غانتس: "الأرض التي يخرج منها منفذي العمليات ستتزلزل"
أفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية نقلا عن مصادر استخباراتية بأن إسرائيل أبلغت أخيراً حلفاءها بأنها تحضّر لإرسال فرق اغتيال لقتل قادة حركة "حماس" في الخارج، انتقاماً للهجمات الأخيرة التي طاولت إسرائيليّين في الشهرين الأخيرين.
وذكرت الصحيفة بأنه يُعتقد أن أجهزة المخابرات في المنطقة وأوروبا حذرت "حماس" من هذه الضربات الوشيكة.
وقالت المصادر الاستخباراتية إن إسرائيل تسعى لإرسال "رسالة واضحة" بعد عام تقول إنها التزمت فيه بوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، والذي أعقب الحرب الأخيرة على قطاع غزة في مايو/أيار 2021، مشيرة إلى أن حكومة إسرائيل تستعدّ للتصعيد.
ويأتي هذا في ظلّ تحريض إسرائيلي رسمي وإعلامي على قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، خصوصاً عقب العملية في مدينة "إلعاد"، والتي أدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين ونفذها فلسطينيان من جنين، وذلك عقب دعوة السنوار الفلسطينيين لتجهيز كل ما في جعبتهم من أسلحة قبل يومين من العملية.
وهدّدت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، السبت، بردّ غير مسبوق في حال المساس بالسنوار، أو أي من قادة المقاومة الفلسطينية.
وتذكّر المرحلة الحالية من التهديد باغتيال السنوار بالموقف ذاته عندما أبرزت إسرائيل دور قائد سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في المنطقة الشمالية بهاء أبو العطا، الذي تعرض لتحريض مماثل، قبل أنّ يُغتال مع زوجته في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
في هذه الأثناء، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، عن تحركات مصرية مُكثفة جدًا بدأت خلال الساعات الماضية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ظل التطورات الحاصلة والتصعيد الدائر في الضفة الغربية والقدس.
وأكدت المصادر في تصريحات لصحيفة "رأي اليوم"، أن جهاز المخابرات المصرية أجرى خلال الأيام الأخيرة أكثر من 20 اتصالاً مُنفصلاً مع جهات أمنية وسياسية إسرائيلية، وقادة في فصائل المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج.
وأوضحت أن القاهرة حتى اللحظة كانت جهودها ناجحة ومنعت "لحد ما" انتقال موجه التصعيد لقطاع غزة، بعد ممارستها ضغوطات كبيرة على قادة حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، لمنع فتح جبهة مواجهات جديدة، قد تكون عنونها حربًا صعبة، في ظل تهديدات إسرائيل المتكررة بشن عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة.
وذكرت المصادر ذاتها، أنه وبناءًا على النجاح "المؤقت" لمصر في تهدئة الأوضاع وحصولها على ضمانات لمنع التصعيد، سيوجه جهاز المخابرات المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة دعوات رسمية لجهات أمنية وسياسية إسرائيلية وفلسطينية لزيارة القاهرة، والتباحث في ملفات حساسة.
وتابعت "ستكون من أهم الملفات التي توضع على الطاولة للتباحث التصعيد الدائر في الضفة والقدس، ومنع انتقال شرارة المواجهات لغزة ومشاركة فصائل المقاومة في الرد، وسبل تهدئة الأوضاع الميدانية، وكذلك محاولة منع إسرائيل بكل الطرق للجوء لتنفيذ تهديداتها بالعودة لعمليات الاغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج".
وختمت حديثها بالقول "جميع هذه الملفات حساسة وهامة للغاية، وفشل أحدها يعني فعليًا الدخول بجولة تصعيد عسكرية، في ظل تهديد المقاومة الفلسطينية المتكرر بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن ردها على تجاوزات الاحتلال سيكون قريبًا، وأن أي اغتيال لأي قائد فلسطيني سيكون بمثابة شرارة الحرب".
في هذه الأثناء نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الجيش بيني غانتس قوله:" سنقضي على الموجة الحالية من العمليات - سوف يستغرق الأمر بعض الوقت ".
وأضاف "بدون توفر الاستقرار الأمني، سيتضرر الاقتصاد الفلسطيني، وتنهار الخطوات التي بنيناها، والأرض التي يخرج منها منفذي العمليات ستتزلزل."