- بقلم علي بدوان
شيرين أبو عاقلة، الشابة الفلسطينية، المُندفعة، والشجاعة، شهيدة الكلمة التي إنطفأ صوتها فجر يوم 11/5/2022، أثناء تغطيتها الإعلامية لإقتحامات جيش الإحتلال لمخيم البطولة، المخيم الذي دوّخ الإحتلال وقادته، مخيم جنين، الذي تحوّل الى (أيقونة) في مسار الكفاح الوطني الفلسطيني. وعلى طريق العودة، حيث يضم مخيم جنين أبناء قرى حيفا المدمرة عام النكبة.
رسالة شيرين أبو عاقلة لم ولن تخبو أبداً، كذلك صوتها. رسالة وصوت الحرية لفلسطين وشعبها. فهي رسالة راسخة، يحملها ابناء شعبها من شيبٍ وشبان وفتيان، رسالة كتبتها شيرين بالدم ... وبالدم نكتب لفلسطين، وبالدم نكتب للثورة.
شيرين ابو عاقلة، ابنة (بيت حنينا) والتي تُقيم في عاصمة وطنها فلسطين، مدينة القدس، والمراسلة عبر الفضائيات، كانت لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، الفدائية المقدامة، التي كانت تنتقل من مكان لأخر فوق الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي تلاحق الحدث (أول بأول)، وتحاول تقديم الحقيقة بالصوت والصورة والفعل، للعالم كله، صوت الحق الفلسطيني في مواجهة الإحتلال وبطشه ...وفاشيته التي فاقت كل تصور.
سارت الشهيدة شيرين أبو عاقلة، على درب الجلجلة الفلسطينية، على طريق شهداء الإعلام والصحافة في الثورة الفلسطينية المعاصرة، على درب هاني جوهرية، وماجد أبو شرار، ومحمود درويش، وصبري جريس، وأنيس صايغ، ووليد الخالدي، وادوارد سعيد، وغسان كنفاني، وطلال رحمة، وحنا مقبل، وعلي فودة (شهيد حصار بيروت وصاحب كلمات منتصب القامة أمشي)، وناجي العلي، وعبد الحافظ الاسمر (عمر المختار الفلسطيني)، وابراهيم مصطفى ناصر (مطيع ابراهيم)... والصف الطويل من شهداء الكلمة والموقف والفعل الإعلامي الذي لايقلُ بمفعوله وتأثيره عن البندقية وباقي اساليب وانماط الكفاح الوطني المشروعة...
شيرين أبو عاقلة، التي قدمت زهوة شبابها، وزبدة عطائها من أجل شعبها، وحتى الرمق الأخير، ستبقى حية في الوجدان، والضمير، والتاريخ، والذاكرة الفلسطينية...وعلينا الوفاء لها، كما كنّا ومازلنا أوفياء لكل من استشهد على درب فلسطين...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت