كشف تقرير لموقع صحيفة "العربي الجديد" عن أسباب تأجيل اجتماع القيادة الفلسطينية الطارئ الذي كانت قد دعت له يوم الخميس الماضي، "وهددت باتخاذ قرارات استراتيجية فيه للرد على العدوان الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن "الاجتماع تم إلغاؤه، وليس تأجيله"، وأن "أعضاء اللجنة التنفيذية تبلغوا مساء أمس السبت بأن الاجتماع تم إلغاؤه، دون توضيح الأسباب لذلك".
وحسب التقرير، "يأتي تأجيل القيادة الفلسطينية لاجتماعها من دون الإعلان عن أسباب، بينما ترأس العاهل الأردني عبد الله الثاني، يوم الأحد، اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي من المستشفى الموجود به في ألمانيا حول التطورات الأخيرة في القدس المحتلة."
وأصدر الملك عبد الله أوامره للحكومة الأردنية بـ"الاستمرار في اتصالاتها وجهودها الإقليمية والدولية لوقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية وبلورة موقف دولي ضاغط ومؤثر لتحقيق ذلك، حسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية (وفا)".
وكان هناك تصريح واحد لعضو اللجنتين المركزية لحركة "فتح" والتنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد جاء فيه: "تأجيل الاجتماع جاء لوجود التزامات وأولويات لدى الرئيس عباس".
ووفقا لتقرير "العربي الجديدة" ، "هناك حالة من الغضب لدى الرئيس محمود عباس بسبب توجه الوساطات من الدول العربية للحديث المباشر مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي للحصول على الهدوء الميداني".
وحسب التقرير، "يكشف إلغاء الاجتماع والتزام أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة الصمت وعدم امتلاكهم أي معلومة احتكار الرئيس محمود عباس وعضو اللجنتين المركزية لـ"فتح" والتنفيذية للمنظمة حسين الشيخ القرار السياسي الفلسطيني."
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف لـ"العربي الجديد": "لقد تم تأجيل الاجتماع دون سبب".
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إبراهيم أبو حجلة، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن السبب الوحيد الذي من حق الناس أن تفسره حول سبب تأجيل الاجتماع هو تهرب القيادة من الاستحقاقات المطلوبة في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها والتي تتطلب اجتماعاً دائماً لمواكبة التطورات التي تحدث يومياً".
وتشهد الضفة الغربية عدواناً إسرائيلياً منذ بداية العام، اشتدت وتيرته الشهر الماضي، إذ وصل عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 47 شهيداً.
وجاء إعلان حسين الشيخ الاجتماع الطارئ للقيادة ظهر الخميس الماضي، إثر ارتقاء ثلاثة شهداء، فيما استشهد الشهيد الرابع صباح الجمعة، متأثراً بإصابته القاتلة يوم الخميس، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية الشهر الجاري إبريل/ نيسان إلى ثمانية عشر شهيداً.
وشهد فجر الجمعة الماضي عدواناً وحشياً على المصلين في المسجد الأقصى الذي تم اقتحامه وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع فيه، واعتقال نحو 450 من المصلين، وإصابة 224 فلسطينياً بجراح في عموم الضفة الغربية، منهم 158 مصلياً ومصلية في المسجد الأقصى بالرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز وتكسير الأيدي والأرجل بالهراوات.
وقال مسؤول رفيع، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد": "هناك اعتقاد لدى القيادة بأن الوساطات المصرية والقطرية والأردنية لاحتواء الوضع مع فصائل المقاومة، وتحديداً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، قد أثمرت، حيث انخفض التوتر في الشارع الفلسطيني بشكل ملحوظ في الأيام الثلاثة الماضية، وبالتالي لا يوجد أي حاجة للقيادة للاجتماع للتلويح بقرارات سياسية لن تنفذها على أية حال".
وقال قيادي فتحاوي، لـ"العربي الجديد"، مفضّلاً عدم ذكر اسمه، "هناك حالة من الغضب الذي لا يخفيه الرئيس محمود عباس بسبب توجه الوساطات من الدول العربية للحديث المباشر مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي للحصول على الهدوء الميداني، ما يعني أن الرئيس أبو مازن لم يعد رسمياً هو الجهة الوحيدة التي يتوجه إليها العرب عند الحديث عن التصعيد في المسجد الأقصى والشارع في الضفة الغربية".
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في تصريحات لـ"العربي الجديد": "هناك تهدئة فعلياً على الأرض، وبالتالي موجبات الاجتماع التغت".
أما لماذا لا تخرج القيادة لتتحدث عن هذه التهدئة؟ فيقول المصري إجابة عن هذا السؤال: "إن القيادة، أي اللجنة التنفيذية التي يرأسها أبو مازن، ليست هي من تأخذ القرار وحدها وتمثل الفلسطينيين، وليست هي المسيطرة، سواء في القدس أو الشارع في الضفة الغربية، وهذا ما تعلمه إسرائيل جيداً، وما تكّرس حالياً أن فصائل المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي باتت أيضاً جهات شرعية لأنها جهات فاعلة على الأرض وتصنع القرار الفلسطيني في ما يتعلق بالمواجهة".
وقال المصري: "هناك أمر مهم؛ أن اللجنة التنفيذية باتت هيئة مفرغة ولا تمثل الشارع، ولا يقوم الرئيس أبو مازن بمشاركتها بالقرار، لأن الرئيس أبو مازن لا يرغب بعقد الاجتماعات والدخول بأي نقاش سياسي مع الفصائل الموجودة حالياً في منظمة التحرير".كما قال
يذكر أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد عقدت اجتماعاً واحداً بتاريخ 17 فبراير/شباط الماضي، وذلك منذ عقد المجلس المركزي الفلسطيني في السادس من الشهر ذاته، واختيار أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، حيث شهد المجلس مقاطعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشخصيات مستقلة وأعضاء من المجلس المركزي نفسه.
