- أحمد إبراهيم
التصعيد في القدس بات يأخذ الكثير من المنحنيات الدقيقة ، خاصة مع ما يمثله الأقصى من مكانة في قلوب المسلمين بل والعرب جميعا ، فضلا عن الأيام المباركة التي نحتفل فيها بهذا الشهر الكريم.
وقد تحولت ساحات المسجد الأقصى المبارك الى ساحة حرب في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان، باستباحته والاعتداء على المصلين الصائمين واعتقال المئات منهم، وقرابة ال 200 اصابة ومئات المعتقلين "قد تصل اعدادهم الى 450 معتقلا".. حصيلة المواجهات التي دارت في الاقصى واستمرت لأكثر من 6 ساعات " منذ الفجر حتى قبل الظهر".
قنابل صوتية وهراوات. اعيرة مطاطية وغاز الفلفل.. شتائم دفع وضرب... كل هذا استخدم لإخلاء الاقصى من المصلين في وقت حوصر المئات داخل المسجد القبلي.
وبحسب مصادر مقدسية تحدثت إليها فإن قوات الاحتلال اعتلت جدران بعض أبواب المسجد، قبل أن تقتحمه، وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت والغاز، والرصاص المطاطي. وأشارت المصادر، إلى أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق عشرات من القنابل والرصاص المطاطي تجاه الشبان في المصلى القبلي.
عموما فإن ما يجري في الأقصى هو لعب للنار ، وسط أجواء تصعيدية نتمنى أن تنتهي في ظل الأزمات الأمنية والمشاكل التي يتسبب فيها اقتحام الأقصى.
ويأتي هذا التصعيد مع عقد عدد من الفصائل بالمقاومة الفلسطينية اجتماعا أخيرا بحضور رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار ، وكان ممثلو الفصائل الفلسطينية المختلفة في غزة.
ورغم أن الاجتماع حرص على التأكيد على ضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية ودعم حالة الاستقرار في عموم فلسطين وعدم التصعيد ، غير أن التطورات السياسية المصاحبة لهذه التطورات تتلاحق .
أعلنت بعض من الفصائل الفلسطينية عن حالة “التعبئة الشعبية العامة” في كل أماكن التواجد الفلسطيني، داعية المقاومة إلى مزيد من “الاستنفار والجهوزية”؛ دفاعا عن مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وقال جميل مزهر، عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، بالإنابة عن الفصائل عقب اجتماع لها عقد بمكتب رئيس حركة “حماس” بغزة يحيى السنوار.
وجاء هذا الاجتماع، في أعقاب إعلان جماعات استيطانية إسرائيلية، عبر منشورات على منصات اجتماعية، اعتزامها ذبح قرابين عيد الفصح بالمسجد الأقصى، وحثت أتباعها على محاولة القيام بذلك.
وأكدت الفصائل الفلسطينية وفق البيان، أنها قررت “إعلان التعبئة الشعبية العامة في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل المحتل (الأراضي المحتلة عام 1948)، والضفة الغربية وقطاع غزة”.
ودعا البيان الفلسطينيين إلى “أعلى درجات الجهوزية للخروج بمئات الآلاف في كل مكان دفاعا عن فلسطين وعاصمتها الأبدية (مدينة القدس)، والمسجد الأقصى، وكسر الحصار عن مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)”.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت