- بقلم علي بدوان
طرفة أولى : المرحوم أبو عدنان موعد، من صفورية قضاء الناصرة، افتتح (دكان)، ويُمكن أن نقول بأنها (بقالية)، وذلك بعد مغادرته العمل الفدائي، مع تقدمه بالعمر. وقد اطلق على (الدكان) مُسمى (بقالية إنسى)، والسبب هو التالي : كان أبو عدنان يقود أثناء حصار بيروت صيف العام 1982 سيارة عسكرية كبيرة (هانوماك) مهمتها نقل الذخائر للمواقع العسكرية المختلفة، حيث تميّزت قيادته للسيارة العسكرية بالسير بها بسرعات كبيرة جداً الى حدود التهور في شوارع بيروت، والتطاير بصناديق الذخيرة هبوطاً وارتفاعاً في حاوية السيارة، وكلما طلب احدهم من أبو عدنان التخفيف من السرعة، كان يُطلق كلمته الشهيرة (إنسى ... إنسى خيا إنسى)... وبعد الخروج من بيروت افتتح دكانه واطلق عليه بقالية (إنسى)، وعند شراء أي غرض من عنده من قبل أي زبون، دون أن يتوفر ثمنه الكامل لدى المشتري، كان يقول له (إنسى خيا ... إنسى).
طرفة ثانية : كان الشاب الفلسطيني، يبيع الخضار والفاكهة، صباحاً في السوق المركزي للمخيم. ومساءاً قرب الرصيف على إمتداد شارع فلسطين، ويطلق عبارته التالية دون توقف "عبي بايديك ... عبي بايديك خيا... عبي بايديك". على العكس من بائعي الخضار والفاكهة في أسواق دمشق، وعلى أكثريتهم، الذين يرفضون تدخل المشتري في تعبئة مايريد شراءه بيده. لذلك إن سوق اليرموك للخضار والفاكهة يبقى مزدحماً بجمهور المشترين من خارج اليرموك ومن عموم دمشق، خاصة وأن فلاحي القرى المجاورة يفضلون بيع منتوجات ارضهم في سوق مخيم اليرموك المركزي، وهو سوق مبني بشكلٍ جيد، وبمحال مجهزة وتعود للبلدية، حيث تقوم بتأجيرها للبائعين بعقود سنوية.
طرفة ثالثة : إفتتح اللوباني على الطيراوي، بقالية صغيرة، تختص ببيع الموالح والمكسرات، وماشابهها، واطلق عليها مُسمى دكان : "موالح ومكسرات ليش لأ". فكان رواده يتكاثرون، خاصة من قبل العدد الكبير من الطيراوية (طيرة حيفا)، من أصحاب المزاج الخاص، الذي يحتاج لتلك المكسرات والموالح.
طرفة سادسة : بقالية أبو رزق، الواقعة تحت شعبة التنظيم الفلسطيني للحزب في الساحة الرئيسية التي تصل شارعي اليرموك وفلسطين. فكان أبو رزق يبدأ عمله طوال الليل، ويغلق في النهار، ويجهز ويعمل على التفنن في الليل واثناء البيع باعداد الكثير من المواد الغذائية، كالزيتون المخلل بكل اشكاله وانواعه. وقد ذاع صيت محله، فكان رواد السهرات من اليرموك وخارج اليرموك، وخاصة حي التضامن، يأتون اليه لشراء المواد الغذائية، خاصة منها المُميزة كـــ (البسطرما) و (المرتديلا الإيطالية) الخ...
طرفة خامسة : كان محل الخياطة، للمرحوم (محمد ياسين) أبو علاء الشفاعمري، ملجأ لدراويش وبسطاء المخيم، الذين يأتون اليه بزيارة دقيقة واحدة للواحد منهم، وهدفها طلب سيكارة مع تشعيلها، وكاسة شاي إن وجدت جاهزة. وهكذا ترى الدراويش والبسطاء، خاصة عند المساء يحومون حول محل أبو علاء.
طرفة سادسة : بقالية أبو دياب، وبقالية أبو داهود، حيث تجد كل شيء، حتى طعام الخراف المعروف بمادة تزرع تدعى بــــــ (الفصة)...
طرفة سابعة : محل للخضار والفاكهة، صاحبه رجل طيب وشهم، وكريم. وهو المعروف لأهل المخيم ومواطنيه بمحل (أبو الخماخم) لكثرة الخضار والفاكهة التي يضعها امام محله وبالأطنان احياناً، فتهرع النسوة للتبضع من محله. وقد بات عنوان لعموم الناس، كأن تسأل احدهم عن منزل معين، يقول لك بجانب حارة أبو الخماخم...
طرفة ثامنة : محل في شارع لوبية، وهو أول محل يحمل مُسمى بقالية لبيع المواد الغذائية، لكنه يقوم ببيع مادة سائلة، دون ترخيصٍ رسمي، وقد ذاع صيته ايضاً، كموئل لطالبي تلك المواد. الموجودة خلف واجهة المحل.
الطرائف تتعدد ... ولاحقاً نتحدث عن حزمة ثانية منها ...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت