كشف طاهر النونو المستشار الإعلامي لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن هنية وجّه رسائل واضحة إلى العديد من القادة والدول في المنطقة حذر فيها من استئناف الاحتلال الإسرائيلي "سياسة الاغتيالات" بحق قيادات المقاومة الفلسطينية، وما سيترتب على هذا التوجه العدواني من نتائج.
وأوضح النونو في تصريح صحفي ، يوم الأربعاء، بأن رئيس الحركة قال في رسالته التي وصلت إلى العديد من الدول في المنطقة وبعض الأطراف الدولية "تتابعون معنا تصريحات الاحتلال وتصعيد لهجته نحو مخططاته باغتيالات قيادات في الحركة، منهم الأخ يحيى السنوار، والشيخ صالح العاروري، والقائد محمد الضيف، والأخ زاهر جبارين وغيرهم"، مشيرًا إلى ما ينطوي عليه هذا النهج من ردود فعل كبيرة لا يستطيع أحد تقدير مداها وتبعاتها، وتنذر بمواجهة شاملة بين شعبنا ومقاومته، وسيدفع العدو ثمنًا ليس في الحسبان.
وأضاف النونو أن رئيس الحركة دعا هذه الدول إلى نقل الرسالة إلى الاحتلال، وتحذير قيادته "من العواقب المترتبة على تنفيذ تهديداته الإجرامية."
وأوضح النونو أن" رئيس الحركة كلّف مسؤولي مكتب العلاقات العربية والإسلامية والعلاقات الدولية لنقل الرسالة ذاتها للمسؤولين في الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، ووضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه ما يمكن أن تؤدي إليه السياسة الصهيونية في المنطقة."
الدعوات لهدم قبة الصخرة المشرّفة في 29 أيار/مايو" لعبٌ بالنار"
هذا واعتبرت حركة حماس أنَّ "دعوة رئيس منظمة "لاهافا" الصهيونية بنتسي غوبشتاين، ، لقطعان المستوطنين بهدم قبَّة الصخرة المشرَّفة وبناء هيكلهم المزعوم، في يوم ما يُسمّى "توحيد القدس" الموافق الأحد 29 أيار/مايو، "تعدُّ استفزازاً مباشراً لمشاعر شعبنا وأمَّتنا، وتصعيداً خطيراً ضدَّ هُويتنا وقيمنا ومقدساتنا".
وقالت الحركة في بيان صحفي " نحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته، فنارُ اللّهب التي تعبث بها هذه الجماعات المتطرّفة، سترتدّ على قادة الاحتلال وحكومته، وتَحْمِل في طيّاتها نذر سقوطهم وزوال كيانهم."
وأضافت "أمام استمرار التهديدات والاقتحامات الصهيونية، لندعو جماهير شعبنا إلى الحشد والرّباط وشدّ الرّحال إلى الأقصى المبارك، والتصدّي بكل قوّة، وتصعيد المواجهة ضدّ الاحتلال ومخططاته التهويدية الخطيرة"
وقالت " كما ندعو أمّتنا، قادة ومنظماتٍ وشعوباً، إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في حماية الأقصى، والتحرّك الجاد لمنع التدنيس والعبث بقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين، ومسرى الرّسول".
وطالبت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته "بتجريم ومنع تلك الاقتحامات التي سيكون لها تداعيات خطيرة على عموم المنطقة."
صحيفة: "الوسطاء باتوا عاجزين عن لجم الاحتلال "
في هذه الأثناء، قالت مصادر فلسطينية مطلعة، يوم الأربعاء، إن "الوسطاء باتوا عاجزين عن لجم الاحتلال ووقف اعتداءاته المتواصلة في القدس والضفة الغربية، وهذا يدفع المقاومة في قطاع غزة بتغيير نهجها ودراسة خيارات جديدة تتعلق بطرق وقف هذا العدوان الهمجي الذي يطال أبناء الشعب الفلسطيني وتجاوز حدوده بمهاجمة جنازات الشهداء والاعتداء على المشيعين حتى داخل المقابر والمقامات الإسلامية والمستشفيات وغيرها."
وبينت المصادر في حديث لصحيفة "القدس" الفلسطينية، أن "فصائل المقاومة بصدد عقد سلسلة اجتماعات في الأيام المقبلة لبحث تداعيات العدوان المتصاعد واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى، والدعوات التي تخرج من ما يسمى "جماعات الهيكل" وغيرها، لتنفيذ اقتحامات واسعة نهاية الشهر الجاري"، مشيرةً إلى أن الفصائل ستنظر في إمكانية اتخاذ خطوات رادعة ضد الاحتلال.
وقالت المصادر، إن "هناك عجزاً واضحاً من قبل الوسطاء في إلزام الاحتلال بالهدوء ووقف العدوان على الأقصى واستباحة المدن الفلسطينية وخاصة جنين ومخيمها"، مشيرةً إلى أن " هذا العجز أدى حتى إلى استياء من قبل بعض الوسطاء ومنهم مصر تجاه السلوك الإسرائيلي الذي يسعى إلى جر المنطقة إلى تصعيد ستكون عواقبه وخيمة."
وأضافت: "من الواضح إن الاحتلال يسعى لتحييد غزة عن واجهة ما يدور في مختلف المدن الفلسطينية المحتلة، ولكنه لا يستطيع ذلك، فغزة في قلب المعركة، والمقاومة جاهزة للدفاع عن شعبها في كل مكان، ولن تسمح للاحتلال مواصلة الاستفراد بجنين والقدس وغيرها من المدن، وأن المقاومة ستكون لها كلمة بهذا الشأن.
ولفتت المصادر، إلى أن "الفصائل تتجهز أيضًا في ذات السياق لمعركة تتعلق بكسر الحصار البحري عن قطاع غزة، من خلال سلسلة فعاليات ستعمل على الإعداد لها في الأسابيع المقبلة."
وبينت المصادر، أن" هذه المعركة ستكون مماثلة للمعركة التي خاضها الشعب الفلسطيني على حدود القطاع خلال مسيرات العودة وكسر الحصار"، مؤكدةً على "حق أهالي غزة في العيش بحرية وكرامة وكسر هذا الحصار الجائر والانفتاح أكثر تجاه العالم وخاصة في مجال التجارة."
وأشارت المصادر، إلى أن "المقاومة ستواصل ضغوطها على الاحتلال حتى تحقيق مطالبها بكسر هذا الحصار، ولن تتراجع مهما كان الثمن لذلك، وأنها ستبقى يد العون الأولى للمقاومين والشعب الفلسطيني في كل أنحاء الأراضي المحتلة، ولن تسمح للاحتلال باستمرار فرض قوته بدون أي رادع."
وبشأن التهديدات بالاغتيالات لقادة المقاومة، قالت المصادر، إن "هذه التهديدات فارغة ولا قيمة لها، ولم تتوقف مسيرة المقاومة والشعب الفلسطيني باستشهاد أي قيادي أو زعيم، وكانت التجربة واضحة بعد الاغتيالات التي طالت قادة الفصائل منذ سنوات طويلة جدًا."
وأضافت: "الاحتلال يحاول تهدئة جمهوره بمثل هذه التهديدات التي لا قيمة لها، بعد فشله الذريع في مواجهة "الذئاب المنفردة" التي شلت أركان الاحتلال وجعلته مهزومًا أمام هذه الثلة من الشبان الذين نفذوا العمليات الأخيرة وأظهروا أن هذا الكيان الذي يوصف أنه الأقوى في الشرق الأوسط، كما هو ضعيف."
وشددت على أن أي محاولة لتنفيذ عمليات اغتيال ستقابل برد عنيف من المقاومة الفلسطينية، وسيفاجئ الاحتلال بمدى هذا الرد وقوته، وسيدفع ثمنه غاليًا.