أفاد مصدر مطّلع بأن اتصالات مكثفة يجريها مسؤولو المخابرات المصرية، خلال الساعات الأخيرة، من أجل التوصل إلى صيغة تفاهمات مقبولة للاحتلال والفصائل؛ لنزع فتيل التوتر ومنع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة إثر الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لصحيفة "الأيام" الفلسطينية أن التفاهمات التي عرضها المسؤولون المصريون خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، تحديداً قبل عملية "إلعاد" التي قتل فيها ثلاثة إسرائيليين، مساء أول من أمس، تشمل وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى أو تخفيضها للحد الأدنى، وفتح المعابر مع القطاع، وإلغاء الإجراءات العقابية الأخيرة، مقابل التزام الفصائل بعدم إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل شهر رمضان.
وأضاف المصدر ذاته: إن هناك بعض القضايا لم يتم الاتفاق عليها حتى اللحظة، و"لكن من المرجح أن يتم تجاوزها قريباً، خصوصاً مطلب إسرائيل بوقف العمليات المسلحة في الضفة الغربية والداخل، والذي ردّت عليه الفصائل بأن ما يجري في الضفة والداخل عمل فردي في الغالب، ونتاج ردة فعل على الجرائم الإسرائيلية هناك، ولا يمكنها أن تقف ضد هذا العمل ما دام الاحتلال للضفة قائماً ويمارس جرائم القتل والاعتقال والاستيطان.
وتابع المصدر: كان من الممكن التوصل إلى تفاهم بهذا الخصوص، خصوصاً بعد نجاح المصريين بضبط الأوضاع الأمنية في غزة، وعدم حدوث أي عمل عسكري رداً على اقتحام المسجد الأقصى، أول من أمس.
وبيّن أن عملية "إلعاد" قد تسهم في تأخير التفاهمات الجديدة، خصوصاً مع خروج أصوات قوية داخل إسرائيل تطالب باغتيال قيادات المقاومة، وعلى رأسها رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار، الأمر الذي تأخذه الفصائل وحركة حماس تحديداً على محمل الجد.
وقال: إن الفصائل تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وتقدر أن إسرائيل تبحث عن هدف ثقيل تبدأ فيه جولة جديدة من التصعيد.
وعزا المصدر ذاته عدم رد الفصائل عسكرياً من غزة على الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، أول من أمس، إلى الضغوط الهائلة التي مارسها المصريون والقطريون من أجل منع اندلاع موجة من التصعيد قد تصل إلى حرب، مقابل وعود بخفض وتخفيف الاقتحامات للمسجد الأقصى.
وأوضح أن الفصائل، وبعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باغتيال قادة المقاومة والسنوار، أبلغت الوسطاء جميعاً، أن المساس برموزها وقادتها سيؤدي فوراً إلى إشعال حرب لن تقتصر على قطاع غزة، وقد تمتد إلى محاور ودول أخرى، مؤكدة أنها لن تتهاون في هذه القضية.
وأضاف: إن المقاومة جادة بالرد بأقصى ما تمتلكه من قوة على أي عملية اغتيال قد تقدم عليها إسرائيل، والتاريخ يؤكد ذلك وتحديداً في العام 2012 عندما أقدمت على اغتيال أحمد الجعبري القائد العام لكتائب عز الدين القسام، وتسببت حينها في اندلاع حرب استمرت ثمانية أيام أطلقت خلالها المقاومة آلاف الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بما فيها تل أبيب.
من جانبها، اعتبرت الفصائل، في بيانات منفصلة، أن عملية "إلعاد" جزء من الرد الشعبي على غطرسة وإجرام الاحتلال بحق المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى.
واعتبرت الفصائل أن هذه العملية تؤكد أن المساس بالمسجد الأقصى ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني سيشعلان المنطقة برمتها، معتبرة أن التهديدات التي يطلقها العدو باغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية تثبت حالة التخبط والإرباك التي يعيشها.
وشددت على أن هذا الرد العملي والطبيعي هو خيار الشعب بالتحدي والمواجهة لهذا الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة والحرب.
يذكر أن دعوات تعالت في الصحف الإسرائيلية، أمس، إلى اغتيال زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، رداً على عملية الطعن التي وقعت في بلدة إلعاد، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين.