- بقلم : سري القدوة
السبت 23 نيسان / أبريل 2022.
لا يمكن لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية في ظل هذا التصعيد والعدوان الاسرائيلي ضد المقدسات الاسلامية والمسحية وتحويل باحات المسجد الاقصى لصراع ديني حيث وبحلول شهر رمضان قتل العديد من الفلسطينيين وجرح المئات على أيدي القوات الإسرائيلية التي أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين وداهمت كذلك المسجد الأقصى وأطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على المصلين الفلسطينيين وقد تم اعتقال مئات منهم وكثير منهم محتجزون بدون تهمة أو محاكمة في تعدي واضح على قرارات الشرعية الدولية والوضع القانوني القائم في القدس ولا بد هنا من ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة حماية حقوق الفلسطينيين من مخاطر الاحتلال العنصري .
فشل الادارة الامريكية في تحديد اولويات العمل السياسي وفتح افاق سياسية جديدة بات يمنح الاحتلال ترخيص في التعدي على كامل الحقوق الفلسطينية والاستمرار في متابعة مخطط الاحتلال الهادف الى تهويد الضفة الغربية بالكامل من خلال استمرار العمل ببرامج الاستيطان وفرض قيود على حرية العبادة وتحويل الصراع الى صراع ديني وخاصة في المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل وفرض وقائع اسرائيلية تهويدية جديدة بالرغم من وضوح الموقف الدولي والتأكيد المستمر من قبل الامم المتحدة على اهمية العودة الى اطلاق المسار التفاوضي في اسرع وقت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلا ان الادارة الامريكية الحالية لم تقم بواجباتها تجاه ذلك مما يعني فشلها في انهاء حقبة السياسات الخطيرة لإدارة الرئيس السابق ترامب فيما يتعلق بالصراع القائم بالمنطقة وتحديدا على الصعيد الفلسطيني الاسرائيلي وهذا الامر يمنح حكومة الاحتلال الفرصة الكبيرة لارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في فلسطين مع الإفلات من العقاب.
ويشكل التصعيد الإسرائيلي الحالي والقمع المستمر تحديا جديدا للإدارة الرئيس جو بايدن ويضعها امام مسؤولياتها مما يتطلب اتخاذ موقف واضح نحو اعادة النظر في تقيم السياسة الامريكية المتبعة بالمنطقة لتعيد ادارة الرئيس سياستها واتخاذ مواقف واضحة ومحددات سياسية جديدة تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتقوم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتنفذ وتتخذ قرارات وخطوات مهمة للغاية بشان المساعدات الامريكية المقدمة لحكومة الاحتلال وخاصة في المجال العسكري وبناء المستوطنات وتجميدها الفوري والعمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وضمان صيانة الحقوق الفلسطينية .
وبات المطلوب من الادارة الامريكية التراجع فورا عن سياسات حقبة ترامب وتلك السياسة العقيمة التي اتبعها وخاصة الاعتراف بمرتفعات الجولان على أنها تابعة لإسرائيل وتصنيف المستوطنات الإسرائيلية على أنها قانونية وعدم وضع العلامات على المنتجات المصنوعة في مستوطنات الضفة الغربية بالإضافة للتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الاسرائيلي .
المستوطنات الإسرائيلية هي بمثابة جرائم حرب بموجب القانون الدولي ولا يمكن استمرار الصمت على هذه السياسات الخطيرة وممارسة الظلم بحق ابناء الشعب الفلسطيني الذين تم تجريدهم من اراضيهم وحقوقهم والاستيلاء على مواردهم الطبيعية والاقتصادية وحقوقهم في العيش بكرامة على اراضيهم وفرض واقع لا يطاق بفعل الاحتلال القائم ومن الواضح بان استمرار حكومة الاحتلال وممارساتها المتكررة يؤدي بشكل خطير إلى تأجيج الأوضاع القائمة في الاراضي المحتلة مما يتطلب التدخل العاجل من قبل ادارة الرئيس جو بايدن لاتخاذ إجراءات مسؤولة وعاجلة لوضع حد للسياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية وحماية الأرواح البشرية .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت