- أحمد إبراهيم
أشارت تقارير دولية إلى أن أحداث العنف الأخيرة والمتعددة في مدينة جنين تثير الخوف بين السكان هناك ، خاصة مع تصعيد الاحتلال وقيامه باعتقال عدد من الفلسطينيين هناك.
وفي هذا الإطار كان لافتا نشر الفصائل الفلسطينية تصريحات متشددة بسبب مقتل الشهيد القيادي الفلسطيني داود الزبيدي على يد الاحتلال ، وهي الحادثة التي أثارت جدالا واسعا عقب وقوعها.
وبات من الواضح أن هناك تخوفا سياسيا لافتا من التصعيد مع إصرار الاحتلال على خروج الكثير من المعارضين المسلحين في الخروج من جنين لتجنب المعارك ضد الاحتلال والاستيلاء على أسلحتهم من قبل الاحتلال الذي يدعم بأن هناك تسلح بالمخيم ، وهو ما يرغب من ورائه الاستيلاء على السلاح الفلسطيني .
وفي هذا الإطار أشير إلى إعلان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس زاهر جبارين الأخير ، والذي قال فيه أن الضفة الغربية هي قلب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة المقاومة بكل الوسائل والطرق ليثير من جديد أهمية النظر وإلقاء الضوء على الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه مدينة جنين.
جبارين وهو من القيادات المحترمة في حماس أعلن صراحة أن الحركة ستدافع عن مخيم جنين من الاحتلال، غير أن جبارين أو غيره من الزملاء والقيادات المحترمة في حركة حماس تناست أهمية البعد الاقتصادي في هذا التصعيد.
بعض من التقارير الغربية التي أتابعها من هنا من لندن تشير صراحة إلى أن مكانة حركة حماس في جنين تتقوض بسبب الأزمة الاقتصادية التي لحقت بالوضع الاقتصادي للمدينة بسبب المواجهة المسلحة.
الأهم من هذا أن بعض من هذه التقارير تشير إلى أن سلطات جنين تلقي باللوم على حماس والجهاد الإسلامي في الإضرار باقتصاد جنين وتزعم أن الحركات غير معنية ولا تستطيع مساعدة المدينة.
بداية وعبر هذا المنبر أشير إلى دقة الوضع الأمني في جنين ، بل وأشير أيضا إلى أهمية النضال في وجه الاحتلال والتصدي لما يقوم به الاحتلال من إعادة اعتقال أبناء الوطن من الأسرى المحررين ، والأدق من هذا هو استمرار محاصرة المخيم بصورة درامية أدت إلى ما بتنا عليه الآن من تصعيد متواصل.
غير أن الواجب الإنساني يدفعنا دوما إلى الحديث عن الأزمات الاقتصادية التي يعيشها أبناء غزة ، والجميع يعرف الظروف الاقتصادية التي يتعرض لها أبناء الضفة من صعوبة العثور على فرص للعمل ، وحتى وأن وجدت فإنها تكون في الغالب قليلة ولا تكفي لسداد الكثير من الالتزامات الاقتصادية للأسرة.
بالطبع فإن على السلطة مهمة أكيده بتوفير الاحتياجات الرئيسية والمدعمة للشعب ، غير أن الواقع ونتائج الاحتلال وتداعياته يفرض علينا ضرورة الانتباه والالتفات إلى هذه النقطة الإنسانية الضرورية ، والتي تتمثل في توفير الاحتياجات الرئيسية والأساسية للمواطنين في مختلف أنحاء المخيم.
بالفعل ندرك أهمية ما تقوم به حركة حماس ، وبالفعل نعرف أهمية النضال ، ولكن أليس للاقتصاد أيضا أهمية وحق علينا؟
ما هو مصير عشرات العائلات التي تعيش في المخيم ولا يجد عوائها المال اللازم للإنفاق عليها؟
كيف سيتعاطى الفلسطيني مع الالتزامات التي يفرضها عليه الواقع الاقتصادي والسياسي الصعب ؟ الا يستحق المواطن الفلسطيني أن يعيش في ظروف أفضل مما هو عليه؟
وأيا كانت الإجابات يجب الاعتراف بصعوبة الواقع الاقتصادي الذي نعيشه والذي يفرض علينا الحذر والانتباه لهذه الأزمة الدقيقة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت