في لقاء تلفزيوني عبر (skype) مع فضائية "الكوفية" الفلسطينية اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب ان من ضمن اهداف الاحتلال في عدوانه على شعبنا هو محاولة الاستفراد بالتجمعات الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض، اعتقادا منه ان شعبنا في الضفة الغربية وفي قطاع غزه وفي الارضي المحتلة عام 1948 وفي القدس ليسوا على قدر رجل واحد ولا يجمعهم مصير وطني واحد، وسبق للعدو وان جرب هذه السياسة في مرات سابقة كان آخرها في ايار من العام الماضي في معركة سيف القدس وكانت النتيجة هزيمة بكل المقاييس للعدو الصهيوني..
وقال: يعتقد العدو ان ارض معركته الاساسية هي مدينة القدس حيث المشروع الصهيوني متعدد الاضلع يسير بشكل تدريجي لجهة تقسيم الادوار بين رئيس وزراء العدو الذي يعطي مواقف تضليلية ومخادعة حول منع المستوطنين والمتطرفين اليهود من اقتحام باحات المسجد الاقصى حتى نهاية شهر رمضان، وبين المستوطنين والمتطرفين اليهود ومنظماتهم المتطرفة الذين تقدم لهم كل التسهيلات من قبل الشرطة الاسرائيلية، لكن العين الاسرائيلية هي على المشروع الاهم المتمثل بفرض وقائع مادية على الارض تسهل الوصول الى مشروع التقسيم الزماني والمكاني، متوهمين ان التوقيت مناسبا لهم سواء بانشغال العالم بالازمة الروسية الاوكرانية او بالانقسام الفلسطيني او بحالة الشرذمة على المستوى العربي.
وتابع قائلا: ان النظرة الى ما يحصل في مدينة القدس لا يجب ان تنحصر في اطار حرية العبادة او احترام الشعائر الدينية فقط، على اهمية ذلك وضرورة احترام اسرائيل لشعبنا في ممارسة شعائره الدينية، لأن البعض يحاول ان يخفف من هول المشروع الاسرائيلي باحالة سبب التصعيد الى تزامن التقويمين العبري والإسلامي، والتسليم بهذا الامر سيعني تسليما بمشروع التقسيم الزماني والمكاني، ولا يجب ان ننسى ان العدوان الاسرائيلي امر يتكرر في كل عام وفي كل لحظة بعيدا عن اقامة الشعائر، لذلك فالقضية هي مسألة وطنية بالاساس وتتعلق بالسيطرة على مدينة القدس بشكل تدريجي لتكريس ما يسمى السيادة الاسرائيلية عليها سواء من خلال عمليات التهجير في اكثر من بقعة جغرافية، حي الشيخ جراح احداها، والتضييق على المقدسيين بأكثر من شكل.. وهذا ما يجب التنبه له والحذر مما يسعى اليه الاحتلال..
وعن امكانية شن عدوان على قطاع غزه قال: ان شعبنا بفصائلة المختلفة موحد حول خيار تثبيت المعادلات التي رسمتها معركة سيف القدس، وهو معني بالدفاع عن هوية القدس، والمقاومة في قطاع غزه هي جزء من نسيج شعبنا ومعنية برفض مساعي الاحتلال لتغيير هذه المعادلات، وبالتالي فان مواصلة الاحتلال لعمليات التصعيد في القدس والسماح للمستوطين بالتحرك بحرية في ممارسة جرائمهم المستندة الى اساطير توراتية وخرافات تاريخية، سيجعل من فصائل المقاومة جزءا رئيسيا وفاعلا في المعركة الراهنة.. فشعبنا دائما في حالة مقاومة والاحتلال لا يحتاج ذريعة ولا ينقصه تبرير للقيام بأي عدوان، فهو يفعل ما يعتقد انه يخدم مصلحته، لكن بالنسبة لفصائل المقاومة قطاع غزه فقد اعلنت استعدادها للتصدي لأي عدوان على القطاع..
وحول الموقف الدولي والعربي تجاه ما يحصل قال: ان الاحتلال الاسرائيلي يرتكب جرائمه امام اعين العالم المنافق والكاذب، والذي يمارس سياسة ازدواجية المعايير، ففي اماكن معينة يهب لدعم هذه الدولة او تلك، وحين يتعلق الامر بالاحتلال الاسرائيلي فهو يكتفي بالمشاهدة من بعيد، بل الاهم انه يوفر لهذا الاحتلال مقومات البقاء والاستمرار. لذلك فقوة الشعب الفلسطيني اليوم هي في وحدته وفي مقاومته، ونحن جربنا كل الخيارات ولم يتبق سوى خيار الوحدة والشراكة الوطنية، فلنجرب هذا الخيار ونرى النتائج كيف يمكن ان تتحقق على مستوى المشروع الوطني وعلى مستوى اعادة الاعتبار لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، والا فالنتيجة ستكون كما حصل في مرات سابقة عندما كنا ننتصر وبسبب انقسامنا كانت هذه الانتصارات تضيع هباء..