صحفيو فلسطين....على خط الموت

بقلم: أحمد إبراهيم

أحمد ابراهيم
في جريمة مروعة أدى تبادل إطلاق النار اليوم بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في مخيم جنين إلى مقتل مراسله قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة. وفور وقوع الحادث المؤسف أتهم الفلسطينيون الاحتلال بارتكاب الجريمة ، غير أن إسرائيل بادرت ومع الغضب العربي العارم إلى الزعم بأن الوفاة نجمت عن إطلاق نار عشوائي من قبل الفلسطينيين.
هذه اللغة المتبادلة تشير إلى خطورة الوضع الذي يواجهه الصحفي أو الإعلامي الفلسطيني في الأراضي المحتلة وفي عموم فلسطين ، وبات الوضع مصيريا مع سعي الكثير من الصحفيين الفلسطينيين للبحث عن الحقيقة مهما كانت صعوبتها ، وفي هذا الإطار باتت الضفة الغربية بمثابة بؤرة ساخنة ، وهي البؤرة التي دفعت بالكثير من الإسرائيليين حتى الى المناداة بضرورة وحتمية الابتعاد عن منطقة الضفة الغربية باعتبارها واحدة من أخطر المناطق التي تعيشها فلسطين الآن.
ما حصل للشهيدة شيرين أبو عاقلة يعكس مخاطرة الزملاء من الصحفيين الفلسطينيين بأنفسهم من أجل توثيق الواقع كما هو ، وحتى الصحفي الغير ميداني والذي يعمل من المكتب يتعرض أيضا إلى الهجوم ، وهو ما بات واضحا عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة واستهداف عدد من الزملاء في وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء.
ولقد بات عمل الصحفيين الفلسطينيين وحياتهم صعبة للغاية ، ويتعرضون للكثير من أنواع وأشكال الاكتئاب الصعب ، ويبذلون الأمرين والجهد من أجل توثيق التاريخ ونشر الحقيقة للجمهور.
لقد بات الصحفي الفلسطيني الأن بطلا مع سعيه لنقل الحقيقة بكل وضوح، وهي الحقيقة التي لا ترغب الكثير من القوى في الكشف عنها بل وتتوجس منها.
وقد أعلنت لجنة دعم الصحفيين وهي واحدة من المنظمات العربية المستقلة إن إسرائيل ارتكبت ما يقرب من  652 انتهاكا بحق الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة، منذ بداية عام 2021 ، وهي الانتهاكات التي تتصاعد بلا توقف ، وللعلم فقد اسفرت الانتهاكات خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، عن استشهاد صحفي وتدمير أكثر من 59 مؤسسة إعلامية ، الأمر الذي يجعل الصحفي الفلسطيني دوما على موعد منتظر مع الموت.
رحم الله الشهيدة شيرين أبو عاقلة وأسكنها فسيح جناته.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت