أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن وضع شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية NSO، التي طوّرت برنامج التجسس "بيغاسوس"، في "قائمة الكيانات المعاقبة".
وقال بلينكن، في تصريحات صحافية، مساء الثلاثاء: "وضعنا مجموعة NSO التي تصنع برنامج بيغاسوس على قائمة الكيانات المعاقبة".
وأشار إلى "تهديدات واسعة تواجهها الصحافة وحرية الرأي على مستوى العالم".
وذكر بلينكن أنه "خلال العامين الماضيين، تم اختراق هواتف أكثر من 30 صحفيا عبر برنامج بيغاسوس".
ويأتي الإعلان الأميركيّ، بعد يوم من إعلان الحكومة الإسبانية، تعرُّض هواتف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، ووزيرة الدفاع، مارغاريتا روبلس، لعمليات تنصت "خارجية" و"مخالفة للقانون بواسطة برمجية ‘بيغاسوس‘ الإسرائيلية".
وقال وزير الشؤون الرئاسية في إسبانيا، فيليكس بولانيوس، خلال مؤتمر صحافي عقد على عجلة "هذه ليست افتراضات"، متحدثا عن وقائع "خطرة للغاية" سجلت في العام 2021.
وبرنامج بيغاسوس مُتاح فقط للحكومات والوكالات الحكومية وهو من تطوير شركة مجموعة NSO الإسرائيلية، الذي استخدم للتجسس على صحافيين وناشطين حول العالم، إلى جانب رؤساء دول ودبلوماسيين وأفراد عائلات ملكية في دول عربية.
وأوضح بولانيوس أنه تم اختراق هاتف رئيس الوزراء الإسباني المحمول مرتين في أيار/ مايو 2021، بينما استهدف هاتف وزيرة الدفاع، روبليس، مرة وحيدة في حزيران/ يونيو من العام نفسه.
وأضاف بولانيوس أن كمية "مهمة" من البيانات تم الحصول عليها بعد الاختراقات، وأن تقارير رُفعت للمحكمة الوطنية لإجراء تحقيق في المسألة. وأكد أن الهجوم جاء من "دولة أو أجهزة أجنبية" وأنه تم من دون "تصريح قضائي".
وتتعرض الحكومة الإسبانية للضغوطات تطالبها بتقديم تفسيرات عن تعرض عشرات هواتف الأشخاص المرتبطين بشكل أو آخر بالحركة الانفصالية في إقليم كتالونيا، للاختراق عبر برنامج "بيغاسوس" في الفترة الممتدة بين عامين 2017 و2020، بحسب ما يشير إليه تقرير لخبراء عاملين في مجموعة "سيتيزن لاب".
والعام الماضي نشر تقرير فجر فضيحة كبرى، بيّن أن عشرات الحكومات والوكالات الحكومية استخدمته للتجسس على نشطاء ورجال سياسة وأصحاب نفوذ في دول عدة حول العالم، بينها دول عربية.
ومؤخرا، كشف مركز "سيتيزن لاب" التابع لجامعة "تورنتو" الكندية، أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ووزارة الخارجية البريطانية، تعرضا للتجسس من خلال برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي.
ويعمل البرنامج بمجرد تحميله على جهاز الهاتف الجوال المراد مراقبته ليصبح قادرا على تحويله إلى أداة مراقبة قوية من خلال الوصول الكامل إلى الكاميرا والمكالمات والصور ومقاطع الفيديو والميكروفون والبريد الإلكتروني والرسائل النصية، وغيرها من الخاصيات، على نحو يتيح مراقبة الشخص المستهدف وجهات الاتصال.
وفي عام 2021 وجدت NSO نفسها في صلب فضيحة تجسس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلامية دولية، وكشف أن برنامج بيغاسوس سمح بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 شخصية سياسية و85 ناشطا حقوقيا و65 صاحب شركة في دول عدة.