شيعت جماهير فلسطينية غفيرة في محافظة جنين، جثمان الشهيد أحمد ناصر السعدي (21 عاما)، الذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، في مخيم جنين.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، وجاب شوارع المدينة ومخيمها، وردد المشيعون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق أبناء شعبنا.
ونددوا بالصمت الدولي على جرائم الاحتلال، مطالبين بتوفير الحماية الشعب الفلسطيني الذي يواجه القتل والاعتقال والإرهاب.
ووصل الموكب إلى منزل عائلة الشهيد، التي ألقت نظرة الوداع على جثمانه الطاهر، ومنه إلى مسجد مخيم جنين، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، قبل أن ينطلق في مسيرة حاشدة باتجاه مقبرة الشهداء في المخيم، حيث ووري الثرى هناك.
ونعى الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، طارق عز الدين، الشهيد أحمد السعدي الذي ارتقى صباح اليوم السبت خلال محاولته بالتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحامهم مخيم جنين.
وقال عز الدين في حديث صحفي" إن الأحداث الجارية في جنين هي محاولة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة وترميم صورتهم التي تزعزعت على أيدي أبطال العمليات الفدائية، وكان آخرهم رعد خازم."
وأضاف "حاول الاحتلال الإسرائيلي ترميم صورته، لكنه عاد يجر أذيال الهزيمة في مخيم جنين بعد فشله في اعتقال والد الشهيد رعد".
وأكد عز الدين على أن الاستمرار في التصعيد بجنين سيجر المنطقة إلى انفجار الأوضاع الأمنية، لأن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع إن الاحتلال الإسرائيلي يوغل في دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وينتهك المقدسات الدينية خاصة في شهر رمضان.
وتطرق عز الدين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبل شهر رفعه لوتيرة اقتحامات المستوطنين في المسجد الأقصى، وكان ذلك بمثابة إنذار تصعيد خطير من قبلهم، وفصائل المقاومة الفلسطينية قالت كلمتها بأنها لن تصمت أمام هذه الانتهاكات.
ووفقاً له، يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يوهم المجتمع الخارجي بسيطرته على الأوضاع الأمنية وعدم وجود نوايا بالتصعيد في الأراضي المحتلة، لكنه يستمر في الاعتداءات اليومية في ساحات المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية على أبناء الشعب الفلسطيني.
ولفت عز الدين إلى أن الجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني تنذر بالتصعيد الخطير للأوضاع الأمنية.
ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمن الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد عز الدين على أن حركته لن تبقى صامته أمام اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية ستستمر في الدفاع عن المقدسات الدينية، ويجب على إسرائيل أن تخشى نفاذ صبر المقاومة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي أمام مفترق طريق حقيقي، يحدده بذاته من خلال اختياره الاستمرار في التصعيد بالاعتداءات أو الهدوء.
وأشار عز الدين إلى أن حركته تدعم كافة أشكال المقاومة، "المقاومة الشعبية هي دعم وتكملة لدور المقاومة المسلحة، التي تعتبر الطريق الوحيد والأنجح في ردع العدوان الإسرائيلي".
وذكر أن المقاومة الفلسطينية تدرس خياراتها وسيكون لها كلمتها في الوقت والزمان المناسبين، ولن تتوقف عن دورها بالتصدي في بقاع الأرض الفلسطينية.
وختم عز الدين حديثه "نحن نعِول على صمود شعبنا وعزيمته، حتى تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي".
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن "العمليات الفدائية التي حدثت في الأيام الماضية، رد فعل طبيعي على الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني."
وتابع "يجب على الاحتلال الإسرائيلي أن يستخلص العبر والدروس من ردود أفعال الشعب الفلسطيني، في ظل انعدام الأمان واتباع سياسة القتل الممنهج، ودعم الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، ومحاولات التطهير العرقي".
وأضاف مجدلاني، إن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مدركاً أن رد فعل الشعب الفلسطيني سيكون بنفس حجم قوة الاستهداف التي يتعرض لها من قبل المستوطنين.
ووفقاً له "يجب على الاحتلال الإسرائيلي أن يفتح أفقاً سياسية، والانتقال من سياسة الضغط والانفعال مقابل الأمن، إلى اتباع الشرعية والقانون الدولي".
وأشار مجدلاني إلى إن اقتحام مخيم جنين وإطلاق النار على المواطنين، هو إعادة لدوامة العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي يتبع سياسة ازدواجية المعايير في القضية الفلسطينية، والعنصرية التي يتم التعامل بها مع الشعب الفلسطيني، من خلال محاربة مقاومته بكافة الطرق، كي لا يدافع عن نفسه.
ويرى مجدلاني أن ازدواجية المعايير والعنصرية التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني، يجب أن يكون سلاحاً في مخاطبة الرأي العام للدفاع عن حق المقاومة بحسب اتفاق الأمم المتحدة.
ودعا إلى استمرار المقاومة الفلسطينية السلمية في الأراضي المحتلة، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لممارساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
وختم مجدلاني حديثه "لن نتهاون في سبيل الدفاع عن الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يسلبها"