أفادات القناة 12 العبرية بأن قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية ما زالوا قلقين من تسلسل الأحداث، التهديدات والرسائل المستفزة، ويستعدون لأسبوع عاصف ومتوتر سيحل خلاله عيد الفطر، "يوم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى في الحروب ويوم الاستقلال خلال فترة قصيرة".
وأضافت القناة أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار إلى "جهوزية قصوى متعددة الجبهات"، في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وهضبة الجولان وسورية، ومقابل إيران.
وكرر الجيش الإسرائيلي السيناريو نفسه: "قوات الأمن تستعد في الجبهات، تحسبا من تسللات ومحاولة لخرق السيادة الإسرائيلية"، وكأن محاولات كهذه توقفت أو تلاشت في الماضي.
بحسب تقرير نشره موقع "واينت" العبرية "في الشرطة أصبحوا ينظرون إلى الغاية القادمة القابلة للاشتعال، الأسبوع المقبل، وهي يوم الاستقلال وفي موزاته إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة".
وأضاف "واينت" أن الشرطة في منطقة القدس لا تستبعد إمكانية حدوث مواجهات. ونقل عن ضابط في الشرطة في القدس قوله إنه "سنحافظ على تأهب عملاني رغم انتهاء شهر رمضان. وهذا ليس متعلقا بأي فترة نحن متواجدين".
ورغم أن البلاد لا تشهد مواجهات أثناء إحياء ذكرى النكبة في السنوات الماضية، إلا أن الشرطة تستعد لمواجهات في "المدن المختلطة"، وعزت ذلك إلى أحداث الفترة نفسها من العام الماضي، على خلفية عدوان الشرطة في القدس الذي أشعل حربا على غزة، وزج الجيش الإسرائيلي بقواته في "المدن المختلطة".
ونقلت القناة 12 عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قوله إنه "يحظر أن يكون الجيش الإسرائيلي في مواجهة مع مواطني الدولة. والتعامل مع أعمال شغب مقابل مواطنين إسرائيليين هي مهنة الشرطة، وليس لدينا القدرة للقيام بذلك. والجنود يخدمون ليس من أجل تنفيذ مهمات شرطية في عكا أو الرملة. وكمخرج أخير فقط، عندما لا توجد قوات أخرى، بالإمكان الاستعانة بالجيش كحلقة ثالثة، المساعدة في إغلاق طرق أو عزل منطقة لا يكون فيها اتصال مع مواطنين".
وكانت قد ادعت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الفلسطينيين سينفذون عمليات مسلحة والتوتر سيتصاعد خلال شهر رمضان. إلا أن شهر رمضان هذا العام انتهى بدون عمليات مسلحة، والعمليات المسلحة في بئر السبع والخضيرة وبني براك وقعت في آذار/مارس الفائت، قبل بدء شهر رمضان. إلا أن ما ميّز شهر رمضان الحالي هو تصعيد إسرائيلي، بقمع الفلسطينيين في المسجد الأقصى، والسماح باقتحامات المستوطنين الاستفزازية فيه تحت حماية الشرطة. أي أن إسرائيل وضعت "الأليبي"، أي الذريعة، من أجل تنفيذ القمع بحق الفلسطينيين.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن صلاة الجمعة، اليوم، "انتهت على خير" وبهدوء نسبيا، بعد أن كانت قوات كبيرة من الشرطة قد اقتحمت المسجد الأقصى، بعد صلاة الفجر، ودارت مواجهات أطلقت الشرطة خلالها القنابل الغازية والصوتية والأعيرة المطاطية باتجاه المرابطين، بادعاء أن حجرا ألقي من المسجد وسقط في ساحة البراق. وبعد ساعتين من المواجهات، ساد الهدوء في المسجد.