- بقلم النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة
وضعنا الفلسطيني لم يعد خافيًا على أحد، أزمات مركبة يتم افتعال بعضها، والآخر يكرسه الانقسام، وثالثًا تعمقه أوهام البعض على تسوية.
عدو غاصب يُعمل قتلاً، أسراً، وتهويداً، وهدماً للبيوت، وجرافاته تمهد الأرض لمزيد من المستوطنات، ويضيق الخناق على المقدسيين عبر فرضه باهظة بهدف تهجير المقدسيين إلى رام الله وأريحا والمغترب.
بالمقابل نخبة متنفذه حاكمة تشجب وتدين وتستنكر وتحصي عدد البيوت المدمرة وتحصي الشقق الاستيطانية التي يعلن عنها الاحتلال. وتلتقي مع قادة العدو في منازلهم، وبينت كان واضحًا حين قال (لا لأوسلو ولا دولة ولا دولتين)، ويرفض حتى اللقاء مع النخبة المهرولة، ويؤكد على استمرار الدور الوظيفي للسلطة وعلى رأسها التنسيق الأمني وانتعاش اقتصادي.
باختصار أن لدينا قيادة مرتجفة متمسكة بمكاسبها، تمارس الإفساد والقمع والاعتقال لأصحاب الرأي والمقاومين، بل وصل الأمر لاغتيال الناشط والمرشح نزار بنات، وقبلها إطلاق الرصاص على الكثيرين، بدءًا من معاوية المصري، والمرحوم عبد الستار قاسم، وأنا حسن خريشي، وغيرنا الكثير، بهدف التغييب وإسكات الصوت.
عربيا: أنظمة عربية كثيرة انتقلت من الدفاع السلبي عن الفلسطينيين إلى العدوان السلبي، وربما الفعلي ضد فلسطين، عبر هرولة غير مسبوقة للتطبيع، وصلت إلى حد اعتبار الكيان جزءًا من المنطقة، وهذه هي رؤية الغرب، وهذا يجعل شطب القضية الفلسطينية دوليًا مسألة سهلة يمكن تمريرها، وكان آخرها المؤتمر التطبيعي في النقب بهدف تشكيل حلف صهيوني عربي برعاية أمريكية، بهدف حماية هذه الأنظمة، وكان الرد الفلسطيني من النقب وفي الخضيرة وفي عمق الكيان في شارع ديزنكوف في رسالة واضحة أن تطبيعكم لا يعنيننا وأن كيان لا يستطيع حماية عمقه لن يستطيع حماية المطبعين.
فمهما بلغت إجراءات الاحتلال وهرولة المطبعين والتنسيق الأمني وتعمق الانقسام، فإن الفلسطينيين لم ولن يتخلوا عن القدس لأنها قلب فلسطين، وهذا ما عكسته وحدة وطنية شعبية في الميدان التي أكدت ان الانقسام محصور في قيادات الفصائل، والتي فشلت في جر شعبنا إلى مربعة وأن وحدة شعبنا والتفافه حول المقاومة والمقاومين، وأن شابًا فلسطينيًا نقل المعركة إلى عمق الكيان، وتجلت برعد الفلسطيني الذي شاهد مجزرة مخيم جنين طفلا، نقل المعركة من جنين إلى يافا في الذكرى العشرين لمجزرة مخيم جنين، لقد صلى المسيحي مع المسلم وتسابقت نسوة القدس بتحويل بيوتهن مأوى ومراكز إسعاف وإطعام، وكانت رسالة المقدسيين أن الاعتماد على الذات أولا هو الوسيلة الأفضل لتحرير الإرادة السياسية للشعب.
السؤال اليوم، كيف نواجه كشعب ووطن وقضية وكيف نحافظ على ثوابت ووحدة شعبنا لنبقى أوفياء لأرواح الشهداء والأسرى والجرحى؟، ومرة أخرى يعيد شعبنا التأكيد أولا: أن القدس هي قلب الصراع وجوهره وهي عنوان وحدة الأمة ومصيرها يحدد مصير المنطقة، فالقدس كانت ومازالت ملهمة للثورات والانتفاضات من البراق إلى انتفاضة الحجارة إلى النفق إلى انتفاضة الأقصى، إلى البوابات وباب الرحمة والشيخ جراح.
ثانيا: الشعب الفلسطيني لم يجمع على شيء بقدر إجماعه على أن م.ت.ف بميثاقها القومي والوطني وبقوافل الشهداء وبكفاحها المسلح، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ونقول وبصوت عالي لمن يريد ابتلاع المنظمة وشطبها عبر محاولات استمرت أكثر من ثلاثين عامًا، بدأت بالتحول من التحرير إلى الإستدوال، منذ النقاط العشرة وأسلو وإلغاء ميثاقها الوطني، وتهميش المنظمة التي تحولت إلى رقم مالي صغير في موازنة السلطة، وتم استخدام مؤسساتها في الصراع الداخلي، وكان آخر ملفاته اجتماع المجلس المركزي الذي هدف إلى أخذ دور المجلس الوطني وأيضا المجلس التشريعي، وترتيب بيت النخبة لمرحلة قادمة بضغط أمريكي أوروبي إسرائيلي عربي، وكان من نتائجه صدور القرار باعتبار المنظمة جزء من السلطة أو الدولة كما يقولون.
وجماهير شعبنا تؤكد أن المنظمة منظمتنا، وهي هويتنا والعنوان السياسي لشعبنا، نسعى لتطويرها فنحن نعلن أننا عازمون على الانطلاق من قاعدة الإجماع لتلمس طريق الوحدة والخلاص واستعادته من خاطفيها من خلال الضغط من أجل الذهاب لانتخاب مجلس وطني جديد يمثل شعبنا في المحتل عام ٤٨ والـ ٦٧ والشتات، هذا المجلس سينتج عنه مجلس مركزي جديد ولجنة تنفيذية جديدة، تنتخب رئيس للشعب الفلسطيني وتدخل قوى المقاومة إلى المنظمة، وينتهي الانقسام وتستعيد المنظمة دورها كمنظمة تحرير.
ثالثا: إدانة وتجريم التطبيع من أي كان نظام أو مؤسسات أو افراد لأن أي اعتراف سياسي عربي أو إسلامي بالكيان، إنما يخدم الرواية التوراتية، وعلينا إدانة الحجيج التطبيعي إلى القدس من بعض العرب والمسلمين ويجب وقفه واعلانه جريمة.
ان الذين يقومون بزيارة القدس للصلاة بحجة زيارة السجين، هم يدعمون السجان لأن أهل السجين عليهم تحريره، ومطلوب أيضا عدم التغاضي عن المطبعين وعدم التعامل معه فاجتثاث التطبيع بداية التحرير.
ختاما؛ القدس في خطر وهي مسؤوليتنا جميعا، القدس تريد منا بل تأمرنا أن نكون موحدين فالتطبيع والانقسام وحصار غزة، كلها أمراض تضرب بشعبنا، وعلينا أن لا نبحث عن الدواء بل نصنعه، الشعب بوحدته وصموده وتضحياته، وغزة بمقاومتها وتراكم القوة وسيف القدس، الذي لبى نداء الأقصى والقدس ووحد الشعب من البحر إلى النهر.
فما زالت تكبيرات المحتفلين بصواريخ غزة وانتصار غزة تتردد من العام الماضي ونسمعها وهم يهتفون (حط السيف قبال السيف .. احنا جنودك محمد ضيف)
فالوحدة والمقاومة هي الطريق والأمل
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت