوا وفروا المساعدة للمنفذ على التخفي بعد فراره من وسط تل أبيب.
وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية، إن "الفرضية القائمة أن المنفذ كان يسعى لتقليد أسلوب نشأت ملحم منفذ عملية ديزنغوف في عام 2016 والتي أدت لمقتل إسرائيليين ثم انسحب من المكان واختفى لمدة أسبوع في وادي عارة قبل أن يتم معرفة مكانه ويشتبك مع قوة إسرائيلية ويقتل".
ووفقًا للمصدر نفسه، فإن الانتشار الكبير للقوات الإسرائيلية في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى) منعه من مغادرة المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن المنفذ كان على علم بمنطقة الهجوم، فهو انسحب عبر ممر بين مبنيين متجاورين ووصل إلى شارع صغير وحينه شاهد أحد المارة على بعد مترين وأطلق النار تجاهه إلى أنه لم يصبه، وثم سار جنوبًا واختفى.
فيما ادعت قناة 7 العبرية، أن هناك تقديرات بأحد أقارب المنفذ المتواجد في تل أبيب ساعده على تنفيذ العملية ويجري البحث عنه.
ووفقًا للقناة، فإن التقديرات تشير إلى أنه قبل العملية خرج من المسجد نفسه في يافا، ثم حاول العودة إليه بعد الهجوم.
وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك، فجر الجمعة، أنه قتل الفلسطيني الذي نفذ هجوم عملية إطلاق نار الليلة الماضية، وسط مدينة تل أبيب، وذكرت قناة "كان" الرسمية، بأن الشاب الفلسطيني الذي قتل، كان متحصنا داخل مسجد بمدينة يافا، المحاذية لتل أبيب.
وأشارت القناة إلى أن قوات مشتركة من "الشاباك" والشرطة، اشتبكت مع الشاب الفلسطيني، وهو من سكان الضفة الغربية، وأردته قتيلا.
وحسب التقارير العبرية، منفذ العملية هو الشاب رعد فتحي حازم (29 عاما) من مخيم جنين بالضفة الغربية، واغتيل في تبادل لإطلاق النار مع عناصر من وحدة يمام وجهاز الشاباك، فجر اليوم ، في مدينة يافا.
وتوجه المئات من أهالي مخيم جنين إلى منزل عائلة حازم في مسيرة حاشدة، فيما نعت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، الشاب رعد حازم، وقالت إنه أحد عناصرها.
وألقى عطا أبو ارميلة أمين سر حركة فتح في جنين كلمة، نعى خلالها رعد، وقال إنه "نفذ عملية ردًا على جرائم الاحتلال واعتداءاته وقطعان مستوطنيه في الأقصى وفي كل مكان من فلسطين."
فيما ألقى والد رعد حازم كلمة مؤثرة قال فيها " احتسب ابن البكر شهيدًا في سبيل الله، وأرض وشعب فلسطين."
وقال الوالد: "أشعر بفخر و اعتزاز بابني الذي هو ابنكم، والذي رفض الخنوع والاستسلام، واختار درب الشهداء من أجل زوال هذا الاحتلال ومستوطنيه".
وعبر عن "اعتزازه برعد الذي حمل الراية وضحى من أجل فلسطين التي تستحق كل التضحية، و سخر من تهديدات الاحتلال بفرض العقوبات بحق شعبنا وإلغاء التسهيلات المزعومة"، وقال: "ابني قدم نفسه شهيدًا ليس من أجل التسهيلات، فهو كشعبنا يبحث عن الحرية و الاستقلال .. شعبنا يبحث عن أقصاه والصلاة في رحابه، والحرية لأطفاله، ولقمة عيش كريمة، لا تصريح مغمس بالذل".
ودعا والد حازم إلى "الوحدة ورص الصفوف"، وقال للمتحشدين: "أبشركم بأنكم ستشهدون التحرير و ما أراه اليوم أن مخيم جنين رأس الحربة لفلسطين التي هي رأس الحربة للأمة كلها"، داعيًا للصبر والتأني والصمود في تحمل هذه الأمانة حتى يتحقق وعد الله الصادق الذي بشر المؤمنين بالجنة.
أما خال رعد الأسير المحرر محمود السعدي، قال في كلمته "نعبر عن الأعتزاز ببطولاته وما قدمه من تضحيات على درب أخواله وأبناء المخيم الذين يؤكدون في ذكرى معركة مخيم جنين اليوم، أن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء وأن المعركة مستمرة حتى دحر الاحتلال".
هذا و تلقى والد عد اتصالاً من ضابط اسرائيلي أبلغه بضرورة أن يقوم و أبناءه بتسليم أنفسهم.
يشار إلى الشاب رعد حازم كان خبيرًا في تقنيات الحاسوب والبرمجة، و هو من مواليد مخيم جنين و باكورة أبناء أسرته المكونة من 8 أفراد، وتعرض والده للمطاردة خلال انتفاضة الحجارة لدوره في قيادة حركة فتح والقيادة الموحدة للانتفاضة، واعتقل وقاد حركة فتح في سجن النقب الصحراوي، وبعد إقامة السلطة الوطنية، انضم لصفوفها حتى تقاعد برتبة عقيد.