قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن شعار "كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين" والمخصص لإحياء فعاليات ذكرى النكبة لهذا العام، يحمل في دلالاته تذكيراً للعالم بمأساة اللجوء الفلسطينية، وتأكيداً على رفض المعايير المزدوجة في تعامل المجتمع الدولي مع القضايا المتشابهة.
وأضاف أبو هولي في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن الشعار جاء ليذكر العالم بأن التهجير القسري للفلسطينيين، والذي بدأ قبل ثلاثة أرباع قرن، ويعد الأطول عمراً في التاريخ، لا يزال متواصلاً، حيث تستمر عمليات طرد المواطنين من أراضيهم كما يحدث في مسافر يطا بالخليل وحي الشيخ جراح وبلدة سلوان بالقدس، وغيرها من المواقع، الموضوعة على لائحة المناطق المهددة بالاستيطان.
وبين، أن الإشارة في الشعار إلى سياسة الكيل بمكيالين، يهدف للإعلان مجدداً عن الموقف الفلسطيني الرافض لازدواجية المعايير العالمية في التعامل مع القضايا المتشابهة.
وأضاف: "رأينا كيف انتفض العالم باتجاه الحرب الروسية الأوكرانية، واجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، واتخذت قرارات ونفذت، أما بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني، صاحبة القرارات الأكثر عدداً الصادرة عن المؤسسات الدولية، فلم يطبق منها قرار واحد".
ونوه أبو هولي إلى أن القرار "194" الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، والقاضي بحق عودة اللاجئين وتعويضهم، صدر تأكيد على ضرورة تطبيقه أكثر من 134 حتى أنه وصل إلى صفة الإلزام، ولكن إسرائيل تضرب بعرض الحائط هذا القرار ويقف المجتمع الدولي عاجزاً عن تنفيذه وغيره من القرارات التي تخص القضية الفلسطينية.
وشدد أبو هولي على أن العدالة الدولية يجب ألا تتجزأ، وذلك أحد مبادئ الأمم المتحدة، وبالتالي ذكّر شعار "كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين" بأن كل القرارات في العالم تطبق، ويستثنى منه الفلسطيني، وتنتهي الاحتلالات ويبقى آخر احتلال يجثم على الأراضي الفلسطينية وحتى الحلول السياسية التي نادى بها العالم ورعتها الإدارة الأميركية يضرب بها الاحتلال الحائط وتفشل كل محاولات إيجاد الحلول السياسية.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الفلسطينيين كمجتمع لاجئين وشعب واقع تحت الاحتلال في الداخل والمنافي والشتات، يقف ضد أي عملية تهجير في العالم، وضد اندلاع الحروب في أي مكان، لكن يحق له التساؤل لماذا هب العالم لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا، وفتح المطارات والمعابر الحدودية أمامهم، واستقبلهم ومنحهم الإقامات وقدم لهم المليارات، بينما لا يحصل اللاجئ الفلسطيني على النزر اليسير من ذلك؟
وتابع: "اللاجئون الفلسطينيون موجودون في 58 مخيماً في الوطن والشتات، ويعيشون في عشرات التجمعات ومهجرين في أصقاع الأرض، وللأسف الشديد ينظر لهم أنهم لاجئون في إطار درجة خامسة دون أي حقوق.
وتطرق أبو هولي، إلى أن ازدواجية العالم تهدد مستقبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تعيل 6 ملايين لاجئ فلسطيني، وتقدم الحد الأدنى من الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية.
وقال: إن الوكالة تعاني من أزمة مالية، وعجز ببضعة ملايين من الدولارات، وبعض الدول لا تكتفي بإدارة وجهها عن واجبها في تقديم المخصصات للأونروا، بل تتوجه لمكافأة دولة الاحتلال باللحاق بركب التطبيع معها، والتماهي مع مقترحات وخطط سياسية ترى أن قضية اللاجئين الفلسطينيين أصبحت عبئاً على العالم يتوجب شطبه.
ودعا أبو هولي المجتمع الدولي، الذي يتشدق بحقوق الإنسان في وثائقه وقوانينه وحملاته الانتخابية ومناهجه التعليمية، للوقوف أمام المرآة ومراجعة حقيقة مواقفه من القضايا الإنسانية.
وتساءل: "هل اللون والعرق والدين هو الذي يحرك ضمير الإنسانية تجاه من هو لاجئ؟ هل هناك احتلال يختلف عن احتلال آخر؟ المجتمع الذي يمارس هذه التفرقة والتمييز هو مجتمع الغاب ولا يمكن أن يتحدث عن الحقوق أو الإنسانية