أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، بأن تمسك شعبنا الفلسطيني بحق العودة حقاً ثابتاً لا يسقط بالتقادم، وحقاً من حقوقه الأساسية قضى من أجلها كافة الشهداء، وثابتاً من ثوابتنا الوطنية التي لا رجعة عنها، حيث شكلت قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة على مدار الـ 74 عاماً الماضية رمزية لشعب لا يساوم على حقوقه الوطنية، وأساساً وجوهراً للقضية الفلسطينية .
وأشارت الجبهة بأن الذاكرة الفلسطينية مازالت تستعيد فصول النكبة منذ عام 1948 بما قامت به الحركة الصهيونية وعصاباتها الفاشية بارتكاب المجازر الجماعية، واقتلاع وطرد وتشريد شعبٍ بأكمله من أرضه ووطنه، في أبشع جريمة تطهير عرقي عرفها التاريخ الحديث، والتي مازال شعبنا يعيش آثارها الكارثية البشعة ويتجرع مرارتها حتى يومنا هذا داخل الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، بعيداً عن أرض وطننا فلسطين .
وقال الجبهة، تأتي ذكرى النكبة هذا العام في ظل تواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستمرار مخططاته الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ومحاولاته تقويض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية التي انتقلت من دور الوسيط المنحاز إلى دور الشريك ، عبر مسلسل من الإجراءات والممارسات العدوانية والحصار المالي والخنق الاقتصادي، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى صفقة القرن واستبدال قرارات الشرعية الدولية بالقرارات والتوجهات الأمريكية أحادية الجانب، واستمرار تنكرها لقرارات الشرعية الدولية والتي تأتي في إطار الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على شعبنا من قتل وحصار واعتقال ونهب للأرض والاستيطان، واستمرار سياسة الطرد والتهجير ترجمة لبرنامج حكومة التطرف والفاشية الجديدة بزعامة بينت التي تتكشف في ظل قوانينها العنصرية وإجراءاتها المتطرفة والعدوانية، وتواصل النهج الاحتلالي العنصري فيما يسمى بقانون المواطنة والولاء للدولة اليهودية وقانون “النكبة” الذي أقرته الكنسيت من قبل، والذي يستهدف أبناء شعبنا في الداخل وثقافتهم الوطنية وانتمائهم الفلسطيني الأصيل، في محاولة قطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية بعد الانجازات السياسية والدبلوماسية المهمة التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية واعترافات دول العالم المتتالية بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.
وفي سباق التصدي لهذه التحديات تدعو الجبهة لعقد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واتخاذ كافة الإجراءات العملية لمواجهة التحديات التي يواجهها شعبنا وقضيتنا الوطنية، ووضع الاليات المناسبة لتنفيذ قرارات المجلس المركزي بدورته الأخيرة.
واضافت ان عبارات الشجب والتنديد لجريمة الاعدام والقتل بدم بارد للصحفية والاعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة” في فلسطين أثناء قيامها بواجبها الصحفي في مخيم جنين باستهدافها لنيران قناصة جيش الاحتلال، لم تعد تكفي وان على المجتمع الدولي الذي يكيل بمكاييل مختلفة ان لا يقبل الاستمرار بتوفير الغطاء لإسرائيل للتفلت من المسألة والمحاسبة.
ودعت الجبهة في ذكرى النكبة إلى الحفاظ على الوكالة ورفض محاولات تصفيتها تحت عناوين مختلفة بما في ذلك نقل الصلاحيات والخدمات لمؤسسات دولية أخرى، او التلاعب بالتفويض الممنوح لها بموجب قرار انشائها رقم 302، والى توحيد كل الجهود لدعم صمود اللاجئين في المخيمات وتحسين ظروفهم الحياتية، مطالبة وكالة الأونروا بتحمل مسؤولياتها بالعمل على زيادة خدماتها، وتحسينها في كافة المجالات، الى جانب قيام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية بتقديم الدعم اللازم للجان الشعبية في المخيمات ومتابعة قضاياهم.
وأكدت الجبهة على التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها، استنادًا للقرار الدولي 194، مع تجديد رفضها لكل المخططات التي تحاول الانتقاص من هذا الحق أو تجاوزه .
وشددت الجبهة بأن المهمة المركزية لشعبنا وحركته الوطنية تتمثل بمواجهة الاحتلال وسياساته وإجراءاته العدوانية، وهذا يتطلب بشكل فوري انهاء كافة مظاهر الانقسام بإعادة ترتيب أوضاعنا الداخلية بتوحيد المؤسسات الفلسطينية، ووضع حد نهائي لهذا الانقسام الكارثي الذي يشكل خدمة لأطماع ومشاريع الاحتلال، داعية لتغليب لغة الحوار والذهاب جدياً نحو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الحوارات الوطنية السابقة وعدم هدر المزيد من الوقت في فوضى الانقسام الذي يشكل ضربة موجعة وطعنة مسمومة لمشروعنا الوطني لتحقيق حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس