حذّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، من التوجّه نحو إجراء انتخابات مبكرة، في ظل الوضع الأمني المضطرب، وانعدام الاستقرار السياسي، معتبرا الأمر بمثابة "خطر كبير على الدولة".
جاء هذا في حوار أجرته معه هيئة البث الإسرائيلية، الرسمية يوم الخميس، وتطرق خلاله إلى احتمالية انهيار الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وموجة عمليات إطلاق النار الأخيرة، والقضية الفلسطينية، والحرب الروسية على أوكرانيا ومواضيع أخرى.
وأضاف هرتسوغ: "النظام السياسي في إسرائيل يحتاج إلى الاستقرار، لأن لذلك انعكاسات دراماتيكية على مواضيع غاية في الأهمية".
وتابع: "نحن كأمّة، نتعامل مع تحديات ليست بالبسيطة؛ علينا التفكير مليا قبل القفز مرة أخرى نحو عدم استقرار آخر، يتمثل بانتخابات مبكرة، لأننا سندفع ثمن ذلك".
والأسبوع الماضي، انسحبت عيديت سيلمان، النائبة بالكنيست (البرلمان) من الائتلاف الحكومي الذي يرأسه نفتالي بينيت، ما أفقد الأخير الأغلبية البرلمانية، وبات مهددا بالانهيار وذهاب البلاد لجولة جديدة من الانتخابات.
وعن موجة العمليات التي نفذها مواطنون عرب، يحملون الجنسية الإسرائيلية، قال هرتسوغ: "هذه موجة مؤلمة للغاية"، واصفا المنفذين بـ " القتلة الذين يحاولون زعزعة الروتين اليومي لدولة تطمح أن تعيش بشكل طبيعي".
وتابع: "ما أزال أعتقد أننا، كما تمكنا دائما من التغلب على تهديدات من ذلك النوع، هذه المرة أيضا سنتغلب على موجة العمليات".
وتعرضت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، لأربعة هجمات، أدت إلى مقتل 13 شخصا بينهم 11 إسرائيليين وعاملَين أوكرانيَين؛ نفّذ اثنتين منها ثلاثة مواطنين عرب.
وفي إجابته عن سؤال، حول ردة فعله عندما شاهد رئيس القائمة العربية المشتركة بالكنيست، أيمن عودة في مقطع فيديو، يدعو فيه العرب الذين يخدمون في الشرطة الإسرائيلية إلى "إلقاء أسلحتهم"، قال هرتسوغ: "لقد شعرت بغثيان في بطني، وإنني أتحفظ بشده على ما قاله عودة".
وبخصوص موقفه من القضية الفلسطينية، وإيمانه بخيار "حل الدولتين"، قال هرتسوغ: "لا أستطيع أن أعطي أي تصريح بهذا الخصوص بحكم منصبي كرئيس للدولة، حيث إن هذه المسألة عليها خلاف سياسي إسرائيلي".
وكان هرتسوغ، قبيل توليه منصبه رئيسا للدولة، والذي يعد "فخريا" إلى حد كبير، يؤيد "حل الدولتين" لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
وفي إجابته عن سؤال، وجّه إليه حول إمكانية إصدار عفو بحق رئيس الوزراء السابق ورئيس المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، في المستقبل حال زُج به إلى السجن، أجاب هرتسوغ: "لست مضطرا للإجابة على أسئلة افتراضية ونظرية، فهذا أمر لم يحدث بعد، فربما يحظى نتنياهو بتبرئته من القضاء. وأنا لن أقيد يدي بالإجابة على مثل هذه الأسئلة".
ويحاكم نتنياهو حاليا بتهم "الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال" في 3 قضايا.
وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وجّه معد المقابلة سؤالا للرئيس هرتسوغ، مفاده: "هل برأيك أن إسرائيل ترد بقوة كافية على ما يرتكبه الرئيس الروسي الآن في أوكرانيا".
وكانت إجابة هرتسوغ: "أعتقد أن جلد الذات، ليس في محله، فإسرائيل تبذل جهودا جبارة لمساعدة الشعب الأوكراني".
واستدرك هرتسوغ: "صحيح أن الصور التي تخرج تقشعر لها الأبدان، فمذبحة بوتشا هزتنا جميعا، لكن هناك آلاف الإسرائيليين يتواجدون الآن على الأرض الأوكرانية لمساعدة الشعب الأوكراني".
وأعلنت النائبة العامة الأوكرانية في 3 أبريل/نيسان الماضي، العثور على 410 جثث تعود لمدنيين، في مدينة بوتشا، بعد استعادة السيطرة عليها مؤخرا من قبل الجيش الأوكراني.
ويتهم الجانب الأوكراني الجنود الروس بقتل مدنيين قبل الانسحاب من المدينة، إلا أن موسكو نفت هذه الاتهامات.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلا في سيادتها".