في وداع شيرين أبو عاقلة

  • رقية العلمي - فلسطين

"لن تنجحوا في إسكات الصوت الداعم لفلسطين. قتلتم شيرين ستنهض ألف شيرين جديدة"
هذا ما غرد به الإعلامي الصيني والمدون الناشط لي قانغ فور سماعه نبأ استشهاد شيرين ابو عاقلة من حسابه على التويتر .

صحت اليوم فلسطين ومعها العالم العربي على فجيعة هزت الدنيا استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها بالرأس أثناء تغطيتها لإقتحام مخيم جنين حيث اغتالتها يد الغدر وهي ترتدي سترة الصحافة والخوذة وبذلك الفعل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي بدم بارد أنهت حياتها برصاصة جبانة أصابت رقبتها...

شيرين أبو عاقلة ابنة فلسطين المخلصة التي جابت كلماتها العالم تفضح ممارسات الاحتلال يوم يوم ساعة ساعة ع مدار عقود كيف لا وهي من جيل الاحتلال، نزيد على ذلك كفايتها فخراً بإن آخر كلماتها كانت كاشفة لجرائم الاحتلال اللاإنسانية اللامتناهية.

‏⁧ما أن وصل الجثمان الى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين شمال الضفة الغربية حتى أعلن الرسمي في الصحة الفلسطينية وفاتها.

وفي وداعية جماهيرية وتكريماً لدورها في التغطية الإعلامية لمجريات الأحداث في مخيم جنين العصي شارك أهالي المخيم بتشييع جثمان الصحفية الفلسطينية في مسيرة مهيبة تليق بهذا المقام قبل أن ينقل إلى رام الله ومن ثم لمثواها الأخير للقدس مسقط رأسها.

وفي بيان أصدره مركز حماية وحرية الصحفيين نشرته جريدة الغد الأردنية 11 مايو 2021
"أن اغتيال الإعلامية "شيرين أبو عاقلة" مراسلة قناة الجزيرة جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال الإسرائيلي"•
وقال "حماية الصحفيين" إن استهداف إسرائيل المتعمد للإعلام هدفه إرهاب الصحفيين والصحفيات، لثنيهم عن ممارسة عملهم الذي يفضح الاحتلال، ويكشف جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني.
ووصف "حماية الصحفيين" الإعلاميين الفلسطينيين بـ "شهود الحقيقة"، مؤكدا أن ملاحقتهم، والتضيق على عملهم، واستهدافهم لن يردعهم، أو يمنعهم عن مواصلة رسالتهم النبيلة بكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب "حماية الصحفيين" المجتمع الدولي بأن لا تمر جريمة اغتيال الإعلامية أبو عاقلة دون حساب ومساءلة، مُنبها إلى أهمية أن لا يُفلت الجناة من العقاب.
كما نوه "حماية الصحفيين" إلى أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين تقدما بشكوى في عمليات الاستهداف المنظم للصحفيين الفلسطينيين، في شهر نيسان/ إبريل الماضي، مذكرا أن مكتب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أعلن رسميا عن استلامه الشكوى يوم 25 نيسان/ أبريل الماضي، والتي قد تؤدي إلى إجراء تحقيق رسمي، ومحاكمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب ضد الصحفيين.

لطالما أرعبت الكلمة الاحتلال الإسرائيلي فقامت على اغتيال الرموز الثقافية والفكرية الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها... وحسب صحيفة الحدث 3 ابريل 2019
102 صحفي قتلهم الاحتلال منذ عام 1972 كما كشفت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن أن إسرائيل قصفت بطائراتها الحربية 33 مؤسسة إعلامية، وأصابت 170 صحفيا، خلال عدوانها الأخير عدوان مايو 2021 على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وقد استشهد الصحفي يوسف أبو حسين، في قصف إسرائيلي على منزله بغزة الجزيرة 22 ابريل 2021

في تغريدة للقاضي العُماني خليفة الهنائي كتب في تغريدة من على حسابه الخاص
"لا تموت الكلمة، ولا يهون الكفاح، ومن مات دون وطنه مات شهيدًا.
‏يرحل المقتول، ويرحل القاتل، ولكن الأقصى باقٍ في دم كل الشرفاء، حتى قيام الساعة.
‏الرحمة لشيرين أبو عاقله⁩ والخزي للمحتل الجبان، وإنّ وعد الله آتٍ، فارتقبوا إنا مرتقبون."

من هي شيرين أبو عاقلة:
أنا شيرين أبو عاقلة | فلسطين
‏"ليس سهلا ربما أن أغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم"
ولدت شيرين نصري أبو عاقلة في عام 1971 في القدس واُستشهدت في 11 مايو 2022 في مخيم جنين.
هي صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية.
درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم وانتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية واستشهدت في 11 مايو 2022، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابتها بعيار ناري بالرأس خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمحافظة جنين.
لاحقًا وبعد دقائق، أعلنت وزارة الصحة أنها استشهدت نظرًا لوضعها الحرج في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين

هذا سيتم تشييع جثمان أبو عاقلة غدًا الخميس 12 مايو في الساعة الحادية عشر صباحًا من مقر المقاطعة في مدينة رام الله بحضور الرسمي الفلسطيني ولأداء التحية العسكرية للراحلة، ثم يتوجه الجثمان إلى القدس للدفن هناك في مسقط رأسها.
خلدت وشاركت أبو عاقلة بنقل تفاصيل جرائم الاحتلال ووثقت صوتاً وصورة عمليات استشهاد الفلسطينين وها هي اليوم تلحق ركب الشهداء في صور حية سجلت لحظة الغدر والاغتيال مشاهد خلال دقائق وصلت لجميع أنحاء العالم علم عنها القاصي والداني.
الحدث جلل والموقف حزين لكن عزاءنا كما قال معين بسيسو "الأشجار تموت واقفة"
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ونستذكر فيما نستذكر بينما فلسطين تودع شيرين أبو عاقلة الباسلة الباسقة الشامخة
الكلمات الخالدة للشاعر التونسي أبو القاسم الشَّابِّي في ارادة حياة
وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت